خطبة عيد الفطر المبارك 23 أكتوبر 2006م  

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة عيد الفطر المبارك

غرة شوال 1427هـ الموافق 23 أكتوبر 2006م

 

الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر

اللهم  إني أحمدك وأثني لك الحمد يا جليل الذات ويا عظيم الكرم وأشكرك شكر عبد معترف بتقصيره في طاعتك يا ذا الإحسان والنعم. وأسألك اللهم بحمدك القديم أن تصلي وتسلم على نبيك الكريم وآله ذوي القلب السليم. وأن تعلي لنا في رضائك الهمم وأن تغفر لنا جميع ما اقترفناه من الذنب واللمم.. آمين. أما بعد-

 

 

أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز

الله سبحانه وتعالى نزّل لنا هدايته وحيا يوحى، وأوجب علينا الامتثال لقطعيات الوحي. ووهبنا عقلا برهانيا وأوجب علينا الانتفاع به إلى أقصى درجات إدراكه وبرهانه (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[1] حقائق الوحي تكشف غيبا لا تدركه العقول: (مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ)[2].

تكاليف الإسلام نقلية عن نصوص قطعية ومع ذلك فإن تكاليف الإسلام تتكامل ولا تتناقض مع مدركات العقول: صيام رمضان شعيرة نعبد بها ربنا وهو كذلك تمرين في الصبر، وفي كبح الشهوات، وفي كسر سلطان العادات، وفي تقوية العزمات، وفي الحمية الواقية من آفات السمنة، وفي تجربة مشاركة المحرومين.

صلاة القيام سنة عبادية وهي كسائر الصلوات تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتروض أعضاء الجسم، وتساعد الهضم بعد الإفطار، وتعلم الإنضباط، وتجمع المصلين في ساحات الخيرات.

وزكاة الفطر صدقة واجبة على كل فرد منا بلغ الرشد  شعيرة عبادية ذات وظيفة في محو هفوات الصائم وإغاثة المساكين. وتقدر اليوم 300 دينار عن الفرد الواحد والواحدة.

والعيد في عرف الدين يوم مبارك وهو كذلك مناسبة لإشاعة المسرة  بين الناس بمشاركة  كل الأجيال وفرصة للتعافي والتصافي وتجديد العلاقات الاجتماعية.

وصلاة العيد الحاشدة  في فلاة تضاعف بركة الجماعة ومظاهرة إيمانية تظهر قوة الجماعة وحماستها.

هكذا تكاليف الإسلام شعائر دينية ذات مقاصد معقولة وإلا كلفت العقل ما لا يطيقه: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا)[3]  كما قال البصيري في مدح نبي الرحمة:

 

لم يمتحنا بما تعي العقول به     حرصا علينا فلم نرتب ولم نهم

 

الجهاد في الإسلام هو بذل الوسع كله لإعلاء كلمة الله. وهو جهد نفساني لتهذيب الذات، وجهد مدني لإعلاء الحق ولا يصير قتالا إلا دفاعا عن النفس ودرءا للفتنة أي إكراه المسلم على التخلي عن دينه: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا)[4]، (أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)[5]. القتال بين دولة الصدر الأول، والدول التي تلتها وبين دولتي الفرس والروم كان سجالا سياسيا لم يترتب عليه إكراه الشعوب المغلوبة على الإسلام. أما في السودان وفي أفريقيا جنوب الصحراء، وفي جنوب شرق آسيا، فقد انتشر الإسلام بالقوة الناعمة سلميا بجهد الطرق الصوفية والعلماء، والتجار والقبائل المهاجرة. وعندما قامت الممالك السودانية التاريخية وهي الفور، والفونج، والمسبعات، وتقلي، والكنوز فإنها جسدت تغلب الجماعات الإسلامية سياسيا مثلما حدث في ممالك أفريقيا جنوب الصحراء: غانا، ومالي، وسونغهاي، وسوكوتو وغيرها.

هذا الانتشار السلمي للإسلام أبقى على كثير من الثقافات المحلية مما سماه الشيخ عثمان دان فوديوتخليطا أوجب قيام حركات إصلاح لتنقية العقيدة من أوشاب التخليط.

الحركة المهدية في السودان شاركت تلك الحركات الإصلاحية في مقاصدها وزادت عليها بالتصدي لتحرير البلاد وتوحيدها، وبأنها جسدت تطلعات أهل القبلة في كل مكان في ذلك الوقت لبعث الإسلام وتوحيد شعوبه ..أشواق ما برحت تراود أهل القبلة على مر الزمان.

