توثيق للتاريخ

دار حزب الأمة القومي

بسم الله الرحمن الرحيم

توثيق  للتاريخ

20/4/2019م

انفرد حزب الأمة القومي في مواجهة النظام المباد في الفترة 1989- 2019م- بمواقف هي:

  1. معارضة النظام منذ البداية حتى النهاية ودور قياداته في نشر مؤلفات ومقالات عرته وقاومت سياساته. قيادات حزب الأمة القومي هي الأكثر تصدياً فكرياً وثقافياً لتعرية “المشروع الحضاري”، لا سيما رئيس الحزب الذي نشر عشرات المؤلفات والمقالات ابتداءً بالكتابين: الديمقراطية في السودان راجحة وعائدة، وتحديات التسعينيات في 1990م، وغيرها من الأدبيات مثلاً: الوفاق والفراق بين الأمة والجبهة، ثقافة العنف في السودان، حقوق الإنسان في السودان، الإنسان بنيان الله، ميزان المصير الوطني في السودان، الخ. كما أصدر الحزب وكوادره العديد من الأدبيات التي فضحت النظام، مثلاً كتاب الحل السياسي الشامل، وكتاب انتخابات أبريل 2010 في الميزان، وكتاب: شعب السودان يدين العدوان، وغيرها.
  2. عدم المشاركة فيه مهما كانت وكثرت الإغراءات وتكررت خمس مرات. حيث عرض النظام على الحزب المناصفة في السلطة في 1991م، وفي آخر عام 1993م، وفي 1994م، وفي 2001م، وفي 2008م. وفي كل مرة كان الحزب يشترط أن يكون الاتفاق جامعاً بينما النظام حريص على مشاركة ثنائية. وفي عام 2001م استطاع النظام أن يخترق الحزب عبر الفريق المفاوض حيث شاركه الحكم وخرج عن الحزب الأم وتآمر عليه في 2002م، بينما واصل الحزب في معارضة النظام وفضح فساده وتجاوزاته.
  3. تعرية مزاعم النظام الإسلامية بمنطق إسلامي، ودور هيئة شئون الأنصار المستمر في هذا الصدد، حيث كان منبرا الأنصار الأساسيان في بيت المهدي (مجمع قبة ومسجد المهدي) يقودان مقاومة فتاوى النظام ودعاويه الإسلامية. فكانت خطب الأنصار دائماً ما تنتهي باعتقال الإمام الخطيب ومصادرة نص الخطبة، وصار الأنصار يتقنون إخفاء الإمام ونص الخطبة مباشرة بعد الصلاة من أعين أفراد الأمن. والمطلع على تقارير المقرر الخاص لحقوق الإنسان في السودان في التسعينات من القرن الماضي يدرك الكم الهائل من قيادات الأنصار الذين اعتقلوا في تلك السنوات بسبب صدعهم بالحق وتعريتهم لتجربة النظام الإسلامية. وبلغ التنكيل بالأنصار ذروته فيما سموه ب(عيد الضيم) في صلاة عيد الأضحى لعام 1413هـ الموافق 1 يونيو 1993م، حيث قام النظام قبل العيد بأيام بإرسال قوات مدججة بالسلاح احتلت مجمع مسجد وقبة الإمام المهدي وادعت كذباً أنها عثرت على أسلحة فيه. كان المجمع هو مركز نشاط الأنصار يقيمون فيه معسكرات التأهيل للكوادر، ومعارضهم الثقافية  وأنشطتهم الدعوية والاجتماعية، وغيرها، ولكن النظام صادره قسراً، وأعاده بعدها بسنوات للسيد أحمد المهدي وليس لهيئة شؤون الأنصار التي انتزعه منها. فندت هيئة شؤون الأنصار ادعاءات النظام الدينية، وأثبتت أن تجربته أهرقت مباديء الإسلام في الحكم المتمثلة في العدل، والحرية، والمساواة، والرعاية الاجتماعية، والوفاء بالعهد. وانتقد الأنصار وقادة حزب الأمة منظومة القوانين التي سنها النظام ضمن تجربته الإسلامية: القانون الجنائي لسنة 1991م، وقانون المصارف، وقانون الزكاة، وقانون الأحوال الشخصية للمسلمين، وأثبتوا كيف أنها تنطلق من فقه جامد غير محيط بالواقع وتحدياته ومستجداته، ولا بالواجب الديني نفسه، حيث عاكست التجربة مقاصد الشريعة، وأقامت نظاماً ظالماً فاسداً شاع فيه الغلول من مال المسلمين، وانحطت فيه الأخلاق العامة والخاصة إلى درك سحيق. كان الأنصار وحزب الأمة هم المبادرين بفضح تلك التجربة وتعريتها على أسس إسلامية.
