كلمة الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الامة القومي وإمام أنصار الله في الإحتفال بعيد الأم وتكريم أمهات الشهداء بالجزيرة أبا

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة الحبيب الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي في الاحتفال بعيد الام وتكريم أمهات الشهداء بالجزيرة أبا

الجمعة 25 مارس 2016م

الحمد لله الوالي الكريم والصلاة علي حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه مع التسليم..

أخواني وأخواتي؛ أبنائي وبناتي .. أحبابي..

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،

أشارك معكم في هذه المناسبة العظيمة.

لا توجد بقعة في السودان بحجم الجزيرة أبا، محملة بالمعاني الدينية والوطنية كالجزيرة أبا.

إنها وأهلها وقفوا مع الدعوة المهدية في بدايتها وقدموا التضحيات حتى النصر.

إنها وأهلها اشتركوا مع الإمام عبد الرحمن حتى عمروها فصارت رائدة التنمية الزراعية والصناعية الحديثة مع الإمام.

إنها وأهلها وقفوا مع الامام عبد الرحمن حتى حققوا استقلال البلاد.

إنها وأهلها قدموا أنموذجاً للوحدة في أطار التنوع؛ قدموا مجتمع المدينة الفاضلة في تاريخ السودان. وهي وأهلها وقفوا معنا في معركة التصدي للطغاة والانتصار للإسلام الصحوي وللديمقراطية.

وهي وأهلها دعموا مواقفنا الصامدة في وجه الطغاة؛ وما زالوا حتي نطهر الاسلام من التشويش وحتي نحرر الوطن من الطغيان.

إنها وأهلها دعموا مواقف الإمامين الصديق والهادي وصاروا لنا أهل أرواح لا أرحام.

لذلك عندما قدم لي السيد جعفر نميري رحمه الله ملفاً بإعادة كل أملاك الإمام عبد الرحمن لورثته قلت له: إن معنا في هذه الورثة شركاء ينبغي أن تسجل الجزيرة أبا في هذا الإرث لسكانها وأن يخصص مجمع بيت الإمام المهدي للأنصار؛ وافق على هذا الطلب، واصدر به قراراً، ودعوت ورثة الإمام عبد الرحمن لإجتماع في بيت المهدي. ووافقوا كذلك على هذا الرأي.

النظام الحاكم الآن أراد أن يشوه هذه المنظومة الاخوية الودية الاختيارية بقرار لا لزوم له إلا المكايدة، قرار تأميم الجزيرة أبا ثم تسجيل الجزيرة لسكانها. هذا قرار غاصب وغير دستوري ولا لزوم له:

فإذا كان القطيع كله لك بالرضا لماذا تصطاده لولا المكايدة؟

أحييكم جميعاً في مناسبة عيد الأم وفي ذكرى شهداء الجزيرة ابا الذين كانت دماؤهم القسط الأول في المسيرة التي انتهت بالإطاحة بنظام الاحتلال المايوي، الاحتلال لإرادة الشعب، التي تمكن الشعب السوداني بعدها من تحقيق حريته بانتفاضة رجب/ ابريل.

وأهدي تحية خاصة للنساء اللائي ترملن، وللبنين والبنات الذين تيتموا، عندما أعتدة الاحتلال المايوي الغاصب الغاشم مع من سانده من الظلمة على أهل الجزيرة أبا ومن شاركهم من الأنصار والمواطنين. رحم الله الشهداء رحمة واسعة وأحسن لذويهم من الأحياء وبارك في أمهاتهم وأهلهم أجمعين، وبارك في الأمهات في عيد الأم، الأم التي أراد الله لها أن تقوم بأفضل وظيفة في عالمنا.

واختم حديثي هذا بأن أقول لكم:

إن القافلة إن شاء الله سائرة وهدفها الأعظم بالنسبة للسودان هو نظام جديد يحقق للبلاد السلام العادل الشامل وللحكم الحريات وحقوق الإنسان، النظام الذي يقوم علي المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون ويقضي علي الفساد الذي إستشري وعم البلاد، ويحقق العدل الاجتماعي مبيداً ان شاء الله للفقر وللعطالة.

والقافلة سائرة حتي تحقق دعوتنا مكانتها في مسيرة الصحوة الإسلامية التي توفق بين الإسلام والدولة المدنية الجامعة لكل مواطنيها بحرياتهم الدينية والمدنية، وتوفق بين أطراف أمتنا من سنة وشيعة في وحدة أهل القبلة، وتحقق تعاملاً مع الاسرة الدولية يقوم علي أساس (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[1].

تتجنب هذه العلاقات التبعية والعداء، فنحن أخوة إيمانيون بيننا وبين أصحاب الأديان الأخرى، ونحن أخوة في الإنسانية مع الآخرين، هذا ما أقوله. وأقول بصورة واضحة وموجزة إن دعوتنا تقوم علي الجهاد من باب (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)[2] مع تنوع أساليب الجهاد.

وتقوم علي الاجتهاد من باب (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)[3] كما جاء في حديث الإمام المهدي عليه السلام ” لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال” .

دعوة جهاد وإجتهاد لا مكان فيها للقاعدين ولا للخاملين.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،،

————————————————————————————————

[1] سورة الممتحنة الآية رقم (8)

[2] سورة الحج الآية رقم (78)

[3] سورة محمد الآية رقم (24)