نادي الإعترافات مع الإمام الصادق المهدي

نادي الإعترافات مع الإمام الصادق المهدي

 

 

نادي الإعترافات مع الإمام الصادق المهدي

برنامج نادي الإعترافات

تقديم الأستاذ عادل سيد أحمد

ضيف الحلقة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان.

تاريخ البث السبت 25 فبراير 2017

قناة أمدرمان الفضائية

كُتب من تسجيل فيديو للحلقة

الأستاذ عادل: المشاهدون الكرام حبابكم وإن شاء الله دائماً سالمين وتامين ولامين. عدنا لنلتقيكم مجدداً عبر برنامجكم نادي الإعترافات، ويسرنا جداً أن ننطلق في هذه المرحلة الجديدة من عودة قناة أمدرمان في لقاءٍ مع شخصية سياسية وفكرية كبيرة جداً في السودان، وهو السيد الإمام، أو الإمام السيد الصادق المهدي قائد الأنصار وزعيم حزب الأمة والرجل السياسي الكبير المعروف، ظل في الساحة السياسية يناطح ويناقش ويتداول من أجل الديمقراطية والحريات العامة في السودان، في ترحاله وفي عودته وفي إقامته يفتح بيته الذي نجلس فيه الآن في حلقةٍ خارجية لنادي الإعترافات. نأمل أن تكون حلقة مفيدة ومفعمة بالجديد وبالمعلومات الهامة التي تخدم القضية العامة في السودان. مرحباً بك السيد الإمام الصادق المهدي.

الحبيب الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم. أنا ارحب كذلك بهذا البرنامج العادل، وأقول كذلك، أهنئ الفضائية على عودتها من جديد. وستجدني مستعداً إن شاء الله للإجابة على أية أسئلة تطرحها.

الأستاذ عادل: نكون صريحين واضحين، للآخر

الحبيب الإمام: إذا تباينتم ما تدافنتم.

الأستاذ عادل: نعم. نعم. السيد الإمام أنت طلعت من السودان مُغاضباً بسبب يعني، تصريحات ادليت بها تتعلق بقوات الدعم السريع. خرجت من السودان، ثم عدت. أنحنا عرفنا إنه أنت طلعت ليه، مشيت ليه لكن ما عرفنا رجعت ليه؟

الحبيب الإمام: شكراً على السؤال. أنا ما خرجتُ غاضباً. الإعتقالات بالنسبة لي رأس مال سياسي، ولكن خرجتُ قاصداً. الفكرة كانت أن الحوار في الخارج كان يدور حول قضايا مختلفة فيها اعطاء مشروعية لاطاحة النظام بالقوة، واعطاء مشروعية لتقرير المصير للمناطق المُهمشة. وكنا نحاور لكى نتفق على خيار آخر. وبداء أن هذا الخيار الآخر ممكن، وهو أن يكون تغيير النظام عبر وسائل سلمية، سواءٌ حوار أو إنتفاضة وأن يكون الرد على مطالب ومظالم المناطق المُهمشة سودان عريض عادل، لا تقرير مصير. وعندما لاحت هذه الفرصة ذهبنا لكى نغتنمها واتفقنا على إعلان باريس ثم نداء السودان. أما، هناك قضايا اخرى، أنا رئيس منتدى الوسطية العالمي، عندنا الآن قضايا مختلفة في الساحة نُريد أن ندخل فيها بالتوفيق. أنا قيادي بنادي مادريد، وهو يمثل 111 رأس دولة سابق، كان مُنتخباً، اُريد أن نتفق على تشخيص موضوعي لمسألة الإرهاب والتطرف، ولاحت الفرصة في أن نحقق في هذه المسائل أهدافنا، ولذلك كان الخروج لتحقيق هذه الأهداف. العودة… عندما تمت هذه الأشياء كتبت للإخوة في الداخل أنني الآن مُستعد أن أعود فإستعدوا لذلك، فإستعدوا. وأنا لست عائداً لأننا إتفقنا مع النظام، ولستُ عائداً لأننا إختلفنا مع الآخرين وإنما بإرادة الآخرين وتصميم منهم وموافقة، النظام لم يُبدي اعتراضاً، صحي لم نتفق على شئ ولكنه لم يُبدي اعتراضاً، وعلى أى حال إذا كان مُعترضاً فبيده أن يفعل ما يشاء. ولكن هذه هى الأمور ولقد عُدت بفكرة أساسية، وهى أننا لابد أن نُعطي أولوية الآن لإحتواء الفتنة القبلية، لأن هذا الموضوع الآن حول الصراع في السودان إلى حد كبير من الطبيعة السياسية الموجودة إلى طبيعة قبلية وإثنية، وهذا كان في رأيي مُهم جداً وأولوية، كذلك لابد لي ما دُمت غائباً أن أطوف على السودان للتعرف على الأحوال في الواقع في كل المواقع المختلفة، وعُدت لكى أقوم بهذا المجهود. كذلك لكى يكون واضحاً، نحن اصدرنا تقييم مُحدد حول الحوار الداخلي، ولا شك أن هذا الحوار الداخلي قد حقق لمن شاركوا فيه أهدافاً، ولكن لا يشملُنا، وصار واضحاً أن الذي يُمكن أن يطور الموضوع في إتجاه إتفاق جامع هو أن يُلتزم بخريطة الطريق التي أيدها الجميع والتي يقف الآن مؤيداً لها الإتحاد الأفريقي، والإتحاد الأوروبي، والترويكا، وكل الجماعة. فإذا وُجدت فرصة لكى يجري الحوار الجامع هذا، الوجود داخل السودان يُساعد على إكتمال هذه الفرصة وحتى إن لم تجد فرصة فسوف نُعبئ الرأى العام السوداني لدعم أن يكون الحوار الجامع عبر خريطة الطريق التي وقعها النظام في مارس 2016، ووقعناها نحن في أغسطس 2016.

