ليس دفاعاً عن الإمام

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم
الجريدة الأحد 23 أبريل 2017 العدد 2090 الصفحة رقم 10

 

 

 

جاء في جريدة الجريدة الغراء في باب بلا أقنعة للكاتب زاهر بخيت الفكي بتاريخ ۳/٤/۲۰۱۷م تحت عنوان الجزيرة اليباس، شلعوها الكيزان رداً على ما جاء من هذا الكاتب وتهكمه على الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي بهذه الصورة التي لا تليق بكاتب يكتب في جريدة مرموقة لها قرائها الشرفاء الأحرار، ومن غير وعي منه في تناول زيارة وفد تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل للحبيب الإمام وسخريته من الوعود التي قطعها الإمام لوفد التحالف من إعداد كتاب لفضح التدمير والخراب الذي أصاب المشروع وورشة لمستقبل المشروع بالإضافة لتكوين هيئة دفاع من محامين مع القوى السياسية
الأخرى للدفاع عن الأرض في الجزيرة وفى السودان عامة.

دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التنفيذية لنادي مادريد للحكماء والرؤساء المنتخبين ديمقراطياً والمفكر السياسي والإسلامي

 

 

 

أقول للأستاذ زاهر أولاً: إن وفد التحالف لم يذهب للإمام ليضع الحلول الآنية للخراب والدمار الذي أصاب مشروع الجزيرة من تشليع الكيزان له كما تزعم أنت، وإنما لدعم التحالف في طرحه وحلوله، والتحالف يعلم جيداً أن الإمام ليس له سلطة تنفيذية حتى يصدر القرارات ويأمر بتنفيذها فوراً ولأن حزب الأمة له قاعدة جماهيرية كبيرة جداً وسط المزارعين بالمشروع.
ثانياً: إن الإمام بوعده للتحالف بإعداد كتاب يفضح الخراب والدمار بالمشروع سيسهم كثيراً جداً في العمل الجماهيري السلمي لمقاومة الهجمة الشرسة من النظام على المشروع والاستيلاء على أرض المشروع.
ثالثاً: أما بوعده بتكوين هيئة دفاع من محامين مع القوى السياسية وبالتعاون مع محاميي التحالف سيسهم أيضاً في رفع القضايا القانونية إلى الأمام بصورة أكبر خاصة التحالف قد رفع دعوى قضائية لدى المحكمة الدستورية بخصوص حل جسم اتحاد المزارعين بالمشروع وتكوين جمعيات الإنتاج الزراعي والحيواني بدلاً عنه.
رابعاً: أما عن سؤالنا لأنفسنا ماذا فعل الإمام للمشروع عندما كان رئيساً لحكومة السودان في الفترتين الأولى والثانية من ( ٦٥ إلى ٦۹ ) ومن ( ۸٦ إلى ۱۹۸۹ م) أقول لك إن الإمام لم يأتِ إلى الحكم عن طريق دبابة وإنما جاء بطريقة ديمقراطية حضارية سليمة عن طريق الاقتراع الحر وإرادة شعبية حرة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لم يحكم بقانون القوة كما فعل الكيزان وإنما حكم بقوة القانون وفق دستور ديمقراطي حر كفل الحريات العامة وحرية العمل النقابي، وحرية الصحافة  والتعبير وكان يرعى دولة رعاية اجتماعية تمتع بها كل أهل السودان وفي عهده الأول ( ٦٥ إلى ۱۹٦۹ م) قامت مؤسسات المزارعين التعاونية مثل مطاحن كبرو وغيرها من المؤسسات التعاونية الأخرى، وأما في الفترة الثانية من ( ۸٦ وحتى ۱۹۸۹ م) بدأ تحديث مشروع الجزيرة بإنشاء شبكة مواصلات لا سلكية تعمل بالطاقة الشمسية الذي أصابها في عهد نميري
وهي أكبر مساعد للعملية الإنتاجية بالمشروع، ولم تكن موجودة في السودان كله حتى العاصمة الخرطوم، وفى نفس الوقت حافظ على المشروع بهيئته التى وجدها عليه ، لم يتم تفكيك منشآت الري ولم تخرب بنياته التحتية ولم تحل مؤسساته التنظيمية ولم تغير أطره الإدارية ولم تصف وحداته الخدمية ولم تضيع نظمه الإنتاجية ولم تشرد كوادره الفنية والهندسية والإدارية كما (فعل الكيزان) هذا على أقل تقدير.
خامساً: أما قولك عن التحالف المزعوم، التحالف ليس مزعوماً كما تزعم انت، وإنما واقع يعيشه المزارعون بالمشروع، وله حضوره الواضح وسط المزارعين والمواطنين وتبصيره لهم بقضيتهم العادلة رافعاً صوته عالياً، وظل مرابطاً وقابضاً على جمر القضية ما خار عزمه ولا لانت له قناة طيلة هذه الفترة وله إسهامات كثيرة لا يسمح المجال لذكرها حتى أصبح له قاعدة
جماهيرية كبيرة جداً، ويكفي أنه عقد خمسة مؤتمرات قاعدية وآخرها مؤتمر طيبة الشيخ عبدالباقي في أكتوبر ۲۰۰۹ م تحت رعاية شيخ عبدلله أزرق طيبة الذي أمه الآلاف من المزارعين بالإضافة لرؤساء وزعماء كل الأحزاب السياسية بالسودان آنذاك ما عدا حزب المؤتمر الوطني وكان حدثاً تاريخياً لم يشهده المشروع منذ إنشائه وغطته معظم وسائل الإعلام مقروءة ومرئية وهذا يؤكد جهلك تماماً بالتحالف وبتاريخ المشروع. وما يوم الأرض ببعيد الذى عقده التحالف بطيبة الشيخ القرشي متزامناً مع ثورة ۲۱ أكتوبر والذى أمه الآلاف من المزارعين ووقعوا على وثيقة الدفاع عن الأرض أخ زاهر (ولا تبخسوا أناس اشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) (الشعراء ۱۸۳ ) أم إن فاقد الشيء لا يعطيه.
.( ولله من وراء القصد (ولله المستعان على ما تصفون) (يوسف ۱۸

فاروق البدوي الحسن
سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل