فى احتفال الانتفاضة ، المهدى : نظام الانقاذ سيذهب كسابقه الى مزبلة التاريخ

الإمام الصادق المهدي

 

احتفل حزب الأمة القومي بالذكرى الثلاثين لانتفاضة ابريل المجيدة أمس بدار الأمة بأم درمان وخاطب الاحتفال عبر الهاتف الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب، الذي تحدث عن الانتفاضة تاريخيا وعن دروس الانتفاضة وقال إن النظام سوف يذهب كسابقه إلى مزبلة التاريخ.

وعدد المهدي الذي خاطب الحشد الكبير والحماسي عبر الهاتف اربعة دروس للانتفاضة مقارنا بين نظامي مايو والإنقاذ الأول إن النظامين رفعا شعارات سواء كانت اشتراكية او لبرالية او اسلامية وافرغاها من محتواها لخدمة سلطتها، والثاني انها تتخذ اشكال الديمقراطية وبرلماناتها والأحزاب بشكل ديكوري فقد كان الاتحاد الاشتراكي مثلما المؤتمر الوطني الآن هم أحزاب سلطوية تخضع البلاد لمناهج أمنجية، والدرس الثالث ان الطغاة يسخرون علاقات البلاد لدعم النظام فقط بدون مراعاة مصالح البلاد العليا ومثلما تقلب النظام المايوي شرقا وغربا لدعم سلطته، الآن يتقلب نظام الانقاذ من خندقة اخوانية ايرانية إلى خندقة خليجية، والرابع أن الطغاة دائما يواجهون هبات ضدهم لأنهم يكبتون الناس ففي عهد مايو كانت الهبة الأولى أبا وودنوباوي ثم الانقلاب اليساري 1971 ثم هبة شعبان 1973 ثم الهبة المسحلة في يوليو 1976م، وكذلك واجه النظام عددا من الهبات اخرها هبة سبتمبر 2013م وقال (في كل هذه الحالات لا يتعظ النظام بما حدث له بل يعتبر انتصاره ضد هذه الهبات تسليما له، ويعتقد أنه قد نعم بهدوء واستسلام الشعب له، حتى تقوم في حقه الانتفاضة التي تلقي به الى مزبلة التاريخ).

وأشاد بحملة ارحل لمقاطعة الانتخابات واعتبرها الجواب المشروع للانتخابات الزائفة قائلا (إن موقفنا من حملة ارحل في اتجاه الانتفاضة الجواب المشروع للانتخابات الزائفة وللإعراض عن استحقاقات الحوار الوطني وهو موقف تعززه ذكرى 6 أبريل).. وختم بالتذكير بأبيات الشاعر الكبير عالم عباس التي تلاها في احتفالية جائزة الطيب صالح تحت دهشة العالمين، قال المهدي: (صحيح أن وهم الهدوء النسبي الحالي ربما منع النظام من أن يرى ما في خلل الرماد.. حالة من الوهم والرضا عن الذات دون وجه حق وصفها بجدارة الشاعر السوداني المبدع في ملأ من الناس قائلاً: هدوء ولكنه عاصفة/ هدوء، وفي صمته الكاظم من غيظه/ قنبلة ناسفة/ هدوء يبركن يغلي / يؤكد أن الطواغيت وهم/ وأن دم الأبرياء حرام).

وخاطب الاحتفال كذلك الدكتور حسن إمام مساعد الأمينة العامة للشئون الخارجية الذي حيا ذكرى الانتفاضة ، كما خاطب الاحتفال الأستاذ موسى النعيم الذي كان عضوا باتحاد جامعة أم درمان الإسلامية الذي فجر شرارة الانتفاضة، وسرد موسى نضالهم داخل الجامعة لتحرير الاتحاد من طلبة الاتجاه الإسلامي الذين كانوا يلعبون دورا قذراً لعرقلة مقاومة النظام داخل الجامعات، وقال إن الاتحاد كان في قبضتهم منذ الستينات ولكن قائمة التضامن الإسلامي التي كانت تضمهم في الطلاب الأنصار حزب الأمة متحالفين مع التنظيمات الطالبية المعارضة الأخرى، أفلحت في تحرير الاتحاد من الاتجاه الإسلامي، وذلك بفوز قائمة التضامن الاسلامي في اكتوبر 1984، قائلا: (فزنا على الاتجاه الاسلامي في الاتحاد بقيادة محمد احمد سلامة، وشرعنا في التحضير لمقاومة النظام، وكان تصاعد الغضب الشعبي على الدكتاتور خاصة بعد خطاب النميري الشهير الذي اساء فيه لمختلف قطاعات الشعب وتحدث عن النساء والموص ذلك الخطاب الشهير الذي بلغ بالناس قمة من الاستفزاز والغضب، دعونا كل الطلاب يوم 25 مارس لتظاهرة وكنا واعين للدور الواجب علينا القيام به وكان هناك ضغط علينا من طلاب الاتجاه الاسلامي كان معظمهم من الأمن يريدون اقفال الجامعة وكنا نريد المحافظة على الاتحاد والمنبر)، وتحدث النعيم عن تسيير المظاهرة التي شكلت شرارة الثورة وكيف خاطب رئيس الاتحاد محمد أحمد سلامة الجميع حاثا على الخروج وقال إنهم كانوا متحسبين لاعتقالهم وكان هو رئيس اتحاد الظل. واختتم حديثه بالقول (نحن توحدنا في ذلك الزمان واستعطنا ان نسقط نظام نميري رجائي للحركة الطلابية والشباب في الجامعات ان يتوحدوا ليسقطوا هذا النظام).