الأستاذ عادل: بس العودة، ونحن نتحدث حول محور العودة. هل ارتبطت بعملٍ ما تجاه ما اُتخذ من إجراءات قانونية قبل أن تُغادر السودان، كان في إجراءات قانونية وبلاغات وهكذا تم تحريكها من بعض الجهات؟ هل تمت تسوية البلاغات دي ولا الحصل فيها شنو ولا ما عندك فكرة؟

الحبيب الإمام: لا لم تتم أى تسوية، والحقيقة أنا اُعتقلت دون سبب. قلتُ كلاماً، هذا الكلام نتيجته كانت أن يجري تحقيق، ولكن لكى اُعتقل، غيروا طبيعة ما قُلت وقالوا، ما قلته هو لإسقاط النظام بالقوة. من أين جاءوا بهذا الكلام؟ إسقاط النظام بالقوة. الذي قلته أنا طابقه كثيرون من داخل النظام، مثل والي شمال كردفان. ولذلك كانت، البلاغُ كان كيدياً ولذلك معاه الزمن.

الأستاذ عادل: ما تم نقاش حوله اصلاً ولا ما كنت متحسب يتم تحريكه؟

الحبيب الإمام: كو ما حصل.

الأستاذ عادل: طيب ننتقل لمحور آخر. في الأيام الفاتت دي الكلام كان كتير جداً، بتصريحات من سيادتك إنه في خطة للتقاعُد، من الحزب يعني. هل دة كلام سياسي ولا كلام حقيقي؟

الحبيب الإمام: إذا لم تكن السياسة مُلتزمة بالحقيقة فهى ليست سياسة، تكون حقيقةً تدليس.

الأستاذ عادل: نعم.

الحبيب الإمام: (مواصلاً) كثير من الناس يعتقدون السياسة هى مُراوغة وأكاذيب. وأنا في الحقيقة كُنت ولا زلت التزم بأن تكون السياسة أخلاقية. أنا اُفكر بصورة جادة في أنني قُمت بعملٍ كبير وبنيت مؤسسات واضحة في حزب الأمة، وهذه المؤسسات فاعلة وعاملة، ولكن كتبتُ منذ عام سراً لأجهزة الداخل، إستعدوا لأن يكون هناك ما يمكن أن نُسميه تأسيس رابع لحزب الأمة. وهذا التأسيس الرابع لحزب الأمة، كتبتُ أنا مقوماته، وقلتُ ينبغي أن نعقد ورشة لكى تُناقش هذا التأسيس الجديد الرابع لحزب الأمة بإستشراف المرحلة الجاية. علماً بأني أنا عندي مهام اُخرى عامة، فكرية، ودبلوماسية، وسياسية في الداخل وفي الخارج، وهذه المهام سوف أتفرغُ للقيام بها، بإعتبار أن مؤسسات حزب الأمة تتولى مهامها في إطار الدستور الذي سننظر فيه عبر هذه الورشة. فإذاً المسألة ما مُناورة، وما تمت الآن، تمت قبل عام. وليس لها دخل بأى نوع من المُزايدات.

الأستاذ عادل: بس لكن دايماً الناس في الحالات الزى دي بتفكر في البديل يعني. البديل الذي يملأ هذا الكرسي. حسب ترشيحك الشخصي، رأيك الشخصي، ميلك الشخصي لإنو من المؤهل يجلس على هذا الكرسي؟

الحبيب الإمام: إذا لم يكن هناك مؤهلون، يكون هذا بعضُ فشلي. أنا أعتقد أن هناك مؤهلون في داخل حزب الأمة وفي داخل بيتي. وهؤلاءِ جميعاً أنا شجعتهم أن يكونوا مستعدين، مُش الآن، منذ مُدة طويلة، في أن اُعطيهم مسؤليات في داخل السودان وفي خارج السودان. أنا اعتقد أن هناك أشخاص كثيرون. أنا عندما دخلت العمل السياسي كان كثيرون يرون أن هذا غير ممكن، وأنا غير مؤهل لأني كنتُ في العشرينات من عُمري. وقيل أو قال كثيرون، أن فُلان هذا لا يمكن أن يكون رئيساً لحزب الأمة…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) ورئيس وزراء.

الحبيب الإمام: (مُواصلاً) في الأول رئيساً لحزب الأمة…

الأستاذ عادل: وبعد داك رئيس وزراء.

الحبيب الإمام: وبعدين رئيس وزراء… ولذلك أنا اعتقد، كما هو معلوم…

قد يوجد الحلمُ في الشبان والشيب [1]

كذلك فيما يتعلق بكل الأمور… يعني زى ما قال الشاعر العراقي:

سني بروحي لا بعد سنينِ *** فلأسخرن غداً من التسعينِ

عمري إلى السبعينِ يركُض مُسرعاً *** والروحُ ثابتة على العشرينِ [2]

العشرين الزمان… على كل حال…

الأستاذ عادل: فعلة نسبية… دلوقت ممكن تقول العشرين الزمان… حصل جدل في الحتة دي كثير جداً، رجعتني للتاريخ إنت كدة. حصل جدل حول إنه الصادق المهدي في الوقت داك ما كمل الثلاثين حتى يكون مؤهل بالقانون والدستور لرئاسة الوزراء.

الحبيب الإمام: أنا اصلاً ما دخلت رئاسة الوزارة إلا بعد أن دخلت البرلمان. ولا يمكن أن أدخل البرلمان إلا بعد ذلك، ولذلك أنا دخلتُ البرلمان بعد أن بلغت… في ناس قالوا أنا زورت أو أنا غيرت موعد ميلادي… ابداً. كان في بعض الناس يرون أن ندخل الوزارة، وزارة السيد سر الختم الثانية التي عدلها بموجبها وزارته، وكنت يومئذٍ أقل من ثلاثين عام، ومشيت إعتذرت عن الدخول في أى عمل إلى أن أبلُغ الثلاثين…

الأستاذ عادل: السن القانونية.

