خطاب الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب في الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر الهيئة المركزية ديسمبر 2019

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب الأمة القومي

انعقاد الهيئة المركزية تحت شعار: حزب رائد لوطن واعد

دار الأمة في الفترة 19-20 ديسمبر 2019م

خطاب رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي

أخي الرئيس، أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي

أعضاء الهيئة المركزية لحزب الأمة القومي.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

وأرحب بكم في البقعة التي منذ تكوينها في العهد المبارك صارت سوداناً مصغراً جامعاً أعراقه كالوصف:

هنا انغرسنا في هذا التراب معاً

منوعين كأزهار البساتيـــــــن

أبدأ بالترحم على أرواح زملائنا الذين رحلوا إلى رحمة الله، وأترحم على شهداء انتفاضاتنا وثوراتنا الذين فتحوا بتضحياتهم باب الحرية:

وللحرية الحمراء باب          بكل يد مضرجة يدق

بين أيديكم كتاب بعنوان بلاغ وبيان يبين معالم عبقرية شعبنا، ودور حزبنا في التحرير الوطني. عطاؤنا في تحقيق استقلال البلاد، وفي التصدي لنظم الطغيان الثلاثة ودحرها لا سيما النظام الفاشي الأخير، الذي أفلح بأساليبه الثعلبية في البقاء ثلاثين عاماً. فسخ جلده أربع مرات تدجيلاً على شعبنا، ولكن شعبنا واجهه بست انتفاضات، وأربع حركات مقاومة مسلحة، ولكن في آخر المطاف انقلب السحر على الساحر، وكان تدبير الطاغية في تدميره. فانطلقت ضده ثورة ديسمبر المجيدة التي صحبتها البركات:

  • بركة التحرك الشعبي الواسع الذي انطلق مع الأقاليم واعتصمت مواكبه أمام القيادة العامة دون أن تمسهم بسوء.
  • وبركة عودة الروح لشبابنا ذكوراً وإناثاً، الذين ضيع النظام مستقبلهم.
  • وبركة انحياز قوات اللجنة الأمنية المسلحة لمطالب الشعب.
  • وبركة وجود قيادة سياسية وفقت بين الحماسة الشبابية والحكمة.
  • وبركة التأييد الإقليمي والدولي الواسع للثورة السودانية.

إن دورنا في دعم الثورة والمشاركة فيها يتوج دورنا في الانفراد ما بين القوى السياسية بعدم التلوث بالمشاركة في النظام المخادع الذي قال منظروه نحن جردنا حزب الأمة من السلطة ولكن لم نجرده من الشرعية. ولكي يخلط باطله بشرعيتنا عرض علينا قادته في الأعوام:1991م، 1993م، 1994م، 2001م، و2008م. المشاركة في نظامه. المشاركة التي استمال بها القوى السياسية الأخرى حتى أعتاها معارضة فقد شاركته في الفترة 2005 إلى 2011م، ولكننا صمدنا في الرفض وفي المعارضة، ودفعنا الثمن سجوناً ومصادرات، وبلاغات عقوبة بعضها الإعدام، بقيت في دفاتره حتى آخر أيامه.

كان واضحاً لنا بالتحليل العقلي والبشائر أن النظام إلى ذهاب. هذا ما كتبته في كتابي الصادر عام 1990م: الديمقراطية راجحة وعائدة. وهذا ما قلته في خطابي في الجلسة الختامية للهيئة المركزية في 2/5/2014م، مقولة: تغيير النظام بانتفاضة سلمية. وما قلته في 5 يناير 2019م: إن هذا النظام جنازة تحتاج من يدفنها. وما قلنا في خطبة الجمعة 5/4/2019م حثاً للخروج في موكب السادس من أبريل التاريخي: “احتشدوا وارفعوا راياتكم وشعاراتكم سلمياً، اضربوا مثلاً”، مع مطالبة المخلوع بالاستقالة، والقوات المسلحة ألا تبطش بمواطنيها.