وبعد انتصاراتها الباهرة تعرضت الدولة المهدية لموجة التكالب الاستعماري على أفريقيا فسقطت دولتها ولكن حماسة الدين في السودان اتخذت شكلا صوفيا تحت حكم الاستعمار، والدعوة المهدية نفسها بعثت في ثوب جديد بجهاد واجتهاد الإمام عبد الرحمن.

سياسة الدولة الاستعمارية في السودان أقامت في البلاد قطاعا حديثا علمانيا في التعليم، والإدارة في كل البلاد، وحظرت الجنوب لهوية جديدة مسيحية أنقلوفونية.

تعرضت القطاعات الحديثة في السودان بعد الحرب العالمية الثانية لتمدد فكر شيوعي أدى في بيئة السودان الإيمانية لردة فعل إسلامية قادتها حركات إسلامية حديثة أعادت اكتشاف النهج الإسلامي لطلاب نظام تعليمي مدني حديث.

أما سياسة المناطق المقفولة في الجنوب فقد أحدثت ردة فعل مضادة على الصعيد الوطني ناعمة في عهود الحكم الديمقراطي وخشنة في عهود الحكم الاستبدادي. انقلاب 30يونيو 1989 جسد أشواق بعض الحركات الإسلامية الحديثة لأسلمة المجتمع بدون مراعاة لفرائض الإسلام السياسية ، وبلغ بردة الفعل الوطنية ضد سياسات المناطق المقفولة في الجنوب أقصاها متبنيا برنامجا حزبيا أحاديا إقصائيا استقطب ضده أغلبية المسلمين في الشمال، وعمق الحرب الأهلية في الجنوب، واستعدى دول الجوار ومن ورائها الأسرة الدولية.

منذ نهاية تسعينات القرن العشرين أدرك النظام الانقلابي عيوب برنامجه وراجع نفسه بصورة أدت إلى إبرام اتفاقية سلام نيفاشا في يناير 2005م. اتفاقية نيفاشا حققت بعض الإيجابيات ولكن ثنائيتها جعلتها سابقة لضغوط جهوية مماثلة فاتحة الباب لتمزيق البلاد، واعتمادها على الضمانات الخارجية فتح الباب للتدويل، وعدولها عن الشرعية القومية وضع المصير الوطني في كف المساومات والمقايضات المدعومة بالسلاح. لذلك نشأت حاجة ماسة لمعادلة تحقق السلام العادل الشامل وتؤسس على الشرعية القومية.

أما على الصعيد العالمي فإن تراكم المظالم على الشعوب الإسلامية وعجز النظم الحاكمة في مواجهتها دفع جماعات إسلاموية للتصدي للإذلال والاحتلال بوسائل العنف العشوائي الذي بلغ مداه في حوادث 11/9/2001م في أمريكا. انبرى لهذا العمل غضب أمريكي قاد حملة كونية مضادة. هكذا صار مصير الأمة الإسلامية معلقا بين الغلاة والغزاة. فأوجب ذلك قيام معادلة وسطية تجنّـد إمكانات الأمة الإسلامية وتعمل على تحقيق العدالة بأسلوب  محكوم بأخلاقيات الجهاد الإسلامي وعوامل الجدوى الدولية.

هل للمرحلة الحالية من تطور الدعوة المهدية في السودان دور في تلبية مطالب السودان خاصة والإسلام عامة؟

 

الدعوة المهدية رسخت دورها بموجب إشراقات مستمرة العطاء هي:

 

أولا: الراتب: إنه ديوان استغاثة ملهوفة بحاجتها للطف ربها. إنه مدخل لتخلية النفس من المنافع الدنيوية لا لإلغائها ولكن لعدم الركون إليها. إنه عجين قرآني نبـوي تمازجت فيه مختارات الآيات والدعوات المأثورة عن الأنبياء والأولياء. استغاثة توارت فيها ذاتية صاحبها إلا من تحقير لنفسه أمام باريها واتهام لها وابتهال الناسوت للاهوت ابتهالا واتضاعا. هذا الديوان الروحي لا يمجد شخصا، ولا مذهبا،  ولا فرقة  بل زوادة لكل أهل الإيقان في كل زمان ومكان.

ثانيا: الفكرة: العقيدة المهدية مفرقة بين المدارس الإسلامية السنية والشيعية والصوفية والفلسفية على عشر  مدارس.الدعوة المهدية في السودان ربطتها بدور وظيفي “فها أنا أوصيكم وإياي بتقوى الله واتباع سنة رسول الله واعلموا أن المهدية قائمة بهذين”.. الفرق الإسلامية في أمر المهدية متمسكة بعقائدها وأوصافها ولا يرجى اتفاقها على صورة واحدة بل: (فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)[6]، ولكنهم جميعا يمكن أن يتفقوا على ما يُراد من إصلاح لحال المسلمين اليوم. هذه الصفة الوظيفية هي التي جعلت كثيرين من غير الأنصار يؤيدون الدعوة في زمانها أمثال الشيخ أحمد العوام.