الحبيب الإمام: (مُواصلاً) وطبعاً بعد ذلك كما اظُنك تعلم، عندما وُضع الدستور الدائم الذي كان ستُجرى إنتخابات بموجبه، هذا الدستور الذي اطاح به إنقلاب مايو…

الأستاذ عادل: 69.

الحبيب الإمام: (مُواصلاً) كان فيه مؤامرة، وهو رفع السن من ثلاثين لأربعين لعزلي. وقد كان فعلاً. ولذلك طبعاً هذا الدستور اُطيح به، ولكن جُزء مما كان في هذا الدستور كان عزلي من أن اُرشح في إنتخابات قد تأتي بعد …

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) التآمر كان من قِبل منو لعزلك؟

الحبيب الإمام: كل الحرس القديم.

الأستاذ عادل: كل الحرس القديم حزب أمة وغيره؟

الحبيب الإمام: كل الحرس القديم.

الأستاذ عادل: كل الحرس القديم. طيب نرجع تاني لموضوع، إتكلمت شوية عن موضوع رئاسة الحزب، ولو إنه الإشارة في كلامك واضحة، لأنه إنت ممكن تقبل أن يكون رئيس الحزب أن يكون من داخل بيت السيد الصادق المهدي.

الحبيب الإمام: لا يمكن أن يكون، أن تكون عضوية في منزلي عائقاً لأحد أن يتولى رئاسة حزب الأمة، ولذلك نعم كل من، سيكون التنافُس مفتوحاً. بالمناسبة عندما كان النظر في من سيكون رئيس حزب الأمة في عام 1964، أُسرة المهدي جميعها في الواقع كانت لا توافق على أن يكون رئيس حزب الأمة الصادق المهدي. الحصل إنه عندما إجتمعت الجمعية العمومية للحزب، هذه الجمعية العمومية هى التي فرضت أن أكون أنا الرئيس، وقررت أن يكون هناك إنتخاب، فدخل في الإنتخاب شخصي بترشيح منهم، والسيد المرحوم محمد أحمد المحجوب. وكان الفوز كبيراً لصالحي، ودة يعني أن الأغلبية في حزب الأمة الساحقة صوتت من أجل أكون أنا رئيس حزب الأمة رغم أن هذا كان مرفوضاً من أُسرة الإمام المهدي في ذلك الوقت.

الأستاذ عادل: بس لأنه في الوقت داك إنت كنت طارح فكرة فكر إسلامي مُعتدل مُستنير ويعني أعلنت بشكل واضح إنه إبعاد القداسة من السياسة، والتوريث وإلى ما ذلك، ووقفت بشدة ضد هذه المعاني، الآن أنت مُتهم بإنه كرست للأُسرة، بدليل إنه في عدد كبير من أفراد البيت اعضاء في المكتب السياسي أو اعضاء في رئاسة حزب الأمة، دة ما تناقُد تاريخي؟

الحبيب الإمام: مافي عدد كبير. أنا عندي عشر أولاد، من ولد لبنت، الذين هم في المكتب السياسي ثلاثة، وهؤلاءِ أتوا مُنتخبون، لأنهم قدموا تضحيات. الغباء في هذا الإتهام،

أولاً: كثير من أبناء الزعامات السياسية، لأنهم قرفانين منما يعمل آبائهم صاروا لا يعملون بالسياسة أو يعملون بالسياسة مُناقضين لموقف آبائهم. يعني أنا بعتقد دة تزكية في أن أبنائي وبناتي يشعرون بأنما أفعل شئ عنده قيمة.

ثانياً: هم لم يأتوا إلينا في ظرف الغُلم، أتوا إلى هذا العمل في ظرف الغُرم، يُضربون، ويُسجنون، ويُناضلون، ويُكافحون، وتُصادر أموالهم، هم أتوا في هذا الموضوع في ظروف فيها الناس يهربون من السودان، يخرجون من السودان، يهربون من المُشاركة في العمل العام، لأن العمل العام فيه مُش دسم، فيه سُم. فجاءوا في زمن السُم. في هذا الوقت أنا في رأيي كان حقو يُقدر لهم ذلك، ولا يُؤخذ عليهم. هذا الإستعداد للتضحية من أجل الوطن.

الأستاذ عادل: في إحتمال كدة إنه رئيس حزب الأمة يكون إمرأة وارد؟

الحبيب الإمام: شوف، أنا ربيت أولادي جميعاً ذكر أو أُنثى أن يكونوا لا تمييز فيما يتعلق بالإيمانية والمواطنة بين الذكر والأنثى. هذا هو الموقف الموجود حالياً. ولذلك أكثر حزب في السودان عنده مُساهمة نسوية حزب الأمة. والآن الأمينة العامة في حزب الأمة إمرأة، وهناك نائبة رئيس إمرأة، وهناك ايضاً مواقع كثيرة في الحزب في الأقاليم المختلفة وخارج السودان، نحن عندنا الآن 73 فرع في العالم لحزب الأمة، بعض هذه الفروع تقودُها نساء. أنا اعتقد أن الحقيقة نحن الآن نُريد أن نقول بوضوح تام، الرجل والمرأة حسب الكفاءة،

قيمةُ الإنسانِ ما يُحسنُهُ *** أكثر الإنسانُ منهُ أو أقل [3]

دة المعنى ولذلك ممكن أى شئ، ولكن طبعاً حتى الآن في صراع، لأن المجتمع بثقافاته عنده تحفُظات، يعني أنا مثلاً قلت لبعض البنات الذين أعقد لهم عقد الزواج، قلتُ لهم، أنتُن أصحاب الكلام، القرار، تُباشِرن العقد أو توكِلن، كثير منهُن قُلن لا، لا نُريد أن نُباشر العقد، لأسباب مُتعلقة بالثقافة الموجودة. لكن على أى حال الموقف هو من حيثُ المبدأ، لا في دستور حزب الأمة ولا في تجربتي ولا مُمارستي هناك مانع أن يتقدم الصفوف رجال على نساء على أساس كفائتهم وعلى أساس إنتخابهم.