أما خبر البشائر فقد قلناه للزملاء في سجن كوبر في أواخر عام 1989م بأن نهاية هذا النظام قادمة بانفجار في داخله. وما قاله الشيخ أحمد أبو العباس: سوف يحكم البلاد الكيزان ثم تنحلوا منهم بعد اختلافاتهم.

ولكن مع ذلك ظل جحود يلاحقنا. نحن لا نضيق بالنقد لأنه إن كان موضوعياً يفيدنا وإن كان متجنياً يفيدنا من باب العزاء الروحي: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)[1].

بعد هذه المقدمة أحدثكم عبر سبع نقاط:

أولاً: لقد أفلحنا بشتى الوسائل في تجهيز حزبنا للصمود أمام كل محاولات الاختراق، فما طال إلا بعض المؤلفة جيوبهم، ولكن الجذر، الجذع، والفروع لشجرتنا صمدت وغالبت الأعاصير.

ثانياً: أحدثنا أهم انفتاح بين قوى المركز وقوى الهامش في إعلان باريس في عام 2014م. موقف طورناه لتكوين نداء السودان الذي قاد العمل الوطني منذ ديسمبر 2014م، ثم طورناه بعد ذلك في تكوين إعلان الحرية والتغيير التي ضمت تحالفاً عريضاً ضم المهنيين والقوى المدنية، وفي الوقت المناسب دخلت مع المجلس العسكري في تفاوض بناء.

ثالثاً: أدركنا أن التحرك الشعبي مهما كان قوياً ومستمراً يرهق ويستنزف النظام، ولكن لا يطيح به. القوات المسلحة في بلاد الربيع العربي، وأفضل أسميه الغيث العربي، تتخذ واحداً من ثلاثة خيارات: البطش به أو الحياد أو الانحياز له. في السودان انحازت له لذلك حرصنا على معاملتها معاملة الشريك ورشدنا مواقف الحالمين الذين وصفوا المجلس العسكري بأنه امتداد للنظام المخلوع. كان واضحاً لنا أن النظام الانتقالي بعد الثورة يتطلب تحالفاً مدنياً عسكرياً دولياً، لأن كثيراً من مصالح السودان صارت ذات أبعاد دولية. بموجب هذا التزاوج بين الحماسة والحكمة تأسست الفترة الانتقالية التي حققت حتى الآن إطلاق الحريات وكفالة حقوق الإنسان، وشرعت في تفكيك التمكين، وشرعت في التطبيع مع الأسرة الدولية، وفي التصدي للفساد، وفتح الباب للإصلاح في كافة المجالات. أطلقت الفترة الانتقالية نسيماً عليلاً في البلاد، وإحساساً لدى أهل السودان أن بلادهم قد عادت لهم.

ولكن نفس الجماعة التي استغلت الحريات أثناء العهد الديمقراطي للتآمر ضده شرعت تستغل الحريات لوأدها مرة أخرى، على أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء. نعم لبسط الحريات، ولكن المجرمين جزاؤهم العقاب بالقوانين الرادعة. ليعلم هؤلاء أن الخيار أمامهم هو: الاعتراف بخطيئة الانقلاب وبخطأ إقامة نظام فاشستي عازل للآخرين بتشويه ديباجة الإسلام وتمزيق الوطن، وبما أحدثوا من مفاسد وسفك دماء والاستعداد للمحاسبة القانونية. وفي هذا الصدد المطلوب بإلحاح تشريع القوانين المناسبة لمحاسبة هؤلاء الجناة.

وينبغي الإسراع بإصدار قوانين تنظيم اللبنات الديمقراطية خلفاً لقوانين النظام المخلوع: قانون للأحزاب السياسية، وقانون للنقابات، وقانون المنظمات الطوعية. وفي هذا الصدد ينبغي الإسراع بتعيين الولاة فأي تأخير فيه يجعل الولايات تحت رحمة جماعة التمكين.