  4. معارضة اتفاقيات السلام التي أبرمها النظام لفشلها في مخاطبة أسباب النزاع خاصة اتفاقية السلام الشامل بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان والتي أيدتها الأحزاب الأخرى والمجتمع الدولي، وبموجبها انخرطت غالبية الأحزاب في مؤسسات النظام التنفيذية أو التشريعية أو كليهما. وقام الحزب بإصدار نقد أساسي للاتفاقية ودستورها بعنوان “اتفاقية السلام يناير 2005م ومشروع الدستور أبريل 2005 في الميزان” بتاريخ مايو 2005م. وأوضح الحزب أن تلك الاتفاقية التي أعلنت سعيها لتحقيق السلام والديمقراطية والوحدة الطوعية للبلاد مليئة بالنصوص الخاطئة، والنقاط الرمادية، والقضايا الخلافية التي لم تحسم وسوف تتفجر لاحقاً، كما أنها نصت على محاصصة أعطت المؤتمر الوطني 52% من هياكل السلطة التنفيذية والتشريعية وهذا سوف يكون أحد أهم منافذ فشلها لأنه حزب سلطوي لا يؤمن بمباديء السلام والدقرطة والوحدة ولم يوقع على الاتفاقية إلا لشراء الزمن وليكسب الشرعية الدولية المرافقة لاتفاقية السلام. وأكد الحزب أن الاتفاقية بالتالي لن تحقق السلام ولا التحول الديمقراطي ولا الوحدة، وقد كان، حيث انفصل الجنوب في 2011م، وانفجرت الحرب من جديد في المنطقتين (جبال النوبة والنيل الأزرق)، ولم يحدث التحول الديمقراطي المنشود بل طبخ النظام الانتخابات. وقد فضح الحزب تلك الطبخات في كتاب: انتخابات أبريل 2010م في الميزان، الذي ظل محظوراً عن دخول البلاد منذ صدوره قبل تسع سنوات.
  5. حينما انفصل الجنوب وبدأت الضائقة الاقتصادية وقرارات رفع الدعم عن المحروقات والسلع التموينية، اندلعت هبة شعبية في سبتمبر 2013م، وكان تقدير الحزب أن التعبئة التراكمية لم تبلغ قمتها، وبالرغم من أنه حفظاً على دماء الشعب من أن تسفك بلا أفق لم يطالب الناس بالخروج، إلا أن قياداته وكوادره كانوا مشاركين في الثورة، كما عبر الحزب بقوة عن حق المتظاهرين في المطالبة بحقوقهم، ووقف إلى جانب مساءلة الجناة القتلة، وحث النظام على الإقلاع عن العنف وإدارة حوار حول مسائل الحكم والدستور والسلام لا تقصي أحداً ولا يسيطر عليها أحد. وطبقاً لذلك شارك الحزب في الاجتماعات الأولى لحوار الوثبة يناير 2014م الذي اعتبره استجابه لنداءاته المتكررة بإنهاء الأحادية في إدارة البلاد وقضاياها القومية، ومن داخل أروقة الحوار طالب حزب الأمة القومي بفك احتكار المؤتمر الوطني لرئاسة المداولات، وانتقد أداء النظام ومليشياته في مناطق النزاع، بشكل جلب عليه غضب الرئيس المعزول، ففتح جهاز الأمن السوداني ضد رئيس حزب الأمة القومي بلاغاً بالرقم 2402/2014 بتاريخ 12/5/2014م، بموجب المواد 62/66/69/159 من القانون الجنائي لسنة 1991م. وبعدها في 17/5/2014 ألحقت بالبلاغ المادتان 50/63 من القانون الجنائي: المادة (50) تقويض النظام الدستوري، وهي جريمة تصل عقوبتها للإعدام. والمادة (63) الدعوة لمعارضة السلطة العامة بالعنف أو القوة الجنائية، وتم اعتقاله لشهر بدون تقديمه للمحاكمة. كما تعالت الأصوات داخل المجلس الوطني بمحاكمته بالخيانة العظمى، وتبارت الصحف في الإساءة إليه واستباق الأحكام القضائية ضده بالتجريم.
