أنصار الله ذكرى تحرير الخرطوم 26 يناير 1885

المهدية هي استجابة ملهمة لإحياء الدين بعد فترة من الخمول، والقرآن يستوجب هذا الإحياء كما ذكرنا وأحاديث النبي (ص) كذلك كما أوضحنا في كتب كثيرة، ولكن دعوة الإمام المهدي حررت المهدية من شخص غاب قبل 14 قرناً ويعود وهو نفسه مهدياً، ومن التوقيت بآخر الزمان فما جدوى اهتداء إذا انقضى الزمان كما قال تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ)[5].

هذه الدعوة أحيت الدين في السودان ووحدته وحررته ما يبرر احتفالنا في يوم 26 يناير الجاري بتحرير السودان الأول في التاريخ الحديث.

تلك الدعوة انطلقت من الأطراف، من الجزيرة أبا، ثم جنوب كردفان، وتجاوبا معها تحرك الأنصار في كثير من أنحاء السودان قبل أن تطبق حركة التحرير على الخرطوم، فوضعت بذلك خطة تحرير اقتبسها بعد ذلك كثير من الثوار مثلما فعل ماو تسي تونج في الصين.

كانت تلك الدعوة لإحياء الدين بخصوصية سودانية رجّعت صدى حضارة كوش ثم مروي العريقة فصارت أمدرمان صدى حديثا لمروي.

وجسدت الدعوة خصوصية السودان فصار فاعلاً لا مجرد مستقبل، ومن أنفاسها، ورغم هزيمة دولتها على يد الاحتلال الأجنبي تكونت المعاني التي استنهضها الإمام عبد الرحمن وصحبه فحققوا استقلال السودان الثاني كامتداد مع اختلاف الأزمنة والأساليب للتحريرالأول كما قال على عكير:

جهاد المهدي سيف سلاه يلمع ضاوي

وحكموا في الرقاب الفي الشرع بتلاوي

وانت جهادك اللين بالهداية تداوي

مختلفة السيوف إلا الضرب متساوي

وقال عبدا لله البنا في نفس المعنى:

أبوك غزا بالسيف فانقاد من طغى وسيفك للأعداء رأي مسدد

الحبيب الامام الصادق المهدي

مديح الحبيب عابدين أحمد عبد القادر