 

ثالثا: قياديا: إن للقيادة أو الإمامة دورها الهام في أمر الدين ومع ذلك فإن هذا الدور قابل للتطور من الوصاية الأبوية إلى المشاركة والمساءلة.

 

رابعا: تربويا: أهمية التربية الروحية والانضباط للكيان الديني.. الجهاد الأكبر الذي يسبق كل عمل خاص أو عام. والجهاد المدني المطلوب دائما. والتربية الجهادية المطلوب غرسها في كل المؤمنين استعدادا للقتال إن لزم.

 

خامسا: الانفتاح: والخروج من أية عصبية لفرد أو فرقة تناصر في سبيل الله على أساس (كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ)[7].

 

سادسا: الثابت والمتحرك في الدين: الإلتزام بقطعيات الوحي في الكتاب والسنة. والتخلي عن تقديس الاجتهادات البشرية على أساس: (لكل وقت ومقام وحال ولكل زمان وأوان رجال).

هذه الحيثيات تمكن الدعوة في مرحلتها الراهنة أن تلبي مطالب الحالة السودانية توفيقا بين الأصل والعصر، ومطالب الحالة الإسلامية العامة؛ لمشروع نهضوى وسطي فتجسد تطلعات أهل القبلة الآن كما جسدتها في مرحلتها الأولى. هذا دور وظيفى تعززه شهادات آخرين:

قال الشيخ سعد محمد حسن بعد أن استعرض كل الدعوات المهدية في تاريخ الإسلام: حتى ليعد محمد أحمد بحق خير من ادعى المهدية.

وقال الدكتور عبد الودود شلبى : كانت حركة المهدى في السودان حركة تمثلت فيها كل حركات الإصلاح في عصره.

وقال عبد العليم عبد العظيم البستي توفرت في المهدي صفات الزعامة المهدية إلى جانب نسبه الحسني وزهده وورعه. كان وديع النفس كريم الخصال قوى الإيمان مخلصا في دعوته. هزم الأقوى منه عسكريا وأقام دولة الإسلام.

وقال د. محمد عمارة: كانت سلفيتها تجديدا يتحدى الانكفاء العثماني المتخلف والاستعمارى الغربي التغريبي.

دور وظيفى تعززه نفحات روحية بالإضافة للنص القرآنى العام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)[8].

وبالإضافة للنصوص المهدوية الواردة في الصحاح، فثمة قرائن أفريقية مثل ما جاء في كتاب “الخبر الهادي” للشيخ عثمان دان فوديو (1754- 1817م) المكتوب عام 1804م والذي جاء فيه: المهدي يظهر في الشرق وسأتبعه إن كنت حيا فعلى المؤمنين تأييده والهجرة لنصرته. وكتب ابنه في كتاب “الجفر والخوافي” أن المدة بين وفاة الشيخ عثمان وظهور المهدي 57 سنة.

وجاء في تفسير ابن كثير لسورة الواقعة: (حَدَّثَنَا عَبْد رَبّه بْن صَالِح عَنْ عُرْوَة بْن رُوَيْم عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَتْ (إِذَا وَقَعَتْ الْوَاقِعَة) ذُكِرَ فِيهَا (ثُلَّة مِنْ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيل مِنْ الْآخِرِينَ)[9] قَالَ عُمَر يَا رَسُول اللَّه ثُلَّة مِنْ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيل مِنَّا ؟ قَالَ فَأَمْسَكَ آخِر السُّورَة سَنَة ثُمَّ نَزَلَ (ثُلَّة مِنْ الْأَوَّلِينَ* وَثُلَّة مِنْ الْآخِرِينَ)[10]، فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عُمَر تَعَالَ فَاسْمَعْ مَا قَدْ أَنْزَلَ اللَّه (ثُلَّة مِنْ الْأَوَّلِينَ* وَثُلَّة مِنْ الْآخِرِينَ) أَلَا وَإِنَّ مِنْ آدَم إِلَيَّ ثُلَّة وَأُمَّتِي ثُلَّة وَلَنْ نَسْتَكْمِل ثُلَّتنَا حَتَّى نَسْتَعِين بِالسُّودَانِ مِنْ رُعَاة الْإِبِل مِمَّنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ). ومهما كانت البشائر والإشارات فثمة وظيفة في السودان وفي أمة الإسلام  عامة مطلوب أداؤاها : (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)[11].