  6. قام الحزب بالتواصل مع الجبهة الثورية المسلحة وإصدار إعلان باريس في أغسطس 2014م، وهو الإعلان الذي يعتبر فتحاً وطنياً ضخماً، حيث وافقت فيه القوى المسلحة كلها على تجاوز ما ورد في إعلان كمبالا (الفجر الجديد) من نص على تقرير المصير للمناطق المهمشة، واتخاذ العنف وسيلة لإسقاط النظام. وفقاً لإعلان باريس تم النص على وحدة البلاد ضمن أسس عدالة وسلام في نظام جديد يتجاوز مظالم الماضي، كما اعتمدت وسيلتان لإقامة النظام الجديد وهما الحوار باستحقاقاته التي تجعله جامعاً لا يقصي أحداً ولا يسيطر عليه أحد، والانتفاضة الشعبية السلمية. وتبع ذلك تكوين نداء السودان في 3 ديسمبر 2014م من كل من حزب الأمة والجبهة الثورية ومبادرة المجتمع المدني وقوى الإجماع الوطني، وشكل نداء السودان تحالفاً جامعاً بين قوى المركز والهامش، أقلق مضجع النظام الذي كم راهن على تفرق كلمة السودانيين، وكان نداء السودان رأس الرمح في بناء الإجماع الوطني الذي تعضد عشية الثورة، فالنداء الآن هو المكون الوحيد في قوى الحرية والتغيير الذي يضم حملة السلاح، مما يطمئن من عدم تكرار تجربة استمرار الحرب بعد الثورة الشعبية.
  7. أغضب دور الحزب في نداء السودان النظام المتسلط، ففتح بلاغات ضد رئيس الحزب مرتين، في البداية في ديسمبر 2014م حيث تم فتح بلاغات في تهم تصل عقوبتها للإعدام ضد كل الموقعين على نداء السودان ورئيس حزب الأمة منهم (وحاكم بالفعل كل من دكتور أمين مكي مدني وفاروق أبو عيسى طبقاً لتلك البلاغات بينما علق الشكوى ضد رئيس الحزب والموقعين الآخرين لوجودهم خارج السودان). وكرر النظام ذلك بعد انتخاب رئيس حزب الأمة كرئيس لنداء السودان في 17 مارس 2018م، حيث فتح جهاز أمن النظام المباد بلاغاً ضده بتاريخ 3 أبريل 2018م بالرقم 2018/175 تحت المواد (21، 25، 26، 50، 51، 53، 63 و66) من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م، وتتعلق بـ”الاشتراك الجنائي – تقويض النظام الدستوري – التحريض ضد الدولة – إشاعة الفتن – التجسس – نشر الأخبار الكاذبة”، بجانب المادة 6/5 من قانون مكافحة الإرهاب، وهي تهم تصل عقوبة بعضها للإعدام. وكرر النظام الوعيد بتحريك أمر القبض لرئيس الحزب عشية الإعلان عن عودة نائبة الرئيس في 15 نوفمبر 2019م وبالرغم من ذلك عادت نائبة الرئيس غير آبهة بالتهديد، وعاد رئيس الحزب لمواصلة المطالبة بحقوق الشعب السوداني من الداخل في 19 ديسمبر 2018م.
