الصادق المهدي نهر من الثقافة المستنيرة

الإمام الصادق المهدي

 

الأربعاء 18 مارس 2015

جمال العلوي

قبل مشاركته في تقديم العزاء، بالراحل حارث الضاري كان سماحة الامام الصادق المهدي يقف على منصة الحوار في منتدى الدستور متحدثا حول سبل استنهاض الامة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا، وكان نجل القيادي السوداني حسن الترابي يجلس في ذات القاعة مستمعا للتدفق الهائل الذي يقدمه سماحته عن واقع الامة ومستقبلها.

رغم انني من محبي الامام المهدي، ورغم انها ليست المرة الاولى التي إستمع فيها له، متحدثا في أفاق رحبة إلا أنني أكتشف، كل مرة، السعة الكبيرة في نهر ثقافته العذب، ملما بكل ما يصدر من فكر في الشرق والغرب، ينهل من معين الثقافة أعذبها، يحمل في قلبه سعة في التعامل والقدرة على الهدوء والتسامح واستيعاب الاخر.

ميزة الصادق الامام والمفكر والقائد السوداني العربي والتاريخي، أن لديه مخزونا هائلا من منابع الثقافة الذي يمكنه من القدرة على صياغة الحلول وهذا ما برز بشكل واضح في نداء عمان لأدانة الارهاب واستنهاض الامة الذي حمل بصمات الامام وخاصة في قوله «آفة التجربة الدينية هي الانتقال من الثوابت الإيمانية، إلى اعتبار كل الحركة العقلية والاجتماعية من الثوابت، ما يفرض حظراً على العقل وعلى حركة المجتمع.وتقدم جماعات تدعي التحدث باسم الله باعتبار أن اتباع موقفها هو الدين، وتدعي الحق في ولاية الأمر لفرض ذلك الموقف».

والى جانب ذلك، كله يدهشك سماحته بقدرته على وصف الحلول وتقديمها بلا تردد، وخاصة حين يضع خارطة طريق للخروج من حال الامة تقوم على المراجعة الفكرية التي تدعو الى إعتراف أهل السنة بمكانة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وسائر آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يسقطوا كل أدبيات التسنن الاموي وأن يعترفوا بمذاهب الشيعة الفقهية الجعفري والزيدي.

كذلك على الشيعة أن يعترفوا بفضل الخلفاء الثلاثة ويسقطوا كل أدبيات التشيع الصفوي وأن يعترفوا بمذاهب أهل السنة الفقهية لا سيما المذاهب الأربعة.

ولمن يرغب بالاطلاع على مناهل ثقافته العذبة، عليه أن ينتظر نشر جلسة الحوار الفكرية التي قدمها سماحة الامام في الدستور خلال الايام القادمة وعلى نص نداء عمان على موقع حطين الاخباري الذي يعود لي أو على موقع المنتدى العالمي للوسطية ليستزيد من فكر الامام أطال الله في عمره ومكنه من صحته خدمة للامة والعلم والعلماء.

 

الدستور