قال الإمام المهدي عليه السلام: في مستقبل الأيام تبين لنا كرامة كبيرة.. الله أعلم ماذا يقصد؟، ولكن من باب الكرامة أن كتشنر عندما غزا السودان واحتله قال: ” المهدي وراتب المهدي وخليفة المهدي قد حفرنا لهم حفرة عميقة ودفناهم فيها فمن بحث عنهم سندفنه معهم”. وفعلا منعوا اسم المهدي تماما، والسيد عبدالرحمن نادوه عبدالرحمن محمد أحمد، وخليفة المهدي نادوه عبدالله التعايشي ومنعوا قراءة الراتب تماما، ولكن يا للدهشة! بعد 57 سنة من حكم الاستعمار تحرر  السودان وعشية رحيله كان حزب الأمة الكيان السياسي الأكبر في السودان وكان كيان الأنصار الكيان الديني الأكبر، ونفس المفارقة حصلت مع نظام مايو المباد الذي  قتل إمام الأنصار وبطش بهم وبعد 16عاما سقط نظام مايو وبقى كياننا الأول، ونفس الظاهرة كانت مع نظام الإنقاذ الذي سطا على حكم البلاد واستهدف كياننا الديني والسياسي عدواً أول له وسخر ماله وأجهزته لاقتلاع جذورنا. وها نحن بعد 17 عاما من هذا الكيد المكثف نرى أن كياننا السياسي هو الأول في السودان وكذلك الديني وكيان الإنقاذ السياسي والديني يترنح.

هذه أوراق اعتماد قوية ننطلق منها للإصلاح الوطني والديني والإصلاح الأممي على صعيد الأمة الإسلامية ونتعاون مع الكافة لتحقيق مقاصد مشتركة.

اللهم يا هادى المضلين، ويا راحم المذنبين. ومقيل عثرات العاثرين ارحم عبادك ذوى الخطر العظيم. والمسلمين كلهم أجمعين واجعلنا من الأحياء المرزوقين الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. يا إلهنا وإله كل شئ إلهاً واحداً لا إله إلا أنت اغفر لنا وتب علينا وارحمنا واستجب دعاءنا ولا تردنا خائبين يا أرحم الراحمين.

 

 


الخطبة الثانية

 

 الله اكبر.. الله اكبر.. الله اكبر  

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد-

 

 

أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز،

قال تعالى: (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[12].

اتفاقية نيفاشا الموقع عليها في يناير 2005 أوقفت الحرب في  الجنوب، وأسست تراضيا حول السلطة والثروة يبن الشمال والجنوب، ووضعت ترتيبات مفصلة لوقف إطلاق النار، وألزمت طرفيها باحترام حقوق الإنسان العالمية، ووضعت التحول الديمقراطي في أجندة النظام السياسي في البلاد. نحن نؤمن على المكاسب التي خصصت للجنوب من حيث النصيب المحدد في السلطة، وفي الثروة، والصلاحيات اللامركزية، وفي حق تقرير المصير. ولكن الاتفاقية  انطوت على عيوب؛ فبعض أهم قضايا النزاع مثل إبرام بروتكول ديني، وآخر ثقافي، والمساءلة عما مضى وغيرها من قضايا سبع أغفلت تماما. وهنالك عشرون بند في الاتفاقية حمال أوجه قابل لأكثر من تفسير. وهنالك بنود باطلة كإلزام أهل الشمال باجتهاد حزب المؤتمر الوطني في أمر الإسلام، وحرمان الذين لا يؤيدون الاتفاقية بحذافيرها من حقوقهم السياسية.. جملة البنود المعتدية على حقوق الآخرين سبعة. والاتفاقية لم تحرص على أن تتخذ لنفسها شرعية تعرضها على ملتقى جامع ينقلها من الثنائية للقومية. ومن أسوأ نتائج الاتفاقية أنها جعلت الاحتجاج بالسلاح أساسا للاعتراف بالحقوق السياسية، ففتحت بابا للاحتجاج الجهوي المسلح وسيلة لتحقيق الأهداف السياسية، وبذلك فتحت باب التشظي للبلاد. كما أنها اعتمدت على المتابعة والتحكيم والضمانات الأجنبية ففتحت الباب للتدويل. الاتفاقية معتمدة تماما على الرقابة الدولية وكل لجانها الحساسة في كافة المجالات تحت رئاسة أجانب.