الأستاذ عادل: نعم. طيب إذاً نحن كدة أوفينا موضوع الرئاسة حقه. موضوع الإمامة، هل وارد بأى صيغة من الصياغ، إنه الإمامة تنتقل إلى آخر في ظل وجودك يعني؟

الحبيب الإمام: أنا كتبتُ هذا ويجب أن يُقراء، أنا كتبتُ عن فقه الإمامة، وقُلت أن فقه الإمامة نحن لا نتحدث عن الإمامة العامة، ولا نتحدث عن هذه المعاني، وإنما الإمامة في تقديرنا هذا هى رئاسة مجموعة ويحكُمُها ما قاله الإمام المهدي عليه السلام، وهو كما قال، من تقلد يقلائد الدين ومالت إليه قلوب المسلمين. القضية أنا عندما طُرحت فكرة الإمامة، في الواقع طُرحت في وقت كان النظام يُريد أن يتآمر ضد الأنصار بإختياره من يختاره النظام مُش الأنصار. وأنا كنتُ اُريدُ تأجيل هذا الكلام، ولكن تياراً قوياً وسط الأنصار فكر أن يسُد هذه الخانة حتى لا تكونُ مجالاً لهذا التآمُر، لذبك أصروا وقرروا بإجماعهم أن أكون الإمام. أنا الآن أُفكر في أن نتحدث عن مُستقبل هذه المؤسسة، ودة سيقرره مؤتمر عام لهيئة شئون الأنصار، وهم الذين يؤكدون ويفعلون ذلك، لأني أنا اعتقد أن مسألة مناصب تستمر من المهد للحد خطأ. لابُد أن تكون هناك مُراجعات أساسية لمُراعاة المُستجدات. خُصوصاً وأنا عندي الآن مجالات أعمل فيها في الملف الإسلامي نفسه عالمياً، وأُريد أن يحدُث هذا.

الأستاذ عادل: هل دة معناه بشكل صريح إنه الإمامة تنتقل بوجودك يعني؟

الحبيب الإمام: طبعاً ممكن نعم.

الأستاذ عادل: ممكن تنتقل، يعني من ناحية فكرية وعقائدية وكذا ممكن تنتقل. طيب نمشي لحاجة ثانية ونخُش شوية في السياسة بشكل أكبر. هل في أى إتصالات بينك وبين المؤتمر الوطني خاصةً بعد العودة وفي ظل الحوار الماشي، في بعض الوفود من شخصيات رفيعة في المؤتمر الوطني جوك في القاهرة وجوك الآن هنا، الأمور وصلت لوين؟

الحبيب الإمام: حتى الآن لا يوجد حوار سياسي، ولكن حصلت مُجاملات. أُرسل لي شخص كبير في المؤتمر الوطني لمُقابلتي في المطار مُجاملتاً، زارني كثير من الزعماء وكوادر المؤتمر الوطني للتحية والمُجاملة، ولكن لا يوجد فيما حدث من اتصالات حتى الآن أى حوار سياسي لأننا قُلنا وما زلنا نقول الحوار السياسي الممكن هو الذي ينطلق من أجندة خريطة الطريق، ولكن طبعاً السودان عنده شخصية إجتماعية مُختلفة، وهو وجود فُرصة كبيرة جداً في التلاقي عبر الأنشطة الإجتماعية. وأنا حتى الآن إلتقيت قيادات في المؤتمر الوطني في حوالي خمسة مُناسبات إجتماعية، ولكن مُناسبات إجتماعية وليست سياسية.

الأستاذ عادل: بس ما إلتقيت الرئيس لسة؟

الحبيب الإمام: لا. إلا في الإطار الإجتماعي.

الأستاذ عادل: في الإطار الإجتماعي. طيب أنحنا حنواصل ولكن بعد أن نخرج إلى فاصل.

الأستاذ عادل: المُشاهدون الكرام مرحباً بكم مرةً أُخرى، نواصل في حوارنا مع السيد الصادق المهدي، نحن توقفنا عند محطة سياسية تتعلق بالحوار مع المؤتمر الوطني، ننتقل إلى محطة سياسية أُخرى. كيف تسير الأمور بينك وبين السيد مبارك الفاضل؟

الحبيب الإمام: مبارك الفاضل وكافة الذين إنحازوا للنظام بصورة أو بأُخرى، لا حوار سياسي بيننا وبينهم، بل هنالك علاقات إجتماعية. وأنا قلت واُكرر، إذا كان هناك حوار حول القضايا السياسية فليكن مع المؤتمر الوطني الذي هم ينحازون إليه وليس مع أتباعه. ولذلك هناك قاعدة، الذين إبتعدوا لسبب تنظيمي في حزب الأمة يدخل الحوار معهم للم الشمل، أما الذين إنحازوا للنظام أو للمؤتمر الوطني لا حوار سياسي معهم بل توجد المُجاملات الإجتماعية والعائلية فقط.

الأستاذ عادل: بس في بعض المحسوبين على تيار مبارك رجعوا حزب الأمة ومارسوا أنشطتهم بشكل عادي، ليه إشمعنا السيد مبارك تحديداً يعني؟

الحبيب الإمام: لا ما هو حتى الآن مُنحاز للمؤتمر الوطني، بل في الواقع يقوم ببرامج من شأنها التشويش لحزب الأمة لصالح المؤتمر الوطني.

