الصادق المهدي ..

الإمام الصادق المهدي

 

تقرير الجريدة الجمعة 27 يناير 2017
الجريدة الجمعة 27 يناير 2017 الصفحة رقم 3 العدد 2004

 

عودة من بوابة التحرير

حذر من استقطاب اثني حاد وكشف عن تبنيه جولة لاحتوائه

قوى نداء السودان ملتزمة بخارطة الطريقة الأفريقية

الجمعة 27 يناير 2017

امدرمان: إبراهيم عبد الرازق، منصور أحمد

لم يكن يوما عاديا في الخرطوم أمس فقد استقبلت المدينة إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي بعد غياب ثلاث أعوام في منفاه الاختياري بالقاهرة، ووسط حشود شعبية شق الإمام الصادق المهدي الطريق بصعوبة إلي موقع الاحتفال بعودته في امدرمان، وهتافات الأنصار تدوي (مرحب مرحب زعيم الأمة.. لن نصادق غير الصادق )، وقد تدافع الأنصار للسلام على الإمام الذي استقل فرساً في الوصول لأرض الاحتفال.
وكانت جموع غفيرة من الأنصار قد احتشدت أمس من الصباح الباكر بدار حزب الأمة بامدرمان وبباحة مسجد السيد عبد الرحمن بود نوباوي وميدان الهجرة المتاخم للمسجد، حاملين صور الإمام و الحراب و أعلام المهدية، ووصلت وفود الأنصار من ولايات البلاد المختلفة منذ ليلة أول من أمس، وبات ليلتها في المدينة.

هتافات شبابية

وشهدت منصة الاحتفال هتافات شبابية استمرت لأكثر من ۱٥ دقيقة وجه الشباب من خلالها اتهامات للنظام بتفتيت الوطن و زيادة الصراعات الداخلية وخلق عدائيات مع العالم الخارجي و ضرب وحدة الصف الوطني، ووصمته بصناعة الحشود في اللقاءات الجماهيرية التي يقيمها ، وبعكس هتافات الشباب الغاضبة جاءت كلمات الإمام و نائبه و أمين عام الحزب و أعضاء لجنة الاستقبال هادئة و مسالمة.

في استقبال الإمام الصادق المهدي
القوى السياسية بألوانها المختلفة وأنصار الله رجالاً ونساءاً الذين أتو من أنفسهم لا مكريين ولا مأجورين لكى يرحبوا بالحبيب الإمام محبتاً فيه وفي المعاني التي يحملها

 

تقدير الدور الوطني

قال نائب رئيس حزب الأمة القومي رئيس اللجنة العليا لاستقبال الإمام الصادق المهدي أن الحشود التي جاءت لاستقباله من جميع أنحاء السودان لم تكن مأجورة و لا (مكرية) بل جاءت بصورة طوعية اعترافا منها بالدور الوطني الكبير الذي لعبه الإمام خلال وجوده بالخارج، موضحاً أن الاحتفال الذي تم الإعداد ليس على سبيل البهرجة و لكن تقديراً و اعترافا بالدور
الوطني لرجل تم تكريمه في المركز الإسلامي في نيودلهي كأحد أهم المفكرين الإسلاميين، في القرن العشرين بالإضافة إلى فوزه بجائزة قوسي الدولية للسلام و الديمقراطية ، مؤكداً أن إعلان باريس و نداء السودان لعبا دوراً كبيرا في جمع الصف و وحدة الكلمة.

في استقبال الإمام الصادق المهدي
القوى السياسية بألوانها المختلفة وأنصار الله رجالاً ونساءاً الذين أتو من أنفسهم لا مكريين ولا مأجورين لكى يرحبوا بالحبيب الإمام محبتاً فيه وفي المعاني التي يحملها

 

عودة الديمقراطية و الحريات

وصف رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق وعضو اللجنة العليا لاستقبال المهدي إبراهيم الشيخ، عودة الإمام بأنها ستعيد الحرية و الديمقراطية إلى البلاد و قال إن عودة المهدي من منفاه الاختياري إلى حضن الوطن تحمل دلالات لا تغيب على فطنة الحضور الكريم، و هي عودة ستعيد الديمقراطية و الحرية و السلام، بعد أن يلقي الإمام بنفسه في أتون و معارك الجهاد
المدني ، موضحاً أن عهداً جديداً للوطن الذي نحلم به ليسعى الجميع بدأ بعودة رجل سجل له التاريخ تقدما في مراحل تطوره الفكري و السياسي و الإنساني.
من جانبها قالت الأمينة العامة لحزب الأمة سارة نقدلله أن ما حققه المهدي في إعلان باريس ثم نداء السودان كان اختراق كثر جمود العملية السياسية و مهد لخارطة الطريقة التي حظيت باعتراف دولي كبير.