اتفاقية أبوجا بشأن دارفور تمت تحت سقف الإبقاء على سياسات نظام “الإنقاذ” الخاطئة التي أثارت الفتنة في دارفور مثل تقسيم الإقليم التاريخي لثلاثة أقاليم. وتمت تحت سقف اتفاقية نيفاشا التي تحرم الأقاليم الأخرى من نصيب في الرئاسة، وتحرمها من أنصبة عادلة في السلطة والثروة بنسبتها من حجم السكان. ولذلك ولأسباب أخرى ولدت اتفاقية أبوجا ميتة. أما مسألة الشرق، فنحن نقر لشرق السودان بالإقليم الواحد وبنصيب في الرئاسة وبنصيب بحجم السكان في السلطة والثروة على أن يجري قرار الحقوق عبر تفاوض قومي، فالتفاوض الحالي يمثل بعض سكان الإقليم و المؤتمر الوطني يمثل بعض أهل السودان فاتفاقهم ليس قوميا ولا يلزم إلا طرفيه.

إدارة النظام الحالي للمالية السودانية إدارة مرزوءة في بند الإيردات بالخطايا السبع:

  1. حساب البترول مضلل.
  2. إعفاءات الجمارك للمحاسيب.
  3. إعفاءات الضرائب كذلك.
  4. لم يدخلوا حساب الذهب في الإيرادات.
  5. سمحوا لوحدات كثيرة أن تجنِّب إيراداتها بعيدا عن وزارة المالية.
  6. تفشت الاختلاسات.
  7. حولوا أنشطة رابحة للقطاع الخصوصي لمصالح حزبية.

وارتكب النظام من ناحية الصرف سبع موبقات:

  1. الصرف السياسي الجائر.
  2. الصرف الدبلوماسي المفرط.
  3. الصرف المبالغ فيه على الأمن والدفاع.
  4. الإنفاق الإداري المسرف.
  5. الأموال المبددة في الفساد بأنواعه.
  6. الصرف التفاخري بلا حدود.
  7. الترهل الرئاسي والوزاري.

هذه السياسات أدت حتما لظهور عجز كبير في الميزانية فقرروا أن يعاقبوا الشعب بإلزامه بسد ذلك العجز عن طريق زيادة أسعار المحروقات والسكّر، أي أن يفرضوا على الشعب دفع تكاليف خطايا وموبقات النظام.

أصبحت الحالة المعيشية لا تطاق فنسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر تتجاوز السبعين بالمائة، وعدد الأطفال المشردين في العاصمة وحدها تجاوز 6 آلاف، وحالة التسول انتشرت بصورة غير مسبوقة، والأسر حرمت من  الرعاية الاجتماعية في الصحة والتعليم،  والزكاة التي تجمع كجباية دون الضوابط الشرعية المطلوبة تصرف بأولويات خاطئة ويذهب أكثرها للعاملين عليها ودواوينهم بمستوى خمسة نجوم.

الاعتماد على التحكيم الأجنبي بلغ مداه في لجنة أبيي التي عينها طرفا التفاوض برئاسة أمريكية ونائب رئيس بريطاني وثلاثة أفارقة سموهم خبراء وليسوا بخبراء وسموهم محايدين وليسوا كذلك ووصفوا قرارهم بأنه نهائي مصادرين حقوق القبائل التي تسكن المنطقة وهي صاحبة الحق في القرار أن تجري تفاو        ضا بينها فإن عجزت عن الاتفاق فهي التي تعين لجنة تحكيم محايدة وتلتزم بقرارها. أما القرار الحالي فقرار فوقي الذين أصدروه غير مؤهلين لاتخاذه.

إقامة سد مروي مشروع قومي هام. ولكن الأولوية الصحيحة أن يقام حائط الرصيرص أولا ثم يقام خزان “سيتيت” في الشرق ثم مروي.  تعلية الرصيرص لها أولوية لأنها تمكن السودان من استغلال كل نصيبه في مياه النيل ولأنها تمكن من بلوغ مروي طاقته التخزينية الكاملة. وأقيمت هيئة مروي بصورة قوضت وزارة الري ذات الصلاحية الفنية. كما أن هذا المشروع القومي ينبغي أن يسبقه ترتيب تام لما يصيب السكان والبيئة الطبيعية والآثار..الخ ولكن الطريقة التي اتبعت قامت على القرارات الفوقية الإملائية.

أما الحالة في دارفور فحدث ولا حرج.