الأستاذ عادل: نعم.

الحبيب الإمام: (مُواصلاً) الذين عادوا رفعوا أيديهم تماماً من التعامل مع النظام ومع المؤتمر الوطني ولذلك راجعوا موقفهم الأساسي، أما السيد مبارك فما زال هو الآن يُبشر بأجندة المؤتمر الوطني، وقد وقع على وثيقة الحوار الداخلي بإعتباره مُلتزماً بها، وهذا يعني أنه إختار طريقاً مُختلفاً عن طريق حزب الأمة.

الأستاذ عادل: بس هو بيتحاور بإسم حزب الأمة القومي.

الحبيب الإمام: لا ما بيتحاور بإسم حزب الأمة القومي، بالعكس هو بيتحاور بإسم حزب الأمة، القومي دة صفة أُخرى، ولذلك نشأ النزاع بينه وبين السيد الصادق الهادي لأنهم تنافسا حول هذا الإسم الذي وقع بإسمه هما بالوثيقة. ولكن كان واضحاً أنه لم يمثل… حزب الأمة يا أخي مؤسسة معروفة وبأجهزتها ومُسجلة، لا يستطيع أحد أن يلعب بهذا الإسم، وإذا فعل، المُسائلة.

الأستاذ عادل: طيب، بالنسبة للحلفاء في الخارج، قطاع الشمال، فصائل دارفور، ألا تعتقد إنه يعني، إذا قُدر وجاءت هذه الفصائل أو بفوهة، بالبندقية يعني، ما بتفتكر إنه إنت حتكون من أبرز ضحايا هذا النظام الجديد، لأنه يعني حرب أهلية ومُواجهات وإلى ما ذلك؟

الحبيب الإمام: نحن إتفقنا أن البندقية ليست السُلم للسُلطة. إتفقنا على أن البُندقية التي عندهم الآن يستخدمونها دفاعياً وليس لتحقيق أهداف سياسية. دة المعنى الذي تبناه إعلان باريس ثم نداء السودان. ولذلك أنا أقول، ومش هم وحدهم، يا أخي الجسم السياسي السوداني، الجسم الإجتماعي السوداني الآن، فيه أكثر من تكوين مُسلح، بمفاهيم قبلية وبمفاهيم جهوية وبمفاهيم إثنية، وهكذا. هذا جزء من التشويه في الجسم السياسي السوداني الذي أحدثه هذا النظام، لأنه إستخدم الورقة الإثنية في الصراع في دارفور، والنتيجة لهذا صار الآن في دارفور ما لا يقل عن 6 ميليون قطعة سلاح، ومُش سلاح روينتون، أسلحة حديثة، فيها الأوتوماتيكي، وفيها المُركب على سيارات، وإلى آخره. الوضع في السودان من حيثُ وجود أسلحة في أيدي جماعات مُختلفة في السودان أساسي جداً ومُشكلة قومية. وفي رأيي هذا جزء مُهم جداً من الخطر على الأمن القومي السوداني، أن هناك فصائل كثيرة في السودان لا تقل عن 50 عندها أسلحة وعندها تكوينات وعندها تركيبات، ولابُد أن يُخاطب هذا لكى يستعد السودان لممارسة ديمقراطية سلمية.

الأستاذ عادل: طيب نمشي للخاص، يعني ننتقل للخاص والخاص جداً يعني، أنت الآن وإن شاء الله عُمرك طويل يعني، تجاوزت الثمانين عاماً وناس في السن دي عادتاً يعني بيعانوا من بعض المشاكل الصحية، هل في مشاكل صحية ولا مافي؟

الحبيب الإمام: ما يعانوا. ذى ما قال:

إن الثمانينَ وبُلِغتَها *** قد أحوجَت سَمعي إلى تَرجُمان [4]

أنا الثمانين ما أحوجت سمعي إلى ترجُمان. وأنا دايماً بقول الكلام عن العجوز دة مُش سِن، العجوز من العجز، ممكن تكون عمرك عشرين سنة وعجوز لأنك عاجز، وهكذا، وممكن تكون أكثر من ذلك. أنا داير وبقول، الشباب صفات مُش فئة عُمرية، صفات: حماسة، والمُثالية، وسِعة الأمل. دي الشئ البيوصف الشباب.من تحلى بهذا الباب مهما كان عُمره، وكذلك من كان عاجزاً، عجوز حتى وإن كان سنه صغيراً. المسألة نحنا مُش ذى البهائم، عُمرها سنة معناها كدة، عُمرها سنتين معناها كدة، الإنسان مُختلف يعني…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) مافي شوية مشاكل كدة صحية؟ سُكري مثلاً…

الحبيب الإمام: الحمد لله، مهما إجتهد الطُغاة أن أُفاجأ…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) أوعى نكون نحنا منهم حسة؟

الحبيب الإمام: (مُواصلاً) أن أُفاجأ، وأن أُعزل، وأن أُهدد، أنا كم مرة يُقال سنُحاكم فُلان وسنُعدم فُلان، وسنُصادر فُلان، دي كان مفروض لولا عنايةُ الله، لولا ذلك كان مفروض تعمل لي سُكري، وضغط، وقُرحة، والحمد لله ما عندي لا سُكري لا ضغط لا قُرحة.

الأستاذ عادل: بس المشاكل الصحية الظهرت في الحلق دي شنو؟ في غموض حولها كدة ما واضحة.

الحبيب الإمام: زُكام، أنا عندي زُكام.

الأستاذ عادل: يعني إنت صرحت إنه كان في حاجة والدكتور قال ليك، وإتعالجت براها.