في استقبال الإمام الصادق المهدي
القوى السياسية بألوانها المختلفة وأنصار الله رجالاً ونساءاً الذين أتو من أنفسهم لا مكريين ولا مأجورين لكى يرحبوا بالحبيب الإمام محبتاً فيه وفي المعاني التي يحملها

 

(عجال لاقت)

أشاد المهدي، في كلمته، بالوفود التي استقبلته و وصف ما لقيه من حماسة و اندفاع من الحضور بعبارة (عجال لاقت) ليس لشخصه و إنما للمعاني التي يدافع عنها و أضاف : ليست حماسة لفرض رأي و إنما هي للتعبير عن رأي، و مضى أنا قادماً من الخارج بعد أن توحدت كلمتنا لوقف الحرب و إقامة السلام و الديمقراطية و إعادة الحريات للناس و ذلك عبر إرادة قومية و ليست حزبية كما هو الحال في هذا الاجتماع، و زاد: طول ثلاثين شهراً غبتها عن الوطن لم تغب عني صورة الوطن، مشيداً بالدور الذي قدمته الشقيقة مصر و منتدى الوسطية و نادي مدريد، و قال أنه عرض عليهم ما توصلت جهوده في خلق اصطفاف جديد خالي من العنف بين المركز والهامش، مشيرا إلى أن مجهوداته بالخارج أسفرت عن ثلاثة محاور: أولها خلق حالة الوفاق و الود بين من كنا معه أعداء وأصبحنا أخوة و فتحنا معهم حوارات سياسية، و ثانيها استنفار منتدى الوسطية بإعداد عدد من المؤتمرات لاستنهاض الأمة لخلق الوفاق بين جميع أهل القبلة، و اعتبار ان العداء بينهم مطية للأعداء، و ثالثاً
التوصل مع أعضاء نادي مدريد ( ۱۱۱ عضواً) على أن للتطرف و الإرهاب اسباباً فكرية داخلية و خارجية، و أن داعش حركة فكرية لا يمكن صدها بالوسائل العسكرية و حدها و لا بد من معرفة الأسباب الفكرية التي أدت إلى ظهورها وأضاف : لولا غزو أفغانستان لما كانت القاعدة ، و لولا احتلال العراق لما كانت داعش.

أربع قضايا مهمة

كشف المهدي عن أربع قضايا مهمة سيعمل من أجلها بعد عودتها هذه إلى البلاد، وأولها الطواف بجميع أنحاء السودان لانجاز
المصالحات القبلية ، مؤكداً أن الاستقطاب القبلي و الاثني الآن (حاد حاد جداً)، مما أدى إلى تدمير النسيج الاجتماعي و لا بد من محو أثار هذا الاستقطاب، و ثانيها إعادت و منهجة الشعار الإسلامي لافتا إلى أن الشعار الإسلامي مرفوع الآن بصور غير منهجية عبر جماعات منكفئة، مما أدى إلى ظهور حالات ردة و الحاد في السودان، بما في ذلك أوساط المثقفين بسبب الطرح غير العقلاني للإسلام و أشار إلى ان مفاهيم الإسلام تتجدد مع الزمن و لا تتوقف عند حقبة معينة.
وثالثها أن عدد من الناس يعيب عليه طول فترة رئاسته لحزب الأمة منذ فترة رئاسته الأولى في عام ۱۹٦٤ م ، و قال : هي فعلا كانت طويلة لكنها كانت (بصل و ليست عسل) و أغلب هذه السنين قضيتها في الاعتقالات و المصادرات و إحكام الإعدام و المنافي ، موضحاً أن أغلب هذه السنوات كان فيها حزب الأمة محلول.
وتعالت أوساط الحضور بالوقوف و الهتافات (لن نصادق غير الصادق …عاش الصادق أمل الأمة) عندماً كشف المهدي عن نيته ترك العمل السياسي المباشر و رئاسة الحزب و التفرغ لما وصفها بمهام أخرى ملقاة عليه، و ذلك بعد إقامة المؤتمرات التحضيرية بالأقاليم إيذانا بإقامة المؤتمر العام، و خاطب الأمين العام لحزب الأمة بقوله ( أبدو الاجتماعات التحضيرية ، ما تقعدوا تتلفتوا يمين و شمال) و زاد إحدى بناتي قالت لي : ( إنت يا أبوي الأنصار ديل كاتبنك و لا شنو؟) فقلت لها: (كاتبني بالحب).
ورابعة تلك القضايا، كما يتابع المهدي، تحقيق توافق إسلامي حول المهدية لتكون دعوة وظيفية الهدف منها إحياء الدين، محذراً من ربط الفكرة بشخص معين أو توقيت، لكنه أشار في ذات الوقت إلى ان فكرة المخلص التي تدور حولها المهدية هي دعوة موجودة في التراث الإسلامي.

العودة وقوى نداء السودان

أكد المهدي التزامه و قوى نداء السودان بخارطة الطريقة و ترحيبهم بعودته إلى البلاد و استمرار العمل لوقف العدائيات و انسياب الإغاثة للمتضررين، و أن خارطة الطريقة هي أجندة للحوار الجامع.
و حول رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان قال المهدي: أن المؤشرات تدل على التزام الحكومة بوقف إطلاق النار و دعم جيش الرب و الكف عن زعزعت الأمن في الجنوب حسب ما أعلن المتحدث باسم الحكومة الأمريكية في حديثه عن رفع العقوبات، و قال المهدي في حالة التزام الحكومة بتوجيهات الإدارة الأمريكية ينعكس هذا القرار إيجابا على الحالة العامة في السودان من حيث إطلاق الحريات و وقف الحرب الذي يساعد على دعم تقليل الصرف من الميزانية العامة، و يشجع على الاستثمار الأجنبي و التبادل التجاري.

 

الجريدة