كانت هناك مشاكل معلومة في دارفور هي فجوة التنمية والخدمات، ونزاع على الموارد بين قبائل زراعية وأخرى رعوية، ونزاعات قبلية تقليدية، ونهب مسلح، وكلها مشاكل مقدور عليها في إطار المصالحات المحلية. ولكن نظام “الإنقاذ” اتخذ سياسات مزقت النسيج الاجتماعي وخلقت أربع مشاكل جديدة غير مسبوقة:

  • الإثنية المسيسة: أن تتخذ جماعات موقفا سياسيا مسنودا بانتمائها العرقي.
  • الأحزاب التي تشهر السلاح في وجه الحكومة. ومن ثم الحرب الأهلية التي اشتعلت في دارفور منذ عام 2003 ودمرت البلاد.
  • المأساة الإنسانية الكبيرة.
  • تدويل الشأن الدارفوري الذي أدى حتى الآن إلى 23 قرار مجلس أمن.

وفي عام 2004 عقد النظام ثلاث اتفاقيات مع أحزاب المقاومة المسلحة في انجمينا، وفي أديس أبابا، وفي أبوجا وذلك لمراقبة وقف إطلاق النار بين أطراف النزاع المسلح، ولحماية المدنيين، ولحماية الإغاثات الإنسانية، ولمراقبة نزع سلاح القوات غير النظامة. وتقرر  أن تسند مراقبة تنفيذ هذه الإلتزامات لقوات الاتحاد الأفريقي.

في عامها الأول منذ عام 2005 إلى 2006، ظهرت عيوب القوات الأفريقية لعجزها عن القيام بالمهام المسنودة إليها، فأعدادها محدودة، وقدراتها محدودة، ومعداتها ناقصة، وتمويلها ناقص بينما الحالة الأمنية والإنسانية في دارفور تتدهور، وزادها سوءا التهاب نزاع عبر الحدود مع الجارة تشاد. وعبر تفاوض طويل عقيم وقعت الحكومة اتفاقاً مع أحد فصائل الأحزاب المسلحة سموه اتفاقية سلام أبوجا في مايو 2006.

كانت لجنة الأمن والسلم التابعة للاتحاد الأفريقي قد قررت إسناد مهمة القوات الأفريقية للأمم المتحدة الأقدر على ذلك. وعندما تم  التوقيع على  اتفاق مايو 2006 في أبوجا أصدر مجلس الأمن القرار 1706 للقيام بتلك المهام. قيادة المؤتمر الوطني رفضت ذلك القرار واعتبرت أن القوات الأممية القادمة قوات غزو للبلاد ينبغي مقاومتها.

منذ توقيع اتفاق أبوجا في شهر مايو الماضي زادت الأحوال الأمنية، والإنسانية، والحدودية في دارفور سوءا، وزاد تعرض إنسان دارفور المدني الأعزل لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وزاد ظهور عجز القوات الأفريقية، وزاد تعنت المؤتمر الوطني في رفض الاستعانة بالقوات الأممية بحجة أن هذه القوات غازية، وأنها تستهدف معاقبة القبائل العربية في دارفور.

 

أما نحن فقد قلنا لمجلس الأمن لدى اجتماعنا به في الخرطوم في يوليو الماضي:

 

أولا: نحن قد أيدنا الشرعية الدولية التي يمثل بلدنا جزءا منها، وكنا حريصين أن تحل مشاكل بلادنا في إطار وطني حتى لا تضطر الأمم المتحدة للقيام بمهامها تدخلا لحماية السلم والأمن الدوليين، ولذلك لم ندخل في تاريخنا جنود أجانب في السودان عندما حكمنا. ولم ندخل أطراف المجتمع الدولي في الوساطة أو التحكيم إبان عملية السلام التي أجريناها إيمانا بأننا الأقدر على فهم مشاكلنا وبالتالي حلها.

 

ثانيا: حكومة المؤتمر الوطني بسبب إخفاقاتها السياسية، وفجوة الثقة بينها وبين أطراف التفاوض معها أسندت مراقبة، ومتابعة، وضمان تنفيذ اتفاقياتها للأمم المتحدة ولأطراف أخرى في المجتمع الدولي بل سلمت رئاسة كافة لجان وقف إطلاق النار والتقييم والتحكيم لرئاسات أجنبية. ونحن مع استنكارنا لهذا التراجع عن السيادة الوطنية ندرك أن إخفاق سياسات المؤتمر الوطني جعل هذا الخيار أخف الضررين.

يُقضى على المرء في أيام محنته       حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن!

 

ثالثا: الأمم المتحدة أصلا موجودة في السودان بحجم كبير جداً بموجب القرا 1590، والقرار 1706 إنما يمد عملها من أنحاء السودان الأخرى إلى دارفور. القرار 1706 هو نفس القرار1590 مطبق على دارفور وهو قرار قبله المؤتمر الوطني وارتضاه. حتى البنود التي استنكروها الخاصة بالإشراف العسكري، والشرطي والقضائي، كلها منقولة من القرار 1590حرفيا.

