كلمة الإمام الصادق المهدي في إحتفال الجبلاب بعودته وتكريمه

الإمام الصادق المهدي في إحتفال الجبلاب بعودته وتكريمه

 

 

الإمام الصادق المهدي في إحتفال الجبلاب بعودته وتكريمه

أهلنا الجبلاب يكرمون ويحتفلون بعودة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله والإحتفالية كانت تحت شعار إستنهاض الروح الأنصارية في الأُسر الجبلابية.

الثلاثاء 28 فبراير 2017

كُتبت الكلمة من تسجيل فيديو

كلمة الحبيب الإمام الصادق المهدي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.

أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

ما يُثلِجُ الصدر أنني عندما دخلت أشهد بصورةٍ غير مسبوقةٍ الجدة والأم والحبيبة والجد والأب والحبيب على نفس المستوى من الحماس تأكيد على أن هناك ماضي وحاضر ومستقبل لهذه الدعوة وهذا الصف من الأجيال ضمان على أننا في هذه الدعوة كنا ولا زلنا وسوف نكون. هؤلاءِ الذين إستقبلوني دون أن يُعبروا عن هذا المعنى عبروهوا لي. أنا في حقيقة أمري اعتقد أن ما أشهده منهم وما شهدته منهم جزء لا يتجزأ من التعبئة، نحن نُريد أن يُعبر عنه أهلنا ولكن هم كذلك يُعبرون بما يفعلون، أصلو العود ما بيجيب النار بلا يفركوه. سبحانه وتعالى قال: (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [1]. المعنى هنا واضح، أن الحماسة في الأمر، الدعوة في الأمر تؤكده. ذى ما قال لي واحد: تبِعتُك عن عهدٍ قديم عرفتُه وأعجبني المسعى فبايعتُ ثانياً. وأنا في حقيقة الأمر، للعودة دي، حقيقةً شعرت بأن هذه التعبئة موجودة بقوة والناس ذى ما قال الإمام المهدي أَنَاجِيلُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ، إذا كان غابت القيادة، في النفس قيادة وقادرة على أن تحتفظ برأيها وموقفها ومبدئها.. ودة من أهم الأشياء التي في رأيي حققتها الدعوة المهدية. كيتشنر بعدما غزة غزوه، ويندجيت رسل لزوجته قال ليها: hurrah Mahdism finished. يعني أنه، يا للفرحة إنتهت المهدية. بعد 50 سنة صارت الدعوة أكبر كيان ديني وأكبر كيان سياسي في السودان. وكل المحاولات، كل المحاولات أصناف من القادة حاولوا أن يقلعوا هذه الجزوربكل الوسائل، ولكن الحقيقة إنطلقت عليهم وإنطبقت مقولة قالها الإمام المهدي: ناري هذه أوقدها ربي وأعدائي حولها كالفراش كلما أرادوا أن يطفئوها حرقوا بها وصار أمري فاشياً.

النقطة المُهمة جداً أنا عايز أُؤكد عليها، أن هذا الإستقبال وهذه الحماسة، مُش مُجرد حماسة، ولكن معها الحمد لله إجتهاد فكري، ولذلك أنا أُغرز وأُؤيد هذه المبادرة التي قدمتموها، اعتقد أن فيها إجتهاد، وفيها نشاط، وفيها جزء من روافد اليقظة وسط كيان الأنصار، لأنه كيان الأنصار ما بتحدوا تنظيمات فقط، دة بحر مُتدفق، وهذا البحر المُتدفق، الجايات من الموجات أكتر من الرايحات، وبهذا المعنى أنا موافق ومؤيد ومُبارك لهذه المُبادرة، بس أُضيف الآتي، حقو تعملوا بيها كونفدرالية قبلية، تجمعوا آخرين فيها. المُبادرة مُبادرتكم ولكن تنداح إلى الآخرين، لأنه الناس ضروري جداً يفكروا بالمنطق دة. السودان فيه دلوقت فتنة كبيرة جداً غير الخلافات السياسية، في فتن قبلية خطيرة وكبيرة، وهذا يعني من أهم القضايا التي يجب أن نهتم بها، أننا يجب أن نوحد النظرة السُكانية، ودة عبر هذا الإخاء، وعشان كدة أنا أول حاجة قُلتها إنه أنا عايز أطوف إن شاء الله البلاد كلها، وفي هذا الطواف إن شاء الله تكون من أهم النقاط التي سنسعى لها، نسعى بها هى أننا نعمل على النسيج الإجتماعي القبلي، ينبغي مننا جميعاً أن يعود إخاء… القبلية ما سيئة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [2]. القبلية من التركيبة البشرية، الخطأ مُش في القبلية، الخطأ في العصبية، ولكن الإنتماء القبلي، دة شئ قدري ربنا أراده للناس. فعشان كدة أنا داير أقول، هذه المُبادرة سليمة، صحيحة، قويمة، والمُهم تنداح عشان يكون في آخرين من القبائل الأُخرى تكون مشتركة حتى يبقى كأنها كونفدرالية قبلية كُلها تُجدف في تيار واحد.