  8. رافقت عودة رئيس الحزب في 19 ديسمبر 2018م مولد ثورة ديسمبر المباركة التي ابتدأت بالدمازين في 13 ديسمبر وتحولت إلى عطبرة ثم الخرطوم. تحدث رئيس الحزب في حشد ضخم ببيت الأمة وذكر أن الاحتجاجات التي اندلعت للتو تلقائية معبرة عن المعاناة ومرشحة للزيادة، راجياً أن يكون التعبير فيها بدون عنف ولا تخريب، وطالب بتقديم مذكرة للخلاص الوطني بصورة جماعية لا يتخلف عنها أحد تحمل مطالب لخصت ما تم الإجماع عليه بعدها في إعلان الحرية والتغيير. وفي مؤتمر صحفي عقده الحزب في 22 ديسمبر تحدث رئيس الحزب مؤيداً الحراك السلمي ومندداً بتصدي النظام له بالعنف مما أدى لسقوط عشرات الشهداء، وناشد القوى النظامية ألا تبطش بأهلها من جياع ومظلومين، وكرر المطالبة بتسيير موكب جامع يقدم مذكرة لإقامة نظام جديد. ولكن انطلقت حملة مغرضة لتشويه حديثه في المؤتمر الصحفي، حيث رد على من اتهم الحزب بتأخر تأييده للثورة وقال إننا لا نقبل المزايدة علينا ونحن الأكثر أصالة في الثورة، وقد قاومنا هذا النظام وظلننا نقاومه منذ قيامه، ولا يمكن أن يزايد علينا الذين انضموا مؤخراً للمقاومة، فأولئك خروجهم مثل “علوق الشدة وبوخة المرقة”، بينما نحن كنا وما زلنا مداومين على خط المقاومة. هذا الحديث تم حرفه وبتره من سياقه وانطلقت أقلام بعضها مأجور وبعضها غافل وبعضها يستند لأحقاد تشوه حديثه كما لو كان أساء للثورة المباركة ووصفها ببوخة المرقة، وهو في الحقيقة يصف أولئك القادمين الجدد لصفوف المقاومة، ويعتبر أن حزب الأمة أكثر أصالة في الثورة ومعارضة النظام منهم.
  9. واستبشر الحزب لتناغم تجمع المهنيين في 25 ديسمبر مع مطالب القوى السياسية بالانتقال من الصبغة المطلبية إلى السياسية والمناداة بتنحي النظام وإقامة نظام جديد. واقترح الحزب ضمن نداء السودان إعلان الحرية والتغيير في 1 يناير 2019م، وهو أساس التحالف الذي قاد الثورة ومواكبها، وقدم باسمها المذكرات، وواصل الضغط التراكمي الذي استجاب له الشعب بكافة فصائله في النهاية. وكان الحزب يصدر مع كل موكب تقريباً بياناً يحث عضويته على المشاركة طيلة أشهر الثورة الأربعة، وظل قادته يشاركون في مواكبها ومشاهدها، واعتقل عدد منهم في موكب الرحيل الذي أزمع تقديم مذكرة لرئيس الجمهورية في مارس 2019م. كما اعتقل عدد كبير من قادة الحزب وكوادره في العاصمة والولايات، فقدم من عضويته الشهداء أسوة بغيره من فصائل الشعب المناضل، والجرحى، وكانت مناطق ثقله الشعبي متقدة بالثورة بدءاً بالدمازين، ومروراً بالجزيرة أبا، والقضارف، والعبيدية، والعقدة المغاربة، وسنار، وكردفان وغيرها.
