رسالة الاستقلال في الذكرى الـ(62)

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الاستقلال في الذكرى الـ(62)

1/1/2018م

هنالك أخطاء أساسية في تناول استقلال السودان أهمها:

  • أن الاستقلال كان منحة ولم يكن نتيجة لنضال وطني كبير:
  • الحركة الاتحادية ابتداءً من حركة 1924م، وحركة الأحزاب الاتحادية، كانت حركات نضال ضد الاحتلال البريطاني وقدمت ما قدمت من تضحيات.
  • الحركة الاستقلالية تفاهمت مع السلطة البريطانية لاحتواء الأجندة المصرية، ولكنها بعد قيام الجمعية التشريعية سارعت بالمطالبة بالحكم الذاتي وانتصرت له من داخل الجمعية في 15 ديسمبر 1950م برغم معارضة البريطانيين الشديدة، ما جعل البريطانيين يعادونهم ويصنعون في 1951م الحزب الجمهوري الاشتراكي وحزب السودان المنادي بالكمنولث. ثم عندما تغيرت الأجندة المصرية بالاعتراف للسودان بتقرير المصير بعد حركة يوليو 1952م أقدمت الحركة الاستقلالية على الاتفاق مع مصر في 29/10/1952م. تلا ذلك اتفاق الأحزاب السياسية السودانية في 10 يناير 1953م، ثم المفاوضات المصرية البريطانية، التي توجت بتوقيعهما على اتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير في القاهرة في 2/2/1953م.
  • الحركة الاستقلالية عبأت الشعب لصالح الاستقلال ما جعل رئيس الحركة الاتحادية المرحوم إسماعيل الأزهري يتجه نحو الاستقلال. ما جعل بعض الاتحاديين يعارضون اتجاهه نحو الاستقلال.
  • انقسام الحزب الوطني الاتحادي أتاح للحركة الاستقلالية خيارين: هما الاتفاق مع إزهري الاستقلالي، أو إسقاط حكومته وتكوين حكومة جديدة هي التي تقود البلاد للاستقلال.
  • الرئيس الأزهري اتصل بالإمام عبد الرحمن الذي أكد له دعمه إذا هو اختار الاستقلال. وقد كان.
  • نعم للرئيس الأزهري فضل الرجوع للحق، ولكن النظام الحالي وآخرين حصروا الاستقلال في المرحلة الأخيرة وضيعوا جهاد الحركة الاستقلالية ما يوجب إعادة القراءة الصحيحة.
  • للحركة الاتحادية دور نضالي ضد الانجليز اعترف به الإمام عبد الرحمن في مذكراته. ولكن الحركة الاستقلالية هي التي هندست وحققت استقلال السودان.

أية قراءة غير هذه باطلة. وباطلة أيضاً أية قراءة تجرد الحركة الوطنية السودانية من النضال الرائع لتحقيق استقلال السودان.

أما وصف الحركة الاتحادية وحدها بأنها هي الحركة الوطنية السودانية فتزييف للتاريخ ينبغي تصحيحه.

  • خطأ آخر هو نزعة توهين السودان مع أن الواقع التاريخي يفضي لتمجيد السودان حقائق:
  • اقدم حضارة إنسانية – الحفريات في كرمة أكدت ذلك.
  • أطول حضارة عمراً الكوشية 1070 ق. م. إلى 350 بعده.
  • استقلال هو الاسلم.
  • الربيع السوداني المتكرر واجبار الطغاة على تراجع مستمر حتى نهايتهم.
  • خطأ ثالث سببه أوهام الطبقة الحاكمة الخديوية الباشوية المصرية التي اتجهت لتبني الاحتلال العثماني للسودان والاحتلال البريطاني للسودان، وفي الحالين كانت مصر نفسها محتلة. القراءة الصحيحة اعتبار هذه الحقائق ما يجعلنا نحن ومصر ضحايا الاحتلالين، ويعطي حركتي السودان لدحر الاحتلالين صورة جديدة في نظر الشعب المصري، ويفتح باب الإخاء النضالي بدل جعل النضال السوداني خصماً على العلاقة بمصر.