كما قلنا إذا كنا مسئولين فلن نقبل بهذه الأوضاع ولكن الذي أوجبها هو عدم ثقة الأطراف الموقعة مع المؤتمر في التزامه بما يوقع عليه لذلك أوكلت المراقبة والمتابعة ورئاسة اللجان لأجانب.

 

رابعا: يهمنا الآن في المقام الأول حماية أمن وسلامة وإغاثة وحدود إنسان  دارفور.

 

خامسا: نعم ينبغي أن تتكون القوات الأممية من دول تتعامل مع كافة أطراف النزاع في دارفور بحياد تام، وينبغي أن تحدد مهمة القوات لتحصر في الجانب الإنساني والأمن ولا تتعداه. وأن يكون زمان وجودها محددا بإبرام وتطبيق اتفاق السلام العادل الشامل.

 

سادسا: نعم ينبغي ألا تشمل القوات عناصر من دول استعمارية لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية. هنالك ضغوط حقيقية في أمريكا للاهتمام بدارفور بسبب الحالة الإنسانية، ولكن الدوافع الأمريكية أوسع من ذلك، فوجود قوات دولية في دارفور يحمي أمن تشاد المعرض للاضطراب ولأمريكا مصالح نفطية هناك. ووجود قوات دولية في دارفور من شأنه أن يعزل أية مؤثرات وافدة من شرق أفريقيا حيث توجد أنشطة غلو إسلامي إلى غرب أفريقيا حيث تأمل أمريكا أن تزيد من وارداتها النفطية. الدوافع الاستراتيجية في أمريكا والدوافع الإنسانية ربما أدت إلى اتخاذها موقفا شبيها بما حدث ضد صربيا حول كوسوفو، ولكن قيام قوات أممية بالمهام وبالضوابط المذكورة من شأنه أن يحول دون ذلك الدور الأمريكي.

إن للأمم المتحدة دوراً في حفظ السلام في أكثر من 30 دولة والسودان اشترك في الماضي في هذه المهام بصفته عضواً في الأمم المتحدة. وللأمم المتحدة كما هو معلوم الآن دور في حفظ السلام في السودان. إن وصف تمديد هذا الدور لدارفوربأنه غزو سوء فهم أو خداع لا يليق والقرار 1706 نفسه ينص على طلب موافقة الحكومة السودانية فأي غزو هذا الذي يطلب إذنا؟.

هذه  الحكومة غير مؤهلة لحل النزاع سياسيا ولا عسكريا ولا إدرايا، ما دامت هناك  حاجة لطرف ثالث، وما دامت القوات الأفريقية عاجزة عن القيام بدور الطرف الثالث، فإن من مصلحة أهل دارفور الإنسانية أن تقوم بالدور قوات أممية ذات تكوين مأمون. ومن مصلحة السودان الإستراتيجية أن تقوم بهذا الدور جهة أممية يمكن التدخل في تكوينها وفي مهامها، لا أن يترك الفراغ الذي تستعد لملئه قوات ذات أجندات خفية.

هذه المطالب الوطنية لا يمكن تلبيتها في ظل الحكومة الحالية ناقصة التكوين وغير المؤتمنة على أمر الوطن.

المطلب الوطني الآن واضح ويتلخص في عقد ملتقى دستوري جامع أجندته من ثلاثة بنود:

  • إزالة عيوب الاتفاقيات الثنائية وإبرام اتفاق سلام عادل وشامل تعتمد شرعيته على التراضي الوطني الشامل.
  • تصفية أجهزة وقوانين الشمولية القابضة لصالح كفالة حقوق الإنسان والحريات.
  • تكوين حكومة وحدة وطنية حقيقية تدير التحول الديمقراطي وتلتزم باتفاقية السلام العادل الشامل وتجري الانتخابات العامة الحرة النزيهة وتجري استفتاء تقرير المصير للجنوب.

الشعب كله مطالب بتأييد هذه المطالب التي تحقق تطلعاته المشروعة. وأن يعبـّر حركيا عن موقفه هذا.

 

أحبابي  في الله وإخواني في الوطن العزيز،

لابد من إطلالة على السياسة الدولية. أقول: الموقف في أفريقيا عامة أكثر هدوءا ولكن الاضطراب في دارفور إذا لم يمكن احتواؤه سوف يفجر الأوضاع الإقليمية في غرب ووسط أفريقيا. كذلك الموقف في الصومال قابل لاشتعال واسع إذا لم يمكن احتواؤه. كذلك الموقف في آسيا عامة أكثر هدوءا ولكن المواجهة المحتملة حول برنامج كوريا الشمالية النووي تحمل بذرة انفجار في جنوب شرق آسيا.. الموقف في العالمين العربي والإسلامي متفجر بصورة تهدد السلام العالمي.

