رسالة الاثنين (السادسة) 3 سبتمبر 2018م

رسالة الاثنين السادسة

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الاثنين (السادسة)

  3 سبتمبر 2018م – لندن

الإمام الصادق المهدي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني وأخواتي

أبنائي وبناتي

السلام عليكم، وبعد-

أقول:

أولاً: يوم السبت الماضي لبيت دعوة من البرنامج السوداني التابع لجامعة أكسفورد والجالية السودانية هناك التي كانت عدماً وصارت الآن ألفاً وزيادة.

المحاضرة وما أعقبها من نقاش ستجدون تفاصيلها في موقعي الإلكتروني، وكانت أهم رسالة للمجتمع الدولي خلاصتها أن لأطراف مهمة من المجتمع الدولي دوراً مهماً فيما نشأ في مجتمعاتنا من تطرف وعنف إرهابي، فقبل مشهد أفغانستان ما كانت القاعدة، وقبل احتلال العراق ما كانت داعش.

الحكم الاستبدادي والظلم والفقر والحروب الأهلية والبيئية، وهي إخفاقات ذاتية، ولكن هي أيضاً مرتبطة  بدعم عناصر من الأسرة الدولية لنظم الطغيان حفاظاً على مصالحها، والنظام الاقتصادي العالمي نفسه يقف وراء زيادة ثراء الأثرياء وزيادة فقر الفقراء.

عوامل عديدة أدت لزيادة الهجرة غير القانونية نحو الدول الغنية، ولظاهرتي التطرف والإرهاب.  هذه العوامل شوهت السياسة في البلدان الغنية الغربية لأنها أحدثت مخاوف وكراهيات ساعدت سياسيين انتهازيين للصعود لمواقع السلطة، هذه الظاهرة من شأنها أن تغذي حركات التطرف والعنف في مناطقنا.

من مصلحة الدول الغنية أن تعمل على إنهاء الحروب والطغيان والفقر في مناطقنا من العالم فإن لم تفعل فإننا وهم ندفع ثمناً غالياً.

ثانياً: التقيت أمس الأحد لجنة تمثل الدبلوماسيين السودانيين خارج الخدمة الرسمية، ودار حوار وطني وقومي مثمر. كانت رسالتي لهم:

  • النظام الحاكم في السودان في عهده الطويل من المظالم والهزائم طرد تعسفياً أرتالاً من الخدمة المدنية بأفرعها، ومن الخدمة النظامية بأفرعها، على هؤلاء جميعاً أن يكونوا كليات للمساهمة في دعم الأجندة الوطنية ووسائل تحقيقها، على الدبلوماسيين أن:
  • يحصوا أعدادهم جميعاً في كل مكان.
  • وأن يساهموا في بيان ما نريده من الأسرة الدولية لدعم السلام العادل الشامل في السودان والتحول الديمقراطي.
  • وما نريده لنفس الأهداف من الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.

ودار نقاش مثمر أكد استعداد المجموعة لاستنهاض أعضائها لهذا الدور الوطني، بل يرجى أن تتحرك كل كليات المطرودين تعسفياً من الخدمة المدنية والنظامية للمشاركة في دعم الأجندة الوطنية ووسائل تحقيق أهدافها.

ثالثاً: عقد منذ يوم السبت الملتقى الآسيوي الإفريقي في الصين. نرحب بكل وجوه التعاون مع الصين، ولكن ينبغي أن تراعي الصين أن حكومات بلداننا ناقصة الشرعية فلا ينبغي أن يغيب عن سياستها اعتبار مصلحة الشعوب المعنية، وأن تكون الصفقات التي تعقد مع الحكومات شفافة ومراعية للمصالح الوطنية. الحكومات ناقصة الشرعية هذه تقترض أموالاً في صفقات عديمة الشفافية وتصرف الأموال بصورة غير مجدية تنموياً، وتعجز عند الوفاء بسداد القروض ثم تقدم  أصولاً وطنية سداداً لهذه القروض كما حدث في سريلانكا ودفع الميناء مقابل سداد القرض. نقولها منذ الآن نحن لا نعترف بمثل هذه الصفقات، ونطالب الصين أن تجعل سياستها نحو السودان مراعية للشفافية ولمصلحة الشعب السوداني، وإلا ستواجه ما فعله الرئيس الماليزي مهاتير محمد من ضرورة مراجعة الصفقات التي أبرمت مع الصين.

رابعاً:  ندين مشاركة حكومة السودان الانتهازية في حرب اليمن، وسوف نتحرك مع آخرين شعبياً للعمل مع أطرافها لوقف هذه الحرب التي تعود لكل أطرافها بالخسران، وتفسح المجال لتمدد قوى التطرف الإسلاموي الذي يشكل خطراً على أمتنا بأسرها.

ونقول للرئيس الصيني: نعم للاهتمام بالتعاون الاقتصادي، ولكن إنصاف المجموعة المسلمة في غرب الصين مطلوب لقيام علاقات صداقة بين الصين وبلاد المسلمين.

هذا والله ولي التوفيق.