مافي شك الحاجة الأنا لاحظتها، الأمير عبد المحمود تحدث عن وجود أهلنا الجبلاب في المناطق المختلفة، وأنهم حيث هم موجودون، يرفعون الرآية، المُهم هناك بعض الفئات من كيانا دة، الدعوة مخلوطة بدمهم وأعصابهم وقلبهم، بكل شئ بكيانهم، دة ما معناه أن كل جبلابي في هذه الدعوة، ولكن الضمير الجمعي لهم هو الذي يدُل على هذا التعبير لأنهم ناس كأنهم حاملين وصية للمحافظة على هذه الدعوة الندية، الزول البيشوف كلامكم وبيشوف حماسكم يقول كأنما المهدية جات أمِس، لا شاخت لا مرضت لا أصابها سُكري ولا ضغظ… ولا وجع ضهر… (كل زول بيونسو مرضو). المُهم، هى كأنها فقية، صبية، ندية، شابة، ودة المُهم. الناس بيفتكروا شاب في السنين أو عدد السنين، أبداً، الشباب في الروح. الشباب في الروح وما دام الروح موجودة كدة هى مُحافظة على هذا المعنى. ولذلك أنا أشكُركم شُكراً جزيلاً مُش بس على التكريم دة ولا على المُبادرة وحدها، ولكن على أنكم عبرتُم على الروح دي، شبابية الدعوة، أنها شابة، وأنها مُرتبطة بتاريخ وبحاضر وبمستقبل. عشان كدة أنا بفتكر دة المعنى الننقلوا…

طبعاً عندكم رابط جداً المدائح والمداحين. المدائح والمداحين هم… قال واحد لي مصري، كان مشى مع الإمام عبد الرحمن في مشوار في الجزيرة أبا ووقفوا في الكاملين، وهناك جو أرتال من المداحين ديل، قام قال، يا سيد أنا عرفت أنك إنت عاملين ليك تيرموس، تيرموس تحافظ بيهو الروح، المداحين ديل كأنهم تيرموس حافظين الحرارة، حافظين هذه الحرارة… كل البرجوهو من هؤلاءِ الإخوة، إنتو عندكم أتيام كتيرة جداً من المداحين، أنا بقترح ليهم يسوو لنفسهم مدرسة، يدربوا شباب، يدربوا نساء، المجتمع ما بيطير بجناح واحد، المجتمع بيطير بجناحين، ولذلك عليهم هم، أنهم يدربوا شباب، يعني يا ريت حسة دي لو قاموا قالوا هم نصيبهم جا فريق تاني شباب من أبنائهم وأحفادهم وجا فريق تاني من بناتهم ورددوا… لأنه نحنا القضية مُش أننا نحفظ المعنى دة، ولكن ذى ما هم متحمسين حسة الناس، شيخ وصبي وطفل، كذلك ينقلوا دة، في إطار المعنوية دي، في إطار شباب وبنات عشان دة يكون ضمان، لأنه المسألة دي مستمرة.