أخاطب رئيس الوزراء: الرجاء الإسراع بتعيين ولاة مدنيين تجتمع فيهم الكفاءة والنظرة القومية رغم الانتماء الحزبي.

للقوى السياسية أن ترشح من ترى، ولكن عليك اختيار الأكفاء ذوي الالتزام بالمصلحة الوطنية، فأنت من يعينهم ومن يحاسبهم، ولتكن أولى إجراءاتهم إجراء انتخابات حرة على مستوى المحليات لتحريرها من القبضة الآثمة. وعلينا في الهيئة المركزية الاستعداد فوراً لهذه الانتخابات المحلية.

رابعاً: لقد قدمنا للحكومة مصفوفة الخلاص الوطني، ومع حلفائنا اقترحنا برامج موسعة في كل المجالات، ومع ذلك هنالك قضايا مهمة تتطلب عقد مؤتمرات قومية مهمتها تشخيص الواقع واقتراح الإصلاح المطلوب. مؤتمرات: الاقتصاد- التعليم- الصحة- البيئة- ومؤتمر للسودانيين بلا حدود، وهلم جرا.

لقد أحسنت مؤسسات النظام الانتقالي إذ أعطت السلام أولوية، ولكن تناول السلام دون منهج شامل من شأنه أن يفتح الباب للمنافسات الثنائية، وللمزايدات بين الأطراف. لن يتحقق السلام إلا ضمن إستراتيجية محكمة ومتفق عليها تتخذ الخطوات الآتية:

خطوة أولى: اجتماع خارج السودان برعاية إفريقية ودولية للاتفاق على: وقف العدائيات، تسريح ودمج القوات، هيكلة قومية للقوات النظامية، إعادة الحواكير لأصحابها، احتواء المليشيات الحزبية والقبلية.

خطوة ثانية: اجتماع داخل السودان للاتفاق حول الأسباب التي أدت للنزاع، وسبل معالجتها وأهمها: الحكم اللامركزي الحقيقي، التوزيع العادل للثروة والسلطة، التمييز الإيجابي للمناطق المهمشة، الاعتراف بالتنوع الديني والثقافي، والاستجابة لمطالب قومية مؤسسات الدولة، ومساءلة الجناة وإنصاف الضحايا، وتوازن العلاقات الإقليمية والدولية.

الخطوة الثالثة: ما يتفق عليه في المرحلة الثانية يبرم بموجبه اتفاق في مؤتمر قومي للسلام، ويحال للمؤتمر القومي للدستور ليصير جزءاً لا يتجزأ من الدستور.

الخطوتان الثانية والثالثة ينبغي أن تكونا بمشاركة كافة شركاء السلام وهم: المؤسسات الحاكمة، قوى المقاومة المسلحة، القوى السياسية، النازحون، اللاجئون، القوى المدنية، المتأثرون بالسدود، ممثلو تظلمات شرق السودان، أطراف النزاعات القبلية، وممثلو المناطق المتأثرة بالحرب.

هنالك حزازات قبلية استغلها النظام المخلوع من باب فرق تسد فأدى ذلك إلى نزاعات قبلية مسلحة تتطلب الآن فوراً تكوين آلية قومية لإبرام مصالحات قبلية، وهي مهمة سوف نحرص على القيام بها في حزبنا وهيئة شئون الأنصار، مبادرة يرجى أن تكملها الآلية القومية.

هذا على أن يكون للاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، والدول المعنية، والأمم المتحدة حضور كمراقبين.

لقد أرسلت خطاب ترحيب باجتماع أصدقاء السودان في الخرطوم. إنهم سوف يجتمعون في ثلاث حلقات آخرها في أبريل 2020م. سوف نبين لهم ما نحن بصدده من سلام، وإصلاح اقتصادي، وتحول ديمقراطي. وسوف نعتمد قدر المستطاع على إمكاناتنا الذاتية وهي كبيرة. ولكن هناك أشياء تخصهم، هي:

‌أ)   مناشدة أشقائنا عدم محاولة جر السودان للمحورية، وتبني مشروع مارشال تنموي في السودان.

