مرافعة عدالية لصالح نورا

الإمام الصادق المهدي
الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

مرافعة عدالية لصالح نورا
13/5/2018م

حكمت المحكمة على بنتا نورا حسين بالإعدام لقتل من زوجت له بالإكراه رحمه الله الذي وسعت رحمته كل شيء.
لا أعرف نورا ولا أسرتها ولا القتيل، ولكن تجمعني بهم جميعاً عقيدة الإسلام وإخاء المواطنة، وعندما علمت تفاصيل المأساة هزتني حتى النخاع، ولم أطق الصمت على الإدلاء برأيي في الأمر، فكل من سكت عن الحق شيطان أخرس.
أولاً: أعتب على أسرتها – سيما والدها- الزج بها في زواج إكراه دلت التجارب أنه مصحوب بالمآسي، وعندما وقعت المأساة لم يعطفوا عليها ولم يقدروا دورهم فيها.
ثانياً: عقد الزواج دون رضا المعقود عليها باطل، فالمرأة تملك المال والعقار وملكها لذمتها من باب أولى والقرآن نسب إليها النكاح في قوله (فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ) . وقوله (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ) .
ثالثاً: زواج من لم تبلغ سن الرشد لا يجوز، والسماح به في قانون الأحوال الشخصية الحالي خطأ. فالبنت في سن العاشرة لم تبلغ سن الرشد وفي كتاب الله: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ) . السن المعقولة لبلوغ الرشد 18 عاماً والقياس على زواج السيدة عائشة رضى الله عنها في التاسعة قد قدمت حججاً تؤكد أن سنها كانت 18 لا تسعاً كما في بعض المراجع.
رابعاً: قانون الأحوال الشخصية الحالي يعرف الاغتصاب بأنه: المواقعة دون رضا، هذا ينبغي أن يفهم فهماً عاماً منعاً للإكراه. صحيح ورد حديث أنه “إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ” . إن صح هذا الحديث فهي عقوبة غيبية، وأي معاشرة هذه التي تتناقض مع مقاصد الزواج في الشريعة: (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةًۚ) . منع الإكراه من دواعي كرامة الإنسان رجلاً كان أو امرأة.
خامساً: معاشرة نورا في المرتين الأولى والثانية بالصورة الجبرية المحكية مثيرة للغضب، ومستفزة، وباعثة للتصرفات الانفعالية.. حالة يعرفها المشرعون وتؤخذ في الحسبان في إصدار الأحكام. فإن كانت أخطأت بقتله فإن هذه الظروف تشكل شبهات تدرأ عنها الحد.
سادساً: أناشد أهل نورا لا سيما والدها العطف عليها، وأحيي المحامين الحقانيين الذين تصدوا للدفاع عنها وأناشد غيرهم الانضمام لمناصرتها، وأناشد محكمة الاستئناف نقض الحكم بإعدامها، وأناشد أولياء الدم التكرم بالعفو (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِۚ) وأضرع لله سبحانه وتعالى اللطف بها فقد مرت وما زالت تمر بظروف قاسية، ربنا الطف بها فإنها فقيرة إلى رحمتك.

الصادق المهدي