الإمام المهدي عليه السلام قال، ومُسجلة الكلمة دي، قال لي قدام في الزمن تظر لينا كرامة أهم من زمنا دة، أهم من زمنه هو الكان فيه، هو كان حسَ بأن الناس ما فهموا الدعوة، إفتكروها مُلُك، كثير جداً من الناس إفتكروها مُلك، ولذلك دة حصل ليهو، الزول البيقراء الراتب، الراتب دة مُناجاة لرب العالمين شيلني. الراتب دة مُناجاة لرب العالمين، شيلني، لأنه فيه إحساس بأن الدنيا… عمل هو وأنصار الله المعاهو أن يعمروها وجد أنه الناس ما فهموا الدعوة، ما فهموها. حسة أنا من أهم الأشياء البعملها… أولاً أعيد هيكلتها عشان الناس يفهموها، وأهم من دة أخليها تكون عندها معنى أساسي لأهل القِبلة كلهم، مُش لينا نحنا كأنصار، أهل القِبلة كلهم يبقى عندهم صِلة بيها وبمفاهيمها. وأنا بعتقد دة شئ الآن، حسب ما أنا شايف في مواقع مُختلفة نجاح وارد بكثرة. الشئ الحسة داير أقوله ليكم وأرجو أن تفهموهو، السودان محتاج في المرحلة دي أنه كل أهله، كل أهله يتفقوا على مخرج، يوقفوا الحرب، يحكموا حُكماً قومياً، يضعوا دستور مُتفق عليه، ودة موضوع طال الزمن أو قصُر، طال الزمن ولا قصُر نحنا وراءه إن شاء الله يتحقق. ما ضاع حق تقف وراءه مطالب، والمطرودة ملحوقة، والسايقة واصلة، والمُهم نفسنا إن شاء الله ما ينقطع، وما بينقطع لغاية ما تتحقق دي.

أخوانا في السُلطة، مافي شك في مناخ حسة، حسة أخونا المُعتمد معانا، في مناخ برضو تسامُحي، نحنا مُناخ التسامُح دة يبقى عندنا وعندهم عشان نقدر نسوق المسألة لقدام، لأنه واضح تماماً الآن الحرب دي لازم تقيف، لا بتعالج إقتصاد ولا بيجي إستثمار من برة ولا أى شئ لو الناس ما وقفوا الحرب. الحرب لازم تقيف، ومُش بس الحرب لازم تقيف، الإنقسام السياسي لازم يزول، لازم يزول، ولازم أمانة الحُكم تعود للشعب السوداني يختار من يختار حُراً. وأنا بعتقد دة سيجي إن شاء الله.

أنا في الختام داير أشكُركم الشُكر الجزيل على المُبادرة ومُش المُبادرة بس، على المُبادرة للدعوة دي لأنها مافي شك حاجة فيها تشجيع لينا، فيها تأييد للدعوة، وفيها ذى ما بقول العبارة الواضحة جداً، عبارة أنه، تبِعتُك عن عهدٍ قديم عرفتُه وأعجبني المسعى فبايعتُ ثانياً.

وأنا أشكُركُم شُكر جزيل على المُبادرة وهذا الإستقبال وأرجو لكل الجهات التعاون وفي النهاية ألسنة الخلق أقلام الحق. أختم كلامي دة بأن أترحم ترحُماً مُخلصاً لصاحب هذه الدار، الرجل الذي كان مافي شك ركيزاً من ركائز هذا الكيان وكان دائماً لسانه ودود وكان دائماً إنسان روحه طيبة وبسام وفي نفس الوقت مُتحمس للدعوة وثابت كألجبل الأصم. أنا ما عندي أكثر من أنه بإسمكم جميعاً أرفع الأكف لرب العالمين أن يتغمده برحمته في عليين وأن يُبارك في زريته وفي أهله أجمعين… آمين.

الفاتحة

—————————————————————

[1] سورة إبراهيم الآية رقم (7)

[2] سورة الحجرات الآية رقم (13)