‌ب) شطب اسم السودان من رعاية الإرهاب، وهو مستحق ويفتح لنا أبواباً.

‌ج) إعفاء الدين الخارجي ضمن مشروع هيبك المعروف.

‌د)  مساعدتنا في رد الأموال المنهوبة وأكثرها في لندن وماليزيا وفي دبي.

‌ه)  اعتماد استحقاقات السودان بموجب اتفاقية كوتنو، علماً بأننا سوف نصادق على نظام روما.

‌و)  دعم عملية السلام في السودان.

‌ز) مشروعات تدريب لتوطين التكنلوجيا في البلاد.

‌ح) معلوم أن في السودان مساحات شاسعة يمكن عن طريق تخضيرها التطلع للسودان الأخضر. ومشروع الحد من بث الغازات الدفيئة لم ينجح. سيكون مشروع امتصاص الكربون عن طريق النباتات أنجح.

العدالة المناخية تتطلب أن تدعم الدول الملوثة للبيئة مشروع السودان الأخضر.

خامساً: يرجى أن تدرس الهيئة المركزية تجربة اللا مركزية، ونحن بصدد أن يتجه حزبنا ليهتم بالخدمات الاجتماعية بصورة موسعة. كما يرجى أن نهتم بالاستثمار لمصلحة الحزب حتى يتمكن من تمويل نشاطه بصورة ذاتية. لقد كونا مجموعة عمل لكي تشرف على هذه المهمة.

وكما هو معلوم فإننا بصدد الفصل التام بين الحزب كمؤسسة سياسية مفتوحة لكل المواطنين، وبين الهيئة كمنظمة دعوية للأنصار.

بالنسبة لمستقبل الأيام فنحن قد أطلقنا نفرة استثنائية: تعبوية- تنظيمية- إعلامية- فئوية- شبابية- نسوية- طالبية- بيئية- دبلوماسية، في حملة لتأهيل حزبنا لدعم ومناصحة الحكم الانتقالي، وللتصدي للدفاع عن الفترة الانتقالية، والحرص على نهايتها بانتخابات عامة حرة تمثل الحلقة الثالثة من حلقات الثورة.

وسوف نبرز رسالتنا الفكرية بعنوان التقدمية المؤصلة. إنه نهج يواجه الانكفاء اليميني والاستلاب اليساري، ويسعى لتكوين جبهة الوسط التي توفق بين التأصيل والتحديث.

لقد صار التطلع للمستقبل السياسي مهماً حتى نتمكن من تجنب المزالق ونجعل من ثورة ديسمبر فتحاً نحو مرحلة تاريخية جديدة.

بعض المنظرين تناولوا هذا الموضوع بصورة من عيوبها:

  • تشخيص لتاريخنا السياسي خال من وعي بأن التجارب الديمقراطية اشتملت على إيجابيات وكانت إلى صعود ملموس لولا الإجهاضات الانقلابية.
  • الحديث عن هذا التاريخ السياسي دون توضيح أن النظم العسكرية هي المسئولة عن نكبة الوطن السيايسة والاقتصادية والأمنية، بدليل أن كل الحروب الأهلية انطلقت من تلك العهود، ودون إبراز دور الحركات المؤدلجة في تكوين ودعم النظم العسكرية.
  • والروشتة التي نادوا بها للمستقبل جاء فيها: “الطاقة الثورية التي برزت أثناء الحراك السياسي الشعبي الطويل تدفع للتفاؤل، ولكن تبقى التحديات ماثلة. والتحدي البارز للقوى الحية المتمثلة في النقابات والتنظيمات الطلابية والنسوية والحركات السياسية في الهامش هو مدى إمكانية نجاحها في تشكيل كتلة تاريخية تحت قيادة سياسية تتجاوز سلبيات وأمراض الطبقة السياسية وتقود مرحلة انتقالية تستوفي شروط الانتقال الناجح الإيجابي”.

