رسالة الاثنين (الثانية عشر) 15 أكتوبر 2018م

رسالة الاثنين الثانية عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الاثنين (الثانية عشر)

الإمام الصادق المهدي

15 أكتوبر 2018م – لندن

أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي

السلام عليكم، وبعد-

أخاطبكم في القضايا الآتية:

أولاً: قرأت مقال الأخ يوسف حسن بعنوان خبر وتعليق. وأهم ما فيه أنه يرى أن في موقف نداء السودان من تراجعات السيد ثامبو أمبيكي ما يبشر باتحاد طلاب النظام الجديد. هذا موقف حميد يميزه من أولئك الذين يبحثون عن وسائل تهريجية لمعارضة المعارضة خدمة لجهاز الأمن.

ثانياً: سمع أعداء الحقيقة ما قلته عن الآنسة وئام شوقي، وهو في الحقيقة إشارة لمظاهر ثورية ضد النظم الاجتماعية القائمة. وفي نظري فإن سلوك بعض الناطقين باسم الإسلام وما فيه من نفاق وظلم هو الذي يبرر هذه الثورة الاجتماعية. فالنقد موجه في الأساس للممارسات الخاطئة باسم الإسلام وليس للمحتجين عليها. ولكن أعداء الحقيقة حسبوا كلامي دفاعاً عن الدولة الدينية ورجماً بالكلام لوئام. لعلم هؤلاء المعتدين أنا أقول ليس في الإسلام دولة بل مبادئ هي المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون، واحترام حقوق الإنسان في الكرامة، والعدالة، والحرية، والمساواة، والسلام في ظل دولة مدنية على نهج صحيفة المدينة، أما مسألة الرجم فقد قلت في كتابي عن العقوبات الشرعية لا عقوبة دنيوية على الردة ولا رجم للمحصن. أما الموقف من حقوق المرأة فقد كتبت كتاباً بعنوان “الحقوق الإسلامية والإنسانية للمرأة” أكدت فيه الدعوة لإزالة كل وجوه التمييز ضد المرأة، وكياننا الديني والسياسي هما الأكثر إنصافاً ومشاركة للمرأة. وكل اللائي تعرضن للأذى: لبنى حسين، ونورا، وأبرار، وعوضية عجبنا، وساندرا. وجدت قضاياهن منا الدعم بكل أنواعه، وكنا دائماً مبادرين لحماية ضحايا النظام العام وحركة لا لقهر النساء. لا شيء يصف مواقف هؤلاء المعتدين علينا إلا:

ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ               يَذقْ مُرّاً بهِ المَاءَ الزُّلالا

ثالثاً: بعد تنصل السيد ثامبو أمبيكي من المشروع الدولي الأفريقي المرتبط بخريطة الطريق اقترحت على زملائي في نداء السودان أن نقوم بغزوة سلامية تنادي بخطى واضحة نحو السلام العادل الشامل عبر حوار داخل السودان إذا توافر المناخ المناسب. واقترحنا على الجبهة الثورية القيام بمبادرة لوقف العدائيات وإنسياب الإغاثات الإنسانية والالتزام بكافة مآلات السلام بعد إبرام اتفاقية السلام المنشودة.

أما انتخابات تجري ودستور يوضع دون الحوار الجامع المنشود لتحديد الاستحقاقات اللازمة فهي إجراءات لاستنساخ النظام لنفسه مرفوضة. وفي حالة الاحتقان السياسي والاقتصادي الذي يتدحرج نحوه الوطن  فإن الربيع السوداني الثالث قادم حتماً.

رابعاً: استمعت لرسالة نسبت إلى د. عبد الله حمدوك وهي رسالة جيدة تشخص حالة الاقتصاد السوداني وتؤكد أن الفساد والإنسداد السياسي وعدم جدية ولاة الأمر عوامل تؤكد الانحدار المستمر نحو الهاوية يرجى أن يستمع لها مواطنونا وهي تطابق ما يراه كل علماء الاقتصاد.

النظام يفاخر بعدم وجود معارك أهلية حالياً، ولكن حالة اللا حرب واللا سلم وظواهرها وجود الملايين في معسكرات النازحين، والملايين في موجات اللاجئين، وصرف 70ـ75 من الميزانية على مسائل دفاعية وأمنية هي عوامل استنزاف  للنظام ولا تنتهي إلا بإبرام اتفاقية سلام عادل شامل.

خامساً: في لقاء معلن تبرأ قائد الدعم السريع من قتل شهداء سبتمبر 2013م ومن حملات مسلحين ضد شبابنا مؤخراً هذا معناه أن هنالك عناصر مسلحة متفلتة تقتل وتعتدي وهي غير مساءلة لأية جهة معلومة.

سوف نواصل البحث عن حقيقة هؤلاء المعتدين ويرجى أن يهتم المكتب التابع لمجلس حقوق الإنسان والمقرر المستقل بهذه الظواهر المستهترة بحقوق الإنسان.

سادساً: تحية لأهلنا في بارا على تمسكهم بحقهم في السواقي وتهنئة لانتصارهم قضائياً. في هذه القضية وقضايا السدود قلنا ونكرر ليس من حق السلطات أن تتصرف في أراضي المواطنين دون موافقتهم فالإنسان هو هدف التنمية، وحقوقه أولى بالرعاية.

سابعاً: قضية السيد جمال خاشقجي صارت قضية رأي عام عالمي وما يليق بالمملكة العربية السعودية هو أن تعلن الحقائق  كما هي.

وأخيراً: لقد أبلغت كل الجهات العربية، والأفريقية، والإسلامية، والدولية ذات الصلة بعلاقتي بعزمي العودة للوطن بعد فراغي من المهام، أرجو من أحبابي في الداخل اتخاذ التدابير اللوجستية  اللازمة والاستعداد للمواجهة القانونية التي  أعد لها ترابيس النظام.

 

والله ولي التوفيق.