الحبيب الإمام الصادق المهدي في حوار حصري لصوت العرب

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم

اهتمام مصر بالأوضاع في الخارج سيكون أحد أسباب دحر الإرهاب في الداخل

المحبة هي السبيل لغزو قلوب الأفارقة و ليس القوة العسكرية

في حوار حصري أجراه الإذاعي محمد عبدالعزيز و أذيع عبر إذاعتي صوت العرب و وادي النيل أدلى السيد الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق بعدد من التصريحات الهامة و قدم روشتة علاج لمقاومة الإرهاب في مصر و المنطقة ، حيث بدأ الإمام الصادق المهدي حديثه بتعزية أهالي ضحايا حادث الشيخ زويد الإرهابي . و تعليقا على هذا الحادث قال إن مصر تمر بأزمة و لكن كل أزمة تأتي مصحوبة بفرصة . و رأى أن من أهم نتائج ثورة 30 يونيو هو استعادة الدولة المصرية لدورها في منع الانهيارات المحتملة بالمنطقة ، و رأى أن مصر لابد أن تهتم بمتابعة الأوضاع في المنطقة بالتزامن مع اهتمامها بالشأن الداخلي . كما اقترح أن يكون هناك موقف عربي موحد ، إذ طالب بعقد مؤتمر قمة عاجل للدول العربية و ذلك بهدف تحقيق النظرة الفكرية الشاملة حول الأمور المختلف عليها إضافة إلى تشكيل قوة حفظ سلام عربية تحت مظلة الجامعة العربية يكون قوامها الأساسي مشكل من الجيوش العربية المتماسكة حاليا بحيث لا يتم ترك القضايا الملتهبة في المنطقة للتدخل الأجنبي و الذي ينتظر دائما تسديد فواتير مقابل خدماته . كما اقترح أن يخرج هذا المؤتمر المقترح بقرار إنشاء صندوق تنموي عربي موحد لمواجهة قضايا الفقر و البطالة شبيها بمشروع مارشال الأوروبي لأن الأوضاع الاقتصادية قد تكون سببا في تفجر الأوضاع من جديد حتى لو حدثت تهدئة على المستوى السياسي .

 و على صعيد آخر رأى السيد الصادق المهدي أننا لم نستغل محبة مسلمي افريقيا للتصوف و لا الكنيسة القبطية الوطنية بالنسبة لمسيحيين الأفارقة لنتمكن من الوصول إلى قلوبهم . و أضاف أن لدينا عوامل كثيرة تمثل في مجملها قوة ناعمة غير مستغلة إفريقيا إذ أن معظم العرب موجودون بأفريقيا ، و أن معظم الأفارقة مسلمون ، كما أن الكنيسة القبطية تجمع المسيحيين من أربعة دول في حوض النيل ، إضافة إلى أن معظم اللغات المنتشرة في قلب افريقيا تنتمي مع اللغة العربية إلى عائلة لغوية واحدة ، و كذلك امتداد حوض النيل جغرافيا يجعل النيل شريانا مشتركا بين أحد عشر دولة افريقيا . فلو أن هذه القوة الناعمة تم استغلالها فإنها ستحول العلاقات الإفريقية من احتمال الصراع إلى التكامل . و رأى أن مؤتمر التكامل لدول حوض النيل الذي تستضيفه القاهرة هذا الأسبوع يعد فرصة تاريخية لبدء حوار حقيقي مع افريقيا مرتكزا على الاحترام المتبادل و المصلحة المشتركة .

 و أعلن الصادق المهدي أنه بصدد كتابة مذكراته لتوضيح صعوبات بناء الدولة في ظل القلق السياسي . و أكد على ضرورة احتواء تيار الإسلام السياسي المعتدل في العمل العام لكيلا يكون البديل الوحيد أمامهم هو التطرف و الغلو ، و هو الأمر الذي سيدفعهم بالضرورة لتبني العنف . و ذكر أن كثير جدا من النشطاء الدينيين هم المسئولون عن العنف و الغلو ، و لكنهم حين نبذتهم مجتمعاتهم وجدوا في الخارج من يفتح لهم أبوابه و يزكي نار الفتنة في مجتمعاتنا مستغلا هؤلاء الغلاة .