كلمة الأستاذة سارة نقد الله الأمينة العامة لحزب الأمة القومي في مؤتمر الحزب التداولي بفرعية أمريكا

الحبيبة الأستاذة سارة نقد الله الأمينة العامة لحزب الأمة القومي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

22 أبريل 2018

 

الاحباب والحبيبات أعضاء مؤتمر حزبنا بأمريكا..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بدايةً:

نثمن عاليا تفاعلكم المقدر بقضايا شعبنا وحزبنا وهذه المحرية فيكم..

وبهذه المناسبة اسمحوا لي ان اخاطبكم في الثلاث نقاط التالية:

أولا: الموقف من النظام وقضايا الراهن:

اصبح من نافلة القول فشل نظام البشير في كل شي، وهو الان يترنح ويتخبط في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والخارجية،، فما عاد هنالك ما يقدمه سوي التقتيل والقمع والقهر والاعتقال،، مع استمرار فساده ونهب خيرات البلاد وافقار العباد.. وبالتالي فإنه فقد مقومات البقاء.. وآن اوان رحيله.. ومهمتنا جميعا مواصلة حلقات المقاومة والنضال رفضا للاستبداد والطغيان وتمسكا بالحرية والديمقراطية..

وموقفنا في قضايا الراهن هو:

1. حقوق الإنسان:

ان المطلع علي سجل الحريات والحقوق في السودان يجد الانتهاكات واسعة النطاق قتلا واعتقالا وتعزيبا وتشريدا ومحاكمات جائرة واغتيالات وحشية وانتهاكات للنساء والتعبير والصحافة والعمل السياسي، وهذا ما اكدته تقارير حقوق الانسان الصادرة عن مجلس حقوق الإنسان والمنظمات الدولية وقد عبر تقرير واشنطن عن حقوق الإنسان في السودان 2017 عن هذه الانتهاكات، ونحن اذ نرحب بهذا التقرير نقول بأن الانتهاكات قد تزايدت بصورة كبيرة في الربع الاول من هذا العام.. ونتمني ان تكون زيارة الخبير المستقل لحقوق الإنسان الاخيرة قد وقفت علي هذه الانتهاكات ووثقتها، واؤكد هنا بأننا في حزب الامة القومي نعطي هذا الملف اهتماما كبيرا رصدا ومناصرة فهي قضايا لن تنتهي بالتقادم.

2. الفساد:

لقد اعتدي النظام ورموزه بصورة سافرة علي مكتسبات الشعب ونهبوا امواله حتي افقروه ونضبت خزائن البلاد، نتيجة للسياسات الفاشلة والقوانين المعيبة والتي سمحت باستغلال النفوذ للغني الفاحش.. مؤخرا انتهج النظام حملة اعلامية تضليلية ضد ما سماه القطط السمان ولم يتخذ خطوات جادة في اعتماد قانون لمحاربة الفساد ودون معايير واضحة علي شاكلة ماحدث في سنغافورة ولم يحاكم احد،، فالفساد في قمة هرم السلطة.. فليس هناك مخرج سوي محاسبة المفسدين وارجاع ما نهبوه من الشعب..

3. انتخابات 2020:

سخر النظام جهوده كلها نحو انتخابات 2020 واعادة ترشيح البشير ويسعي لتعديلات دستورية تسمح بذلك، وللأسف هنالك أقلام وقوي سياسية تعتقد ان الانتخابات ستكون اداة تغيير في ظل هذا النظام،، ونحن في حزب الامة القومي نؤكد ان اي انتخابات يشرف عليها هذا النظام هي انطباخات سمتها التزوير واستغلال مؤسسات الدولة ولن تجدي،، لان للانتخابات الحرة والنزيهة استحقاقات ومعايير متعارف عليها دوليا تضمن حرية التنافس السياسي.. وحزبنا يعد لورشة عمل حول جدوي الانتخابات ومعاييرها واشتراطاتها وضماناتها حتي لا تكرس للانفراد بالسلطة.

4. الوضع الاقتصادي:

لقد تأزم الوضع المعيشي والاقتصادي بصورة متسارعة بعد موازنة التجويع والصرف علي الحروب العبثية،، فقد شهدت البلاد صفوف الوقود وارتفاع الأسعار.. فليس هناك اي بصيص امل في معالجتها لان فاقد الشي لا يعطيه.. فقد ضاق الافق لدي النظام تماما.. وتنحدر البلاد الي مرحلة الافلاس التام.. الحل اصبح واضحا يتمثل في هبة شعبية ضد الافقار والعوز وازالة النظام الذي تسبب في الضايقة المعيشية بفشله وفساده.

