رسالة الاثنين (الثامنة عشر) 26 نوفمبر 2018م

الرسالة 18

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الاثنين (الثامنة عشر)

الإمام الصادق المهدي

26 نوفمبر 2018م – لندن

 

أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي

السلام عليكم،

أحدثكم اليوم في أربعة موضوعات:

أولاً: تستعد الآلية الأفريقية الرفيعة لعقد لقاء في الأسبوع الثاني من ديسمبر القادم.

تحقيق السلام هو المدخل للتعافي السياسي، والتعافي الاقتصادي، فالاقتصاد بلغ دركاً غير مسبوق. قال أحدهم إنه ذهب للبنك وقال هاكم الثمن أعطوني ألف دولار، قالوا له لا توجد دولارات، قال لهم هاكم ألف دولار أعطوني المقابل بالجنيه السوداني. قالوا له ما عندنا!

لا سبيل للإصلاح الاقتصادي ما لم يتحقق السلام لخفض المال المصروف على الدفاع والأمن، ولكي يسود المناخ الجاذب للاستثمار. إن خفض المصروفات وجذب الاستثمار هما من ركائز الإصلاح الاقتصادي.

كل الأطراف المعنية الآن مستعدة للحوار الجاد لتحقيق السلام. وعلى النظام السوداني أن يعلن أنه مستعد للحوار الجاد والحاسم مع كل من ينبذ العنف في تحقيق المطالب السياسية. ويتلزم بوحدة الوطن، ويمتنع عن الاستنصار بأعداء الوطن، أي إسرائيل.

السلام مطلب وطني ودولي في حد ذاته وهو ضروري للإصلاح الاقتصادي. وطنياً ودولياً الاستعداد للسلام كبير:

إذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها             فَإن لكل  عاصفقَةٍ سُكُوْنُ

ثانياً: أحوال الشعب الآن في ضيق غير مسبوق، والمعاناة بلغت أقصاها، ولا جدوى لحكم لا يوفر الضرورات الخمس الغذاء، والماء، والكساء والصحة، والتعليم. لا استقرار لحكم لا يقوم على المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون.

ثالثاً: أجيز قانون للانتخابات بصورة فاجعة حتى للذين شاركوا في الحوار الداخلي، فاعتبروها مجرد إملاء المؤتمر الوطني للقانون. ليس كل قانون عادل، ولا يكون قانون الانتخابات عادلاً ومقبولاً إلا إذا توافرت الاستحقاقات الآتية:  أن يكون القانون نتيجة اتفاق قومي، وأن تكون مفوضية للانتخابات كذلك، وأن تكون أجهزة الإعلام الحكومية قومية، وألا يستغل الحزب الحاكم مال الدولة ولا أجهزتها المدنية والنظامية، وأن تتوافر الحريات العامة. ما لم تتوافر هذه الاستحقاقات فالانتخابات وسيلة لاستمرار النظام كما هو، واستمرار المعارضة بوسائل غير انتخابية حتى حسم الأمر بالربيع السوداني الثالث.

رابعاً: مواقف الرئيس الأمريكي تنطلق من قوله: أمريكا أولاً. ويقول عن حلفائه العرب إنه حاميهم ولولاه لسقطوا. مقابل ذلك عليهم الامتثال لمصالح أمريكا بشراء صادراتها وبخفض أسعار البترول، إن عليهم أن يتلزموا بمصالح أمريكا ومصالح شريكتها إسرائيل.

هذه المواقف ربما أرضت ناخبي الرئيس الأمريكي ولكنها تمثل تدميراً معنوياً وسياسياً للقيادات العربية التي يزعم أنه يحميها.

هذه المواقف ضارة لمن يريد دعمهم في العالم العربي وداعمة لمن يريد هدمهم، أي إيران.

والسياسات التي اتبعتها أمريكا نحو إيران أبرزت توازن قوى دولي لصالحها.

على دول وشعوب أمتنا وضع حد لهذا الهذيان باتخاذ الإجراءات الآتية فوراً:

  • أناشد خادم الحرمين وقف الحرب في اليمن فقد تحولت لأضرار مادية ومعنوية لكل أطرافها لا سيما للشعب اليمني الجريح والاقبال على صلح سياسي بين كل القوى الوطنية اليمنية. وبالنسبة للدور السوداني فيها أتحدث باسم قطاع شعبي سوداني كبير مطالباً الأخ الرئيس السوداني سحب قواتنا من المشاركة في هذه الحرب.
  • وأناشد كافة الأطراف المعنية إبرام صلح سني شيعي للتعايش والتعامل بالتي هي أحسن.
  • أمن منطقة الشرق الأوسط الكبير يتطلب عقد معاهدة أمن وسلام بين العرب وإيران وتركيا بلا تدخل قوى الهيمنة الدولية.
  • وينبغي اتخاذ موقف واضح وواحد لدعم الشعب الفلسطيني ورفض خطة الغدر التي تفرض استسلاماً متخلياً عن القدس، وعن العودة، وعن المساواة في المواطنة.

هذه هي مطالب الشعوب التي يرجى أن تتجاوب معها الحكومات .

ختاماً: أترحم على روح السفير أمير الصاوي، أحسن الله عزاء أهله جميعاً، ورحم الله الصحفي النابه إسماعيل طه، والسيدة المحسنة رانيا البربري وأحسن عزاء أهلهم.

ورحمة الله على الأستاذ حيدر أحمد دفع الله، فقد كان نعم الرئيس المخلص لعمله، محمود السيرة. أحسن الله عزاء زوجه ابتسام عثمان، وأولاده خالد، وعثمان، ومحمد، وسارة وسهى وسائر أهله وعشيرته. (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)[*].

 

 

[*] سورة البقرة الآية (156)