المنشور الموجه

المنشور الموجه

9/7/2019م

مقدمة

نستطيع أن نسجل للتاريخ أن حزب الأمة القومي كون أجهزة منتخبة في الداخل والخارج، وصمد في جه مؤمرات التشويه والاختراق، وامتاز بأنه لم يلوث موقفه إبداً بأية مشاركة للنظام المباد، وأنه شارك وساهم في انتفاضات الشعب الست وفي ثورة ديسمبر التي من مفاصلها صرخة 13 حتى 19 ديسمبر 2018م، والمواكب طيلة الشهور التي تلت حتى الخامس من أبريل، ثم الاعتصام التاريخي في 6 أبريل 2019م، والذي كان لموقفنا في 10 أبريل دوراً في حماية الاعتصام من بطش النظام. هذه المواقف سوف يسجلها التاريخ المنصف.

كل الأداء البشري عرضة لمآخذ، ولكن الصمود في وجه عاصفة الدمار المتوشح بالإسلاموية والإنقاذ لا تنكر.

ولكن حملات البذاءة والتشكيك لها أسباب أهمها:

أولاً: كل الطغاة الذين حكموا السودان استهدفوا حزب الأمة القومي لأنه صار يجسد شرعية التطلعات الشعبية.

ثانياً: هنالك قوى يسارية تتطلع لاحتكار التغيير في البلاد ولا ترضى أن ينادى حزب الأمة القومي بالتقدمية المؤصلة.

ثالثاً: هنالك قوى إسلاموية تتطلع للانفراد بالتأصيل ولا ترضى المناداة بالتأصيل التقدمي.

رابعاً: التكوينات السياسية التي تآكلت لإخفاقاتها يحركها الحسد لأداء حزبنا.

خامساً: هنالك قوى خارجية تستنكر مرافعتنا القوية للوطنية وللديمقراطية، وإذا عرف السبب بطل العجب. نعم علينا أن نقبل النقد الموضوعي ونشكر من أهدى لنا عيوبنا، ولكن هذه الحملات البذيئة أسبابها ما ذكرنا لا النقد الموضوعي. والمدهش أن كثيراً من أصحابها بعد حين اعتذروا عنها.

1. المرحلة الحالية حساسة للغاية والوطن موعود بالعبور لمرحلة تاريخية عظيمة يخرج بها من مستنقع التخلف والطغيان والتبعية أو وعيد الإخفاق بسبب المساجلة الصفرية بين مخلفات النظام البائد وشعارات الواهمين وتجاذبات المحوريين.
2. إن لحزب الأمة القومي مسئولية تاريخية يؤهله لها العوامل الآتية:

• أنه المدافع عن ثورة البلاد التكوينية.
• أنه المشارك المهم في التصدي لنظم الطغيان وفي ثورات الشعب الخلاصية منها.
• أنه يحظى بقاعدة قوية وقيادة موهوبة.
• أنه أكثر قوى المركز وجوداً في الهوامش وأكثرها قبولاً لدى قوى المقاومة المسلحة.
• أنه الأكثر تأهيلاً لرتق الثنائيات بين النهر والظهر، بين العروبية والأفريقانية، بين المجتمع الحديث والمجتمع التقليدي، بين التأصيل والتحديث، وبين الوطنية والانتماءات الأوسع.

3. وفي هذا المنحنى من التاريخ لكي نقوم بهذه المسئولية التاريخية ينبغي أن نقوم بالمهام الآتية:

• تبني مصفوفة الخلاص الوطني والدفاع عنها.
• الحرص على علاقة إيجابية مع كافة مكونات الواقع السياسي الحالي: الحرية والتغيير، المجلس العسكري، القوى الأخرى المستحقة للمشاركة تجنباً للاقصاء، المحافظة على أمانة التوازن الوطني.
• المحافظة على أمانة التوازن الدولي الخارجي الإقليمي والدولي.

4. لكي يقوم حزب الأمة القومي بهذه المهام المصيرية عليه أن يستنهض قدراته في نفرة استثنائية تعبوية، تنظيمية، فكرية، إعلامية، دبلوماسية ليحتل مكانته المشروعة في المشهد الفكري والسياسي في البلاد. هذا هو مبرر النفرة الاستثنائية التي انطلقت في حزبنا منذ الثاني من يوليو وبدأ تفعيلها منذ التاسع من يوليو الجاري.
5. هذه المهمة الاستثنائية التاريخية لا تغفلنا عن واجب التأسيس الرابع لحزب الأمة الذي سوف يخاطب كافة المستجدات في المشهد الوطني. هذه مهمة سوف نعقد لها ورشة لدراسة مذكرة رئيس الحزب عن التأسيس الرابع واتخاذ القرار بشأنها.

ختاماً: يا قومنا: حي على الفلاح، حي على الصلاح، حي على النجاح. قد استحق الواجب الوطني.

 

 

الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي

رئيس حزب الأمة القومي

إمام الأنصار

 رئيس المتندى العالمي للوسطية