كلمة احتفال إحياء عيد الاستقلال الذي أقامه صالون الإبداع للثقافة والتنمية

الإمام الصادق المهدي

بسم الله الرحمن الرحيم

صالون الإبداع للثقافة والتنمية

احتفال إحياء عيد الاستقلال

 

كلمة الإمام الصادق المهدي

 

5/1/2019م

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

جزاك الله خيراً يا حبيب على الكلمات العظيمة الشعرية التي سمعناها (من الحبيب محمد صالح مجذوب)، ووفقنا الله في أن ننفذ ونطبق معانيها.

عندي لكم ثلاث نقاط:

النقطة الأولى: غيبتني سجون ومنافٍ، وحينما جئت في عودة ماضية، ليست الحالية، قيل لي إن الشباب ضاع، فهم إما يريدون أن يخرجوا من البلد أو أخذتهم المخدرات، وإن النظام بتجهيله وبكذبه وبوسائله المختلفة دمر هذا الجيل، وهذا ما جعلني أؤلف كتاباً أسميته “أيها الجيل”. كتاب أيها الجيل هو محاولة لاستنهاض جيل ظُنّ أنه ضاع. ولكن هذه المرة جئت ووجدت أن ما قيل في وصف هذا الشباب خطأ، هذا الشباب فيه الصفات الثلاث للشبابية: الحماسة، والمثالية، والتفاؤل. شبابنا الذي اندفع في شوارعنا في مناطق مختلفة أكدوا معانٍ مختلفة عما كان الناس يظنون. أكدوا معاني الحماسة، والتفاؤل، والمثالية بشجاعة وبإقدام رائع، لقد رأيتُ واقتنعت أن هؤلاء الذين حاولت تدجينهم وسائل الإعلام ووسائل التعليم التي سلطت عليهم، فإن ما حدث هو العكس، فصاروا كأنهم موسى الذي نشأ في دار فروعون، الحمد لله على ذلك. هذا الشباب بلا شك أثبت شبابيته وثوريته.

النقطة الثانية: هنالك من يعتقد أن هناك تناقض بين الثقافة والفن والثورة. أبداً لا. كل الثورات استخدمت آليات الشعر، والنشيد، والموسيقى، والغناء لتشحذ الهمة وتزيد الحماسة، ولذلك فإن رسالة صالون الإبداع في هذه الظروف رسالة ثورية ليست للترفيه ولا للقيام بأشياء انصرافية، وإنما عمل مثل هذا هو لب ما يهيء الناس للأعمال الثورية والحركية وللاستعداد للقيام بهذه المهام، ولذلك أدعم هذا العمل وأؤيده، وأرى أنه رافد مهم جداً للثورية التي يسير بها شبابنا حماسة في المناطق المختلفة. زادهم الله توفيقاً ورحم شهداءهم وعالج مرضاهم وجعل ما قدموه في سبيل الوطن مقبولاً الآن وفي التاريخ.

النطقة الثالثة: لا شك أن هذا النظام وبعد ثلاثين عاماً من العمل والمعارضة له والكشف عن عيوبه هو الآن قد كتبت عليه النهاية في الحقيقة، مهما يقولون ويبالغون فإن النهاية قد كتبت معنوياً ولم تبق إلا الإجراءات المطلوبة لندفن هذه الجنازة.

والنقطة الأخيرة إضافية. فلا شك الكورال والتمثيلية (اللذان شهدناهما) كانا أداء ممتازاً لهذا الشباب جزاهم الله خير وزادهم توفيقاً، فقط هناك نقاط معنوية:

الأولى: لا لزواج الطفلات، هذا موضوع أساسي، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يتزوج السيدة عائشة في عمر 9 سنين كما يقول المخرفون، بل تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم في عمر 18 سنة. أكرر لا لزواج الطفلات، وهذا كلام قلته أساساً تعليقاً على ما حصل لابنتا نورة.

الثانية: لا للزواج بالإكراه، لا يوجد إكراه في الإسلام ولا في الوطنية ولا في حقوق الإنسان، لا إكراه في كل أمر والزواج أمر بيد الزوجة (أن تقبله أو ترفضه) ولا يجوز أن يبيعها أبوها أو عمها أو أخوها أو كائن من كان فهو أمر مرفوض شرعاً وإنسانياً، لذلك فإن آخر عقد عقدته كان مباشراً، أتت هي وزوجها للعقد أمامي، لتأكيد عدم الإكراه. ففي مرات كثيرة تأتي واحدة تقول والله أبوي لم يشاروني، عمي لم يشاورني، أخي لم يشاورني، لذلك دائماً حينما يقول لي أحدهم وكلتني ابنتي أقول له أريد أن أسمع منها قبل أن أعقد، والآن بدلاً عن أن أسمع منها أراها مباشرة وتحضر لنقطع الطريق أمام الإكراه. لا يمكن أن يقوم أمر بالإكراه (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِۖ)[1] ولا إكراه في أي شيء، فلا إكراه في الحكم ولا في أي شيء. “لا إكراه” قاعدة عامة.

الثالثة:  الشيء اللعين المسمى ختان البنات. هذا شيء لعين هو ليس مثلما يكون للأولاد والصبيان حيث تقطع جلدة زايدة، ولكن للبنات يقطعون عضواً تناسلياً. ولا توجد حاجة اسمها سنة هذا كله فرعوني، فقط بعضه فرعوني مخفف والآخر فرعوني مغلظ. هذه من أمور الفراعين وغير موجود في العالم كله إلا في أفريقيا وبعض المناطق المتأثرة بأفريقيا، ولكن في مناطق أخرى في العالم فإن المسلمين في آسيا لا يمارسونه، لا يوجد ختان فرعوني وآخر سنة فكله فرعوني. ولذلك فإن وصيتي لكم يا أيها الأمهات والآباء تجنبوا أنكم تقطعوا أنوثة بناتكم لأنه هذا يخفض أنوثتهن وقد صغت في ذلك:

شكت الفتاة لنقص في أنوثتها       ألا بعداً لصناع الختانات

فبالله من فضلكم اعلموا أنه لا يوجد شيء اسمه فرعوني وآخر سنة فكلهم فرعوني والقصة حول السبب الذي جعل فرعون يأمر بها معروفة، فتجنبوا هذا. التمثيلية التي شهدناها تقص مأساة مهمة جداً وفي الغالب ضحيتها بناتنا، للظروف المختلفة التي نعرفها كلنا.

أرجو أن نتجنب تزويج بناتنا بالإكراه، وأن نتجنب أن نزوج بناتنا الطفلات، أرجو أن نتجنب لعنة فرعون التي يسمونها ختاناُ وهي في الحقيقة ليست ختاناً فالختان للرجال لقطع شيء زائد، لكن للبنات فإن الذي يقطعونه ليس زائداً بل هو عضو تناسلي.

في الختام أرجو لليلتكم هذه أن تستمر بتوفيق ووفاق، ولدي اجتماع مكتب سياسي سأغادر للمشاركة فيه، وأرجو لكم التوفيق.

 

السلام عليكم

 

ملحوظة: القيت الكلمة شفاهة وقام المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي بتفريغها من تسجيل بالفيديو.

[1] سورة البقرة  الآية (256)