هذا يفترض أن كل الطبقة السياسية المذكورة فاسدة، وأن قيادة المرحلة محصورة في تكوينات نقابية وفئوية وعناصر الهامش، أي التطلع لقيادة سياسية من مكونات غير سياسية.

قال عمانويل كانط أهم فلاسفة الغرب: المعرفة المنبثقة عن مرجعية عقلية لا تقوم على محتويات تجريبية بل تنتهج تفكيراً منطقياً استنباطياً.

الحقيقة أن جبهة الوسط المذكورة هي التي سوف تستفيد من دروس الماضي وتستحق الحصول على تأييد الأغلبية الشعبية لبناء الوطن.

سادساً: لم نوفق لعقد الهيئة المركزية في مواعيدها كما ينبغي، كذلك المؤتمر العام الثامن. ويرجى أن تدرس الهيئة المركزية دورها في إنجاح النفرة الاستثنائية، للنجاح في تسجيل العضوية، ودفع الاشتراكات، وقد قررنا أن يكون لكل ولاية دارها ووسيلة المواصلات لتحقيق ذلك. وأن تستعد الهيئة المركزية لعقد المؤتمرات القاعدية داخل وخارج السودان تحضيراً للمؤتمر العام الثامن.

نحن نرحب بعودة الذين انشقوا من حزبنا وقد عاد أكثرهم، وللبقية نقول عليكم الشهادة بأن حزبكم التزم بالمؤسسية والديمقراطية وعدم الإساءة لأي صاحب رأي، إنهم أخطاؤا في حقه ظناً بتحقيق مصلحة لأهلهم في الانضمام للنظام ولم يحققوا ذلك ويرجون أن  تؤيد أجهزة الحزب عودتهم.

هنالك بعض المنتمين لأسرة الإمام المهدي الذين ظنوا أن الاسم كفيل بالزعامة. الفعل والعطاء والبلاء هي طريق الزعامة، ولكنهم اعتماداً على الاسم كونوا حزبيات استغلها النظام لصالح أجندته الباطشة، هؤلاء عليهم الاعتراف بالخطأ اعتذاراً لله وللناس والاستعداد للمساءلات القانونية.

سابعاً: ويرجى أن تقوم الهيئة المركزية بدورها الدستوري في مساءلة الأمينة العامة، والمكتب السياسي، وفي تقييم أدائهما وتقاريرهما المرفوعة. كل ذلك بروح الموضوعية والزمالة والمودة المنشودة. وعندما يتطلب الأمر إجراء انتخابات فليكن التنافس موضوعياً وأخوياً للمحافظة على تضامن الجماعة والحيلولة دون الشقاق.

التنافس الحر في كل دروب الحياة نهج بناء، ولكن علته التعصب. التنافس بلا تعصب هو المطلوب بين الزملاء، فأرجو أن نحافظ عليه، فقد حرصنا على مخاطبة بعضنا بالأحباب، وهي صفة تفوق حميمية عن الأخ والزميل والرفيق والشقيق. وهي الأفضل في العلاقة بين الناس على نهج: تحابوا، وفي العلاقة مع ربهم على نهج (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ )[2]. المحبة هي عمدة العواطف في كل الأديان، وعمدة العواطف عند الإنسان كما قيل:

قــال قـــوم إن المحبـــة إثــم     ويح بعض النفوس ما أغباها

أنا بالحب قد وصلت إلى نفسي        أنا بالـــــــحب قد عــرفت الله

هذا مع أطيب تمنياتي لكم جميعاً باجتماع ودي مثمر وبناء.

 

[1] سورة الأنعام الآية (33)

[2]  سورة البقرة الآية (165)