  10. وفي 5 يناير 2019م تحدث رئيس الحزب في كلمة عن استقلال السودان فحيا الثورة وشبابها الباسل الذي قدم أروع التضحيات تحية مليئة بالعاطفة إذ قال: (غيبتني سجون ومنافٍ، وحينما جئت في عودة ماضية، ليست الحالية، قيل لي إن الشباب ضاع، فهم إما يريدون أن يخرجوا من البلد أو أخذتهم المخدرات، وإن النظام بتجهيله وبكذبه وبوسائله المختلفة دمر هذا الجيل، وهذا ما جعلني أؤلف كتاباً أسميته “أيها الجيل”. كتاب أيها الجيل هو محاولة لاستنهاض جيل ظُنّ أنه ضاع. ولكن هذه المرة جئت ووجدت أن ما قيل في وصف هذا الشباب خطأ، هذا الشباب فيه الصفات الثلاث للشبابية: الحماسة، والمثالية، والتفاؤل. شبابنا الذي اندفع في شوارعنا في مناطق مختلفة أكدوا معانٍ مختلفة عما كان الناس يظنون. أكدوا معاني الحماسة، والتفاؤل، والمثالية بشجاعة وبإقدام رائع، لقد رأيتُ واقتنعت أن هؤلاء الذين حاولت تدجينهم وسائل الإعلام ووسائل التعليم التي سلطت عليهم، فإن ما حدث هو العكس، فصاروا كأنهم موسى الذي نشأ في دار فروعون، الحمد لله على ذلك. هذا الشباب بلا شك أثبت شبابيته وثوريته). وفي نفس الكلمة قال: (لا شك أن هذا النظام وبعد ثلاثين عاماً من العمل والمعارضة له والكشف عن عيوبه هو الآن قد كتبت عليه النهاية في الحقيقة، مهما يقولون ويبالغون فإن النهاية قد كتبت معنوياً ولم تبق إلا الإجراءات المطلوبة لندفن هذه الجنازة).
  11. بعد مجزرة موكب الخميس 17 يناير في بري نعى رئيس الحزب شهداء الثورة وقال: (إن الذين أمروا هؤلاء الوحوش والذين نفذوا هذه الأوامر آثمون لا بد من عقابهم مهما طال الزمن. هؤلاء استمرأوا سفك دماء الأبرياء، وما يقال عن تحقيق بلا مصداقية، لأنه تحقيق الخصم والحكم، ولا صدقية لتحقيق إلا على يد اللجنة الفنية التابعة للأمم المتحدة لتجري تحقيقاً في كل هذه الممارسات الباطشة لمعرفة الحقائق ومساءلة الجناة.) وفي 20 يناير خاطب رئيس الحزب المجتمع الدولي مطالباً الأمم المتحدة بتكوين لجنة فنية للتحقيق في البطش الدموي بالمتظاهرين، فأرسل خطابات لوزراء خارجية البلدان الممثلة في مجلس حقوق الإنسان ينادي بالتدخل لمساندة الشعب الثائر ووقف بطش النظام به.
  12. وفي يوم الجمعة 25 يناير 2019م صلى رئيس الحزب الجمعة بمسجد الهجرة بودنوباوي وقدم تصوراً عن خطوات الثورة التراكمية هو أشبه بما حدث فعلاً بدءً بالمواكب وتقديم مذكرة للقصر وانتهاء بالاعتصام، قال نصاً: (ثم يحتشد الشعب في مائة موقع داخل السودان وخارجه في اعتصامات ترفع شعارات ميثاق الخلاص ولا تتحرك) وحث الجميع على المشاركة قائلاً: (لا عذر لمن يُمسك عن مواكب خلاص وطنه المحتضر).
  13. وبعد إعلان النظام للطواريء في 22 فبراير رفض حزب الأمة الإعلان وأعلن عن مقاومته، وقدم الحزب كبسولة التحرير لإسقاط رئيس النظام ونظامه في حشد شعبي بتاريخ 2 مارس 2019م.
  14. رئيس حزب الأمة القومي وهو رئيس الوزراء المنتخب ظل رافعاً راية الشرعية الديمقراطية في الداخل وأمام الأسرة الدولية. هذه المكانة ساهمت في إتاحة الفرصة لمخاطبة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن والسلم الأفريقي، والبرلمان الأوربي، والبرلمان البريطاني، والكنغرس الأمريكي، والمحكمة الجنائية الدولية، والجامعة العربية. وهلم جرا.