الحبيب الإمام: لا لا لا هى هنا غُدة، غُدة هنا. قالوا دي الغُدة اللُعابية. والحمدُ لله بعناية الله، جاءت وغادرتنا مشكورة.

الأستاذ عادل: بعدما عملت الفحوصات وإطئنيت إنه ما حاجة مُزعجة.

الحبيب الإمام: نعم. نعم على كل حال. أنا والحمد لله لا أشكو وأشكُره، وأقول قد حصل إجتهاد كبير لأن تُدمر صحتي، وحصل إجتهاد كبير ايضاً أن اُغتال معنوياً بكل الوسائل. المُحاولات لإغتيالي معنوياً في رأيي جاءت بنتائج عكسية لأنه أورثتني الآن محبة غير معهودة. غير معهودة أنا أقول لك.

الأستاذ عادل: إنت شخصية… ذى شنو يعني؟

الحبيب الإمام: كل الوسائل، إنه أنا عندي إنحرافات، أنا عندي كذا وكذا، في عهد النظام المايوي وفي عهد هذا النظام. في لجان مُتخصصة لتدميري وطبعاً كذلك إفقاري حتى أكون عاجزاً مالياً. اعتقد أن هذا كله لم يؤتي لهم بنتائج إجابية، وفي رأيي كلُ المُحاولات لإغتيالي شخصياً أتت بنتائج عكسية، وأنا أشعُر الآن بصورة غير مسبوقة بمحبة غير مسبوقة، لعلها رد من الشعب السوداني لهذه التغُولات، وكذلك فيما يتعلق بقدراتي، الحمد لله حتى الآن ما أُصيبت واعتقد أن هذا من عناية الله لأنه  (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ ). [5]

الأستاذ عادل: وبتعمل رياضة وبتعمل حسابك في الأكل وكذا؟

الحبيب الإمام: جداً. ما أنا بعتقد ودايماً بقول، أنا كتبت في هذا الموضوع، الرياضة ليست لعباً. أنا بعتقد، لك ولي، وللجميع، لابُد أن يلتزم الإنسان بسلوك مُعين. قال لي واحد، يعني شنو هى الأشياء؟، وأنا قلت ليه في أشياء معنوية وفي أشياء حسية.

أما المعنوية: الإنسان يؤمن. ويُحِب، ويكون علاقته مع الآخرين محبة. ولا يغضب. ولا يحقد. ولا يحسد. دي الأشياء البتدمر الإنسان نفسياً.

أما الأشياء الحسية: يُراعي وزنه. ويُراعي الرياضة. ويفطُر، أهم وجبة الفطور. وينام 6 ساعات في اليوم. وأن يُمارس الرياضة.

أنا اعتقد أن هناك وسائل ممكن الإنسان أن يُحافظ بها، لأنه جسمك دة وديعة عندك، وأنت إذا إستطعت أن تتعامل معه بضوابط مُعينة تكون النتيجة لصالحك والعكس صحيح. عشان كدة أنا قاعد أقول، في ناس بيقولوا العقل السليم في الجسم السليم، أنا أقول الجسم السليم في العقل السليم، لأنه بعقلك أنت تظبط تحرُكات جسمك. وعشان كدة أنا بعتقد هذه المسائل واردة لكل الناس.

الأستاذ عادل: طيب في سؤال أكثر خصوصية، ما اعتقد سُئلت عنه قبل كدة، يعني بتلبس طوالي الطاقية والعِمة، بعض الناس بتفتكر إنه صحي دة مظهر، مظهر سوداني قومي عنده بُعد تاريخي، لكن بعض الناس بتفتكر إنه السيد الصادق المهدي عايز يخفي مافي شعر.

الحبيب الإمام: لا، يعني أنا ما عندي صلعة ذي كثير من الناس بالقدر دة، لكن دة ما السبب. السبب أنه الإمام المهدي عنده توجيه قال، شعر الرأس عورة. شعر الرأس عورة، مُش للسيدة فقط، للسيدة وللسيد. يعني هنا الموضوع هو تعميم. إنت عارف إنه برضو الإمام المهدي عنده تعميم، أنه قال، مسألة الذهب، الذهب كثير من الفقهاء بيعتقدوا أنه يعني لا مانع للمرأة تلبس الذهب، هو قال، لا المرأة لا الرجل، الذهب دة يُرفض في الزينة. فإذاً هناك أشياء فيها معاني من هذا النوع. قال هو، شعر الرأس عورة.

الأستاذ عادل: وإنت مُلتزم بهذا الجانب عشان كدة.

الحبيب الإمام: نعم.

الأستاذ عادل: اليومين دي في حديث وجدل واسع حول التعديلات الدستورية والقانونية المتوقعة في موضوع ولاية المرأة وفي موضوع حُرية العقيدة. بعض الناس وكثير جداً من الناس، هيئة علماء السودان، مجمع الفقه، يتحدثون حول إنه دي مُخالفة للدين. أكيد إنت عندك رؤية واضحة في هذا الجانب؟

الحبيب الإمام: يا إبني أنا كتبت كتاب قبل 30 سنة، العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الإجتماعي الإسلامي، وفيه تطرقتُ لكل هذه الأشياء. إذا تحدثنا عن مسألة…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) الولي.