5. الحروب والصراعات القبلية:

ادخل النظام البلاد في حروب في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان، كما رعي صراعات قبلية، وتوزيع السلاح وتغييرات ممنهجة في الإدارات الأهلية وتشكيل مليشيات قبلية، صرف فيها اموال طائلة من اجل التمكين، مما ادي الي تخريب النسيج الاجتماعي وزيادة رقعة الحرب وخلق وضع انساني سيئ للغاية للنازحين واللاجئين.. هذا الوضع يطلب منا جهود كبيرة لوقف الحرب وإجراء مصالحات قبلية وإجراء معالجات في بنية المجتمع السوداني لارساء ثقافة السلام والتسامح والتعايش.

ثانيا: موقف قوي المعارضة السودانية:

لقد خطينا خطوات مبشرة في وحدة المعارضة حول اهداف التغيير والياته ونعمل مع اخوتنا في نداء السودان والاجماع الوطني علي الاتفاق على السياسات البديلة الكفيلة ببناء الوطن..
ونعمل كذلك علي تطوير وسائلنا والمحافظة علي مكاسب القوي السياسية من التراجع واستثمار وحدتنا في معركة خلاص الوطن وتحريره من الاستبداد والطغيان. لذلك واجبكم اليوم تنظيم تحالفات مع كل قوي النظام الجديد ورص الصفوف لتعضيد عمل الداخل.

ثالثا: موقف حزبنا السياسي والتنظيمي:

لقد مثل فتح بلاغات كيدية ضد الحبيب الامام فرصة وليس ازمة كما يفسرها البعض،، فمواجهتنا مع النظام اساسها رفع الظلم عن المواطن السوداني واستعادة الديمقراطية ومجابهة الاستهداف لحزبنا لانه حارس مشارع الحق،، واننا اصحاب الموجهات من اجل قضايا شعبنا.. فالشي من معدنه غير مستغرب فقد جربتنا كل الديكتاتوريات فهوت وصمد كياننا شامخا منتصرا لمبادئه واهدافه… هذه البلاغات تؤكد هلع النظام وضيقه ذرعا، وتؤكد كذلك اننا في الاتجاه الصحيح، وتؤكد ان الحبيب الامام.. وهو يقود نداء السودان ليرسخ معاني السلام والعدالة والديمقراطية.. فاستهدافه استهداف لهذه المعاني..

ان موقفنا من النظام واضح وضوح الشمس أننا نسعي لنظام جديد يحقق تطلعات شعبنا ويعزز الحكم الرشيد..

وهذا الموقف يستوجب انخراط كافة قواعد حزبنا في الداخل والخارج في تعبئة شاملة تفتح الباب امام الانتفاضة الشعبية او استجابة النظام لتسليم السلطة للشعب علي ضوء ما حدث في جنوب أفريقيا..

علي المستوي التنظيمي نعمل في ظل هذه الظروف للوصول الي المؤتمر العام للحزب بغرض تجديد برنامجه وقياداته ومؤسساته لمجابهة معركة البناء الوطني..

والمطلوب من فرعيات الحزب بالمهجر التعبير عن هذا الموقف السياسي بقوة والاستفادة القصوي من مساحة الحرية في بلدان المهجر وقيادة العمل المشترك مع الاخرين في تقديم مذكرات ووقفات امام السفارات ودعم مالي لصندوق التحرير للاسهام في خلاص وبناء الوطن.
كذلك نحرص علي ان تبني تنظيماتنا الولائية والقطاعية من القاعدة للقمة وفق المنشور التنظيمي التي اصدرته الامانة العامة وتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام بصورة مؤسسية لعقد ورشة تحضيرية وتجهيزات المؤتمر اللازمة.. وفي ذلك فإن المطلوب من كل فرعيات الحزب بالمهجر دعم هذه الجهود واقامة مؤتمرات الحزب في كل دول المهجر..

ختاما:

اهنئكم علي عملكم هذا،، ونتمني لكم التوفيق.. ونسأله تعالي ان يجمعنا بكم في وطن حر ومعافي..

والسلام عليكم ورحمة الله