رسالة الاثنين (التاسعة) 24 سبتمبر 2018م

الرسالة التاسعة

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الاثنين الأسبوعية التاسعة
الإمام الصادق المهدي
24/9/2018م – الأردن

أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي
السلام عليكم، أنا في عمان وأغادرها إلى لندن، ومن البُعد تصلنا أنباء الوطن كأنها صواريخ من حمم!
أولاً: هناك الأمطار والسيول التي دمرت مساكن ومحاصيل ما يوجب مجهوداً قومياً لإحصاء الضرر وتعويض أصحابه. في عام 1988م عندما هطلت أمطار مماثلة وسيول دعونا عبر البنك الدولي لمؤتمر دولي في الخرطوم كانت حصيلته لدعم السودان نصف مليار دولار فاتت على البلاد لوقوع الانقلاب وبداية العداء الصبياني مع الأسرة الدولية من باب أمريكا روسيا قد دنا عذابها وما دنا إلا عذاب الشعب السوداني، والمؤسف الآن أن النظام لا يستطيع أن يدعو لمؤتمر دولي لأنه يواجه إدانة 63 قرار دولي، ومصنف راعياً للإرهاب، ولكن ينبغي عمل مجهود قومي وإجبار قطط النظام البدينة المساهمة في صندوق للتعويضات يشارك فيه كذلك اختيارياً كرام المواطنين.
ثانياً: الأنباء الصحية من كسلا كارثية إذ انتشرت حمى غامضة قاتلة بصورة وبائية ضحاياها حتى الآن مائة منهم طاقم طبي رحمهم الله جميعاً. ينبغي إعلان حالة طوارئ صحية واستدعاء منظمة الصحة العالمية بأسرع ما يمكن والقيام بحملة واسعة لإبادة الحشرة الناقلة للمرض.
ثالثاً: النظام في الخرطوم مسؤول عن استخدام أسلوب فرق تسد إثنياً خرب به النسيج الاجتماعي في دارفور وغيرها. وها هي حلقة أخرى من الاقتتال بين أهلنا رفاعة والهوسا في محلية الدندر، ما لم تقم مجهودات شعبية واسعة للمصالحات وترميم النسيج الاجتماعي كما كان قبل نظام التحريض الإثني فإن هذه المواجهات سوف تدمر البلاد. أناشد جميع الأهل ضبط النفس وأرجو أن تقوم أجهزتنا في الهيئة والحزب بالزيارة للعزاء والمصالحات.
رابعاً: نأسف كثيراً لتردي الأحوال الاقتصادية وما قلناه عن التردي الاقتصادي سوف يستمر، وهذا مناخ لا يدعم الإنتاج ولا يجذب الاستثمار. الإجراءات التحكمية الأخيرة نزعت الثقة تماماً من النظام المصرفي في البلاد وصار أصحاب المال يخزنونه عندهم وأي إيراد لبترول الجنوب سوف تضع الصين يدها عليه لسداد مديونيتها الكبيرة المعلقة. أما الذهب الذي قدرته السلطة بـ 120 طن فأصحابه لن يبيعوه بالعملة السودانية عديمة القيمة وسوف يهرب أكثره لأسواق في الخارج.
خامساً: قدمت توغو عن المجموعة الأفريقية توصية لمجلس حقوق الإنسان أن يرفع اسم النظام السوداني من البند العاشر باعتبار أن موقف حقوق الإنسان في البلاد قد تحسن.
ولكن الحقيقة هي أن النظام ما زال يمارس كبت الحريات. وما زال هناك حوالي 3 مليون نازح قصفت قراهم ودمرت منازلهم، وما زالت أعداد كبيرة من السودانيين مشردة في كل أنحاء العالم فراراً من قهر نظام الخرطوم وما زالت قيادة النظام مطلوبة للمحكمة الجنائية الدولية، وما زال اسم الحكومة في قائمة الإرهاب. هذه حيثيات لنقل النظام السوداني للبند الرابع والأمل معقود في المفوضة الجديدة ألا تقبل شهادة دول كثير منها من المعتدين على حقوق الإنسان الأفريقي، ويرجى ألا يتخذ المجلس قراراً في الأمر قبل التحري عن الحقائق المذكورة وإلا صار المجلس شاهد زور.
سادساً: أشيد بمنتدى الثلاثاء الذي تقيمه الأمانة العامة لحزبنا وما يدور فيه من دراسات مهمة، لقد اطلعت على محاضرة الحبيب عبد الحليم تيمان، وأشيد بما جاء فيها من دراسة عميقة ومحيطة بالعدالة الانتقالية فإلى مزيد من أنشطة المنتدى زادكم الله توفيقاً.
نتائج هذا المنتدى سوف تضاف لحصيلة المائة وخمسة ورش دراسية عقدناها، ويرجى أن تركز الأمانة العامة على المؤتمرات القاعدية لتصعيد الممثلين للمؤتمر العام الثامن، وعلى ضوء التقدم في هذه المهمة التنظيمية سوف أعين اللجنة العليا للمؤتمر إن شاء الله.
سابعاً: محاضراتي في عمان تناولت تشخيص الحالة في عوالمنا، وأننا نعيش في الماضي ولسنا منه، ونعيش في العصر ولسنا منه وبعد التشخيص قدمت برنامجاً محدداً لعشرة تحديات تواجهنا لتحقيق وفاء له مستقبل أو مستقبل له وفاء عبر مواجهة هذه التحديات العشرة وهي: فكرية، وسياسية، واقتصادية، والقوى الاجتماعية الجديدة، والرعاية الاجتماعية، والبيئة الطبيعية، والمسألة الطائفية، والأديان، والتنوع الثقافي، والعلاقات الدولية. والاقتراح هو نشر نتيجة الدراسة في كتاب “دليل التأصيل والتحديث”. هاتان المحاضرتان سوف تنشران فوراً إن شاء الله.

هذا والله ولي التوفيق.