الحبيب الإمام: (مُواصلاً) المرأة. أئمة الإجتهاد الإسلامي عندهم إختلاف، ليه؟ لأنهم هم يُراعون البيئة التي هم يعملون فيها، مثلاً، الإمام مالك لأنه من بيئة المدينة، وهى بيئة أبوية، هو رأى وقرر، وهذا رأي مفهوم، أن المرأة زواجُها بولي، وإنها هى إذا لم يكن لها ولي فالزواج باطل. دة مفهوم جداً من الإمام مالك. الإمام أبو حنيفة قال غير ذلك، الإمام أبو حنيفة قال، المرأة عندها حق، عندها حق:

1 أن تمتلك وتتصرف في أملاكها، هل يجوز أن يُقال تتصرف في أملاكها ولا تتصرف في نفسها. ولذلك الولاية لها. هذا موضوع فقهي موجود. تأثير البيئة على إجتهادات المُجتهدين مفهوم. حتى أن الإمام الشافعي عندما إنتقل إلى مصر غير بعض المفاهيم في مذهبه. ولذلك هذا مفهوم. الإمام إبن القيم قال بوضوح تام، الفقيه عليه أن يحدد الواجب إجتهاداً مُش تقليداً ويُراعي الواقع إحاطتاً ثم يزاوج بينهما. إذاً هناك هذا المفهوم. إذا كان المرأة لها الحق في أن تكفُر، هى ممكن تكفُر، (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) [6] وعندها الحق تتصرف في أموالها. ليها الحق تكفُر وليها الحق تتصرف في أموالها، ما ليها الحق تتصرف في نفسها؟ هذا كلام ما مفهوم.

الأستاذ عادل: إذاً إنت بالفهم دة ممكن تكون مع حُرية العقيدة لدرجة إنه من حق الإنسان أن يؤمن أو يكفُر؟

الحبيب الإمام: طبعاً. طبعاً.

الأستاذ عادل: ولست مع حد الردة؟

الحبيب الإمام: لا موجود، مُبين في… لأنه (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ). [7] لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ. وما هو معنى الإيمان الذي يقوم على الإكراه. شوف، في الشريعة الإسلامية وفي قوانين حقوق الإنسان، كلُ شئٍ يؤسس على الإكراه باطل. كلُ شئ في أى أمر وفي أى مجال يؤسس على الإكراه، باطل.

الأستاذ عادل: طيب سيادة الإمام نجي لبرضو موضوع خاص جداً. في الأيام القادمة، أنتم تستعدون لزواج وعُرس عبد الرحمن الصادق المهدي، سؤال بتاع صحفيين شوية كدة فيه فضول، العرس دة ما تأخر؟

الحبيب الإمام: طبعاً تأخر.

الأستاذ عادل: لماذا؟

الحبيب الإمام: لقرار عبد الرحمن. أنا كل الأصغر منه من أولادي بنين وبنات تزوجوا إلى بشرى الذي هو أصغرهم، المُهم القرار في هذه الأمور برضه لا يمكن أن يقوم على الإكراه.

الأستاذ عادل: صحيح.

الحبيب الإمام: (مُواصلاً) كنتُ أنا وكلُ أصحاب عبد الرحمن، كلُ من يلتقوه، يقولون له هذا آخر عام نسمح لك بالعزوبية، وهكذا، ولكن هو الذي قرر. وفي رأيي نعم أتى متأخراً ولكن على كل حال الحمد لله أن أتى مُتأخراُ ولم ينقطع، هذا الدخول في هذه التجربة. أنا اعتقد أنه نعم القرار في هذه الأمور… وبالمناسبة أنا بالنسبة للبنين والبنات موقفي واضح جداً معهم فيما يتعلق بالزواج، أنتم تقررون من تتزوجون، بشرط، الإنسان المعني هي هذا الزواج، يكون يخاف رب العالمين ووطني وأن لا يكون قريباً لكم، لأنه في كلام واضح، صحي في أثر، ولكن في إختلاف على قيمة هذا الأثر، إغتربوا ولا تضووا، أى تزوجوا من الأغارب لا الأقارب حتى لا تأتي الزُرية ضاوية، يعني ضعيفة. وطبعاً هذا يؤيده ايضاً العلم الحديث. فحتى إن لم يكن هذا الحديث صحيحاً وصار أثر، مُجرد أثر، أنا اعتقد إنني أُؤمن به، ولذلك قلتُ للبنين والبنات، أنا لا أُقرر لكم من تتزوجون ولكن هناك مقاييس أهمها: أن الجهة التي سترتبطون بها تخاف رب العالمين، وتُراعي حُرمات الوطن، والأخلاق، وألا تكون قريبة منكم أو منكن. وبهذه الصفة في رأيي تمت الزيجات التي تمت.

الأستاذ عادل: بس إنت إتزوجت بالقاف وليس بالغين.

الحبيب الإمام: أيوة. أنا تزوجتُ حقيقةً إستجابة لرغبة والدي وجدي. وكنت أنا أُريد أن أتمرد على هذه الفكرة، وصحبتُ معي عمي أحمد في ذلك الوقت لنذهب لشخص دكتور ونخطُب بنته، وذهبنا فعلاً. الدكتور بعدما تكلمنا معاه قال لي، أين أبوك؟ فقلتُ له فيما معناه، أنا جيتك ومعاي عمي. فقال لي، ما بيكتمل الكلام إذا ما كان، أنا أُرحب بهذه…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) مؤشر قد يكون الوالد ما موافق يعني.

الحبيب الإمام: أيوة مؤكد. ما هو في ذلك الوقت كانت الأُسرة فيها يعني، توجيه وهذا التوجيه مفهوم في تلك الظروف. بل كان في ذلك الوقت زواج الكورة، يعني يجتمعوا الشباب في الأُسرة والشابات، ويُوزع على كل واحد واحدة أو على كل واحدة واحد، بصورة لا تدخُل فيها إرادتهم. دة…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) كدي تم لي موضوع الدكتور، كان very interesting، أها حصل شنو في النهاية؟

الحبيب الإمام: ما في النهاية هو قال، أنا أُرحب جداً لكن يخطُب بنتي أبوك. والموضوع بذلك…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) أُقف على كدة.

الحبيب الإمام: أيوة.