  15. المشاركة في هبات وانتفاضات المعارضة للنظام السبعة. وفي 5 أبريل 2019م وفي خطبة الجمعة إعلان أن الخروج للشارع فرض عين على كل وطني ما أعطى مزيداً من الشرعية والزخم لموكب 6 أبريل. حيث صلى بالجموع رئيس الحزب وفصل العوامل التي أدت لهبات الشعب ست مرات ضد النظام ثم قال: (ولكن هذه المرة السابعة كانت الأوسع والتي خاضها شباب السودان والقوى السياسية والمهنية والأساتذة بصورة جعلت كل المجتمع متحركاً. وفي ذكرى 6 أبريل غداً يرجى أن تتسع المشاركة في التعبير عن مطالب الشعب. ومن هذا المنبر أدعو الجميع لتلبية النداء الوطني، وأرجوهم أن يلتزموا بالسلمية، وألا يستجيبوا لأية استفزازات، فالحلم الصامد أقوى من السلاح. احتشدوا وارفعوا راياتكم وشعاراتكم سلمياً، اضربوا مثلاً.) وطالب رئيس النظام أن يتقدم بالاستقالة، كما ناشد القوات المسلحة ألا تبطش بمواطنين عزل يطالبون بحقوق يكفلها الدستور.
  16. في الأربعاء 10 أبريل اتصل الأستاذ محمد وداعة (الكاتب والقيادي البعثي) برئيس حزب الأمة وقال له إن مدير الأمن والاستخبارات صلاح قوش يريد الاجتماع بنا كممثلي المعارضة وجاء معه أحمد هارون للقاء رئيس حزب الأمة والسيدين محمد وداعة ويحيى الحسين. سألا عن مطلب المعارضة فقالوا لهما تنحي رئيس النظام ونظامه. قال أحمد هارون هذا مستحيل، فقالوا له هذا هو مطلبنا. كان البشير قد اجتمع بالمؤتمر الوطني وأعلن قراره بفض الاعتصام بالقوة مهما كانت الخسائر، هذا ما أعلنه أحمد هارون في الاجتماع المذكور. قال رئيس حزب الأمة نرفض قراركم. وتضامناً مع المعتصمين أنا ذاهب لأصلي معهم الجمعة، قال أحمد هارون هذا لا يغير قرارنا، قال محمد وداعة إذن أقتلوهم وأقتلوه معهم وتحملوا النتيجة. اختلف معه صلاح قوش أمام الاجتماع وقال: لن يفض الاعتصام بالقوة.

بعد ذلك اجتمع البشير مع لجنة الأمن المكونة من القيادات الأربع: رئيس هيئة الأركان، وحميدتي، ومدير الأمن، ومدير الشرطة وأبلغهم قراره بفض الاعتصام بالقوة مهما كان الثمن، وقال إذا لم ينفذوا هذا القرار فإنه سوف يستخدم كتائبه ويفضه بالقوة. وتركهم لبحث تنفيذ قراره. ولكنهم قرروا عدم تنفيذ قراره بل الإجماع على عزل البشير وقد كان في فجر الخميس 11/4/2019م. كان لموقف رئيس الحزب ولا شك دور في ذلك.

هذه مواقف سوف يسجلها التاريخ المنصف بأحرف من نور.

حزب الأمة القومي لا ينكر نضال الآخرين ضد النظام المباد خاصة شباب الوطن في المواكب الجسورة التي تراكمت حتى موكب السادس من أبريل ومن ثم الاعتصام التاريخي أمام القيادة العامة، ودور عسكريين في حماية المعتصمين، ولكن بعض العناصر جهلاً أو حسداً تعامت عن دور حزب الأمة القومي في العاصمة والأقاليم وأكثرية وجود أعضائه في سجون النظام المباد على مدى الثلاثين عاماً من عمره.