في أعقاب هجمات 11/9 في نيويورك وواشنطن عم تعاطف دولي مع الولايات المتحدة. ولكن الطريقة التي أدارت بها أمريكا حربها ضد أعدائها  أتت بنتائج عكسية، وعزلت السياسات الأمريكية في المنطقة، ودعمت كل التيارات المنافسة لها بما في ذلك تيارات الغلو الإسلامي والعنف العشوائي المصاحب له. أربعة عوامل مسئولة عن هذه النتيجة:

أولا: النهج الأحادي في إدارة السياسة الأمريكية والذي ظهر في أقبح صورة في غزو العراق خارج إطار الشرعية الدولية.

ثانيا: التحالف غير المقدس الذي عقدته الإدارة الأمريكية مع اليمين الإسرائيلي العدواني.

ثالثا: الخلط غير الموفق بين الإرهاب المرفوض والمقاومة المشروعة للاحتلال.

رابعا: وقوع السياسات الأمريكية نفسها في ممارسات إرهابية في سجونها وفي  السجون المستعارة بالوكالة.

الإرهاب اليوم أعمق وأكثر انتشارا منه قبل إعلان الحرب العالمية عليه ولا يرجى أن يخمد العنف في المنطقة ما لم: يصفى الاحتلال حيثما وجد، وتصفى نظم الحكم  الاستبدادية في المنطقة، وتتحقق العدالة للشعوب المظلومة كالشعب الفلسطيني. فالقاعدة الذهبية هي : لا سلام بلا عدالة.

الملف النووي من أسباب تهديد السلام العالمي ولا يرجى علاجه بصورة حاسمة ما لم يتحقق أمران:

 

أولا: الاعتراف بحق الشعوب في اكتساب التقنية النووية لأغراض سلمية وضبطها بحيث لا تستغل في التسلح.

 

ثانيا: إعلان المناطق المعنية كالشرق الأوسط خالية من السلاح النووي وإلزام الكافة بالامتثال لذلك.

 

 

أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز،

بعض الأخوة والأخوات فارقوا الجماعة وخاضوا تجربة مرة في ظل “الإنقاذ” (ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ* لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ). إن هيئة شئون الأنصار مستعدة لقبولهم في صفوفها إذا التزموا بدليها التأسيسي وكافة نظمها.

أما بالنسبة لعلاقتهم بحزب الأمة القومي فإنني أوجه لهم النصح الآتي: حلوا أية تنظيمات بديلة، وتخلوا عن أية علاقات بالنظام الشمولي، والتزموا بالشرعية الدستورية التي أسسها المؤتمر السادس، واستأنفوا نشاطكم في حزبكم. فهذه هي الأسس التي أقرتها الأجهزة الحزبية.

اللهم يا جليلاً ليس في الكون قهر لغيره، ويا كريماً ليس في الكون يد لسواه، ولا إله إلا اياه. بحق الطواسين، والحواميمِِ، والقافات، والسبع المنجيات، وآل يس، وخواتيم آل عمران نور قلوبنا أفرادا وكيانا، رجالا ونساء، واغفر ذنوبنا أفرادا، وكيانا، ووفق جهادنا أفرادا وكيانا لبعث هداية الإسلام في الأمة، وحماية الوطن من كل فتنة وغمة. اللهم أنت تعلم أن كياننا قد انفرد بالصمود في وجه الابتلاءات والتصدي للموبقات فواله بلطفك يا لطيف لنصرة الدين ونجدة الوطن. (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)[13].. (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)[14].. يا مغيث أغثنا ويا نورا بالتقوى نورنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

ختام:

العيد مبارك. أعاده الله عليكم وعلينا باليمن والبركات واعفوا عن أية جراحات أو غفلات أو هفوات وما أكثرها أصبتكم بها،  فابن آدم خطاؤون وأنا عاف عما لحقني مثلها فالله يأمرنا: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).[15]

 

 

[1] سورة  الرعد الآية  4

[2] سورة الكهف الآية 51

[3] سورة البقرة  الآية 286

[4] سورة الحج الآية 39

[5] سورة التوبة الآية 13

[6] سورة البقرة  الآية 113

[7] سورة الصف الآية 14

[8] سورة المائدة الآية 54

[9] سورة الواقعة الآيتان 13 و14

[10] سورة ا لواقعة الآيتان 39 و40

[11] سورة المطففين الآية 26

[12] سورة يوسف الآية 108

[13] سورة يوسف الآية (110)

[14] سورة الحج الآية (38)

[15] سورة الأعراف الآية 199