مقارنات خفيفة بين البارحة واليوم

الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار المنتخب ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين
الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار المنتخب ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين

في فجر الثلاثين من حزيران 1989م عزفت الموسيقى العسكرية في أم درمان معلنة وقوع إنقلاب عسكري جاء في بيانه الأول أنه “ثورة الإنقاذ الوطني”.

بذا، يكون السودان قد عاش منذ استقلاله في يناير 1956م ثلاثة نظم برلمانية ليبرالية هي:-

الأول: 1954م -1958م.

الثاني: 1964-1969م.

الثالث: 1985-1989م.

كما عاش ثلاثة نظم عسكرية هي:-

الأول: 1958-1964م.

الثاني: 1969-1985م.

 الثالث: 1989م-

والأمر الذي يسترعي الإنتباه هو أن النظم العسكرية الثلاثة تردت من أحسن إلى أسوأ :فأولها هو أفضلها وآخرها هو أسوأها بدليل أن الإنقلاب الأول وجد مباركة القوى السياسية والأساسية في بداية عهده وحقق قدرا من التنمية، أما الإنقلاب الأخير فولد معزولا تماما، وأداءه في العام الأول من عهده أداء تخبط وإخفاق

 الحبيب الإمام الصادق المهدي

من كتابه ” الديمقراطية في السودان عائدة راجحة “

*******

واليوم بعد ربع قرن من الزمان…

 ” قال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ).

 السودان اليوم يعاني فرقة فكرية واسعة، واستقطاباً سياسياً حاداً، ووضعاً اقتصادياً مزرياً وضائقة معيشية غير مسبوقة، وحالة أمنية مضطربة، وعزلة إقليمية ودولية.

 المؤشرات على سوء الحال في البلاد صادمة للمواطنين ما وصل بالمعاناة وضيق المعيشة درجة لا تطاق، لذلك لا يستغرب أن صار الوطن طارداً ففي الأشهر الستة الماضية من هذا العام هاجر من البلاد 55 ألف شخص من بينهم ألف طبيب وألف أستاذ جامعي، نزيف تواصل ويستمر. وها هي الأمطار تكشف سوء الاستعداد للموسم في مناطق الزراعة وسوء الاستعداد لها في المدن.

 الحبيب الإمام الصادق المهدي

خطبة عيد الفطر المبارك

28 يوليو 2014