الأستاذ عادل: ما حاولت مع الوالد تاني بعد داك؟

الحبيب الإمام: لا ما أنا كان واضح لي تماماً أنه في ذلك الوقت ذى ما قلتُ لك، كانت إرادة الأُسرة غالبة على إرادة الأفراد. وفهمنا هذا وتجاوبنا معه. والحمد لله النتائج في رأيي كانت جيدة للغاية.

الأستاذ عادل: لكن دة برضو بيفسر لينا أفكارك القلتها دي والحاجات الحصلت دي، بيفسر لينا إنه من وقت لآخر بيطلع كلام حول إنه السيد الصادق المهدي حيتزوج ثاني. نحنا حنجاوب على السؤال دة ولكن بعد أن نخرُج إلى فاصل.

الأستاذ عادل: المُشاهدون الكرام طبعاً إنتو متشوقين جداً لهذا السؤال الخاص والخاص جداً حول إنه السيد الصادق المهدي له رؤى وأفكار مُتقدمة جداً في موضوع الزواج ما بين القديم الذي كان سائداً والجديد الذي يطرح نفسه الآن بقوة. دة ممكن أن نقول ما يُفسر الإشاعات التي تخرُج من هنا وهناك حول إنه السيد الصادق المهدي في حالات كثيرة جداً فكر في الزواج لا سيما بعد رحيل السيدة سارا.

الحبيب الإمام: شوف يا إبني. أولاً أنا بعامل المرأة بطريقة غير معهودة وسط الرجال. بعاملها بدرجة من الإحترام والقبول. دة سببه إحترامي لأمي. فصار هذا الإحترام لأمي مُنداحاً على كل نوعها. كثير من الناس يُلاحظون هذه المُعاملة اللطيفة يعتقدون أنها لسبب لحاجةٍ في نفسِ يعقوب، واحد. إثنين، بعض السيدات الآنسات أو النساء يعني ربما إخترن أو إخترحن أو رأينَ أن من الممكن أن أتزوج منهُن، وربما قالت هذه أو تلك كلام من هذا النوع. لكن أنا أقول لك ببساطة شديدة، هذا الموضوع يجب أن يُقيد في رأيي. القيد هو مهما كانت رغبة الرجل، يجب أن تتوقف على موافقة السيدة المعنية، أى زوجته، لابُد أن ترتبط بهذا. أنا الآن صرت أقول، من يُريد أن يتزوج بغيرٍ، بأكثر من واحدة، هذا ينبغي أن ينطلق من موافقة زوجته الحالية، والجديدة تعرف أنه مُتزوج، حتى لا يدخُل الغِش الذي يدخُل في هذا الموضوع. أنا اعتقد إن الإنسان البيتفقه في الإسلام، بيرى أنه علينا أن نعدِل بين الزوجات وكذلك هناك، (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ). [8] إذاً هنا في مُشكلة، أنا اعتقد الذي يضبط هذا الموضوع هو أن يُقال، لأنه (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). [9] تدبُر القرآن يرى أن هناك مُشكلة في مسألة التعدُد مالم تُراعى العدالة. أنا في رأيي أقل درجة للعدالة هى، يكون الزواج التاني بإذن الزوجة المعنية…

الأستاذ عادل: ومُعلن.

الحبيب الإمام: ومُعلن. طيب دة في رأيي الموقف الذي ألتزم به وأقوله. وطبعاً أنا صحيح في من يُرشحُني… أنا حتى واحد من الناس جاء، ما بعرفو أنا، كنا سايقين، جاء بعربيتو وبعدين قال لي، الصادق، كدة، الصادق أوعى يقولوا ليك كبرت، فيك عرسة. أوعى يقولوا ليك كبرت، فيك عرسة، وأنا عندي العروس. هو قال كدة. ففي الترشيحات دي. وعلى أى حال أنا…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) الفكرة بتراودك يعني بصراحة شديدة.

الحبيب الإمام: ما هي طبعاً ذى ما بقول ليك…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) دايرين شفافية.

الحبيب الإمام: لا ما هى دة موضوع أى كلام فيه لازم يكون مُرتبط بجوانب عملية، ما ممكن…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) ما حصل يعني إتشاورت مع السيدة حفية في الموضوع دة، ناقشتها مثلاً؟

الحبيب الإمام: لا ما حصل، لكن هى مرة كتبت لي خطاب في أنه إذا أردت… لأنه بالمناسبة السيدة حفية عندما كانت هناك فكرة زواج المرحومة السيدة سارا، وكان هذا وارداً، ناقشتُ هذا الموضوع معها، وهي قالت لي، وأنا بعتقد دة، دة موقف تاريخي…

الأستاذ عادل: مُتقدم.

الحبيب الإمام: أيوة. قالت لي، يا فُلان أنا مُوافقة على أن تتزوج من سارا وأنا أخطُبُها لك. أنا أخطُبُها لك.

الأستاذ عادل: إنت ما دام أخذت الإذن المُشكلة شنو يعني؟

الحبيب الإمام: لا معليش، ما هو…

الأستاذ عادل: المُوافقة دة هو الأساس.

الحبيب الإمام: ما على أى حال ما حصلت…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) ما حصل النصيب.

الحبيب الإمام: ما حصلت الأقدار. نعم.

الأستاذ عادل: نعم. برضو نختم في حتة الإجتماعيات دي بإنه زواج، خطوبة قبل الزواج، خطوبة عبد الرحمن الصادق ارتبطت بظلال سياسية إيجابية، خلت في تداخُل بين السياسة والمُجتمع، بدليل إنه أنت تابعت الموضوع، من على البُعد طبعاً، والأُسرة تحركت، والسيد رئيس الجمهورية ايضاً تحرك. هذا البُعد ألا يُشكل نوع من التوافُق الإجتماعي الذي يُمكن تطويره إلى توافُق سياسي؟