وتحدثت الأستاذة نعمات مالك القيادية الحزب الشيوعي السوداني وقالت: (واهم من يعتقد انه يستطيع ان يتجاوز حزب الامة في الساحة السودانية. ارحب بكم بمناسبة اكتوبر ثم ابريل والثالثة جاية والتالتة تابتة). وطالبت بالتمسك والسير في حملة ارحل ومقاومة الانتخابات، وقالت مهما احتمى عمر البشير بالرتب العسكرية فسوف لن تحميه وقالت (الزوغة بتاعة الاحتماء بالخليج وعاصفة الحزم هي كلها امور عملها للخروج من ازمات كثيرة ولكنه واهم ولن تجديه).

وذكرت الدمار والمعاناة التي صنعها النظام على مدى 25 عاما وقالت (هؤلاء الفاسدون الحرامية وصلوا اي زول في كل اصقاع السودان واذوه ويوم الحساب بجي وعفا الله عما سلف لن تنفع هذه المرة لنكسر الحلقة الشريرة)، وأضافت (في هذه الوقف الخاصة بابريل والحريات لا بد من مناشدة كل الناس للعمل على اطلاق سراح الاستاذ فاروق ابو عيسى وامين مكي مدني الذين اعتقلوا لتوقيعهم على وثيقة وقعت عليها كل قوى المعارضة فهم معتقلي فكر ورايهم صائب ولا بد من الاصرار على اطلاق سراحهم).

وبشرت الجمع بأن إسقاط هذا النظام قريب وعلى الناس أن يكونوا جاهزين لما بعده. وقالت مشيرة للنظام وجماعته إنهم يريدون ارجاع النساء لعصر الحريم والتضييق على الشباب، ولكن النساء استطعن كسر قيودهم ، قالت (موضوع الشباب هم المستقبل، من المهم في جميع الاحزاب السياسية مساعدة الشباب ليمسكوا بالقيادة، الشباب مغيبين لفترتين عن ممارسة النشاط السياسي والاجتماعي وهم مبشرين تماما والنساء ما عايزين توصية. النساء هذاالنظام الفاشي الفاسد عايزين يرجعنا لعصر الحريم المراة السودانية كسرت ليه الدش في يده ولن ترجع للوراء اصلا). مؤكدة على ضرورة الوعي والجراة الوعي معا لتقدم الصفوف، وفي النهاية قالت (اختم بان اوصيكم خيرا بنداء السودان وان موضوع ارحل يكون هم كل زول كل زول في حدود امكاناته وقناعاته ممكن يشارك في اسقاط هذا النظام. وعاش نضال الشعب السوداني وعاش نضال المراة السودانية).

وفي نهاية الاحتفال تحدث اللواء فضل الله برمة ناصر نائب رئيس الحزب الذي قال إنه يتحدث عن انتفاضة ابريل وهو من المشاركين في احداثها والمنفذين لميثاقها و(لا يمكن ان ننسى موكب الاطباء ووقوفهم في يوم 3 ابريل في شارع القصر وحينما داهمتهم الشرطة جلسوا على الارض وانضمت اليهم الجماهير، ولا ننسى مسيرة الردع الهزيلة وكان مشهدا أعطانا في القوات المسلحة الدليل ان ثورة مايو فقدت شرعيتها ولن ننسى حرق جمعية ود نميري ولن ننسى انحياز القوات المسلحة للشعب). ثم تلى كلمته المكتوبة التي تنشر (حريات) نصها أدناه، وشكر فيها موقف المملكة العربية السعودية في دعم سودان الديمقراطية راجيا أن تدعم السعودية السوداني الديمقراطي وألا تساهم في دعم الديتكاتورية، قائلا: (لا بد من وقفة شكر وتقدير وعرفان للمملكة العربية السعودية التي مدت الشعب السوداني بالبترول طيلة فترة الانتفاضة والشعب السوداني لن ينسى لها وقفتها تلك نرجو ان تكون واقفة راعية للديمقراطية وليست مع الحكم الديكتاتوري والملك حينها قال يا ليت كل الأموال التي اعطيناها للديكتاتورية ذهبت للشعب السوداني)، وانتقد في النهاية انتخابات 15 أبريل 2015م ناعتا اياها بانتخابت الحزب الواحد المغيبة للارادة الشعبية وانها لن تحل مشاكل السودان بل تزيدها تعقيدا وكل من تاتي بهم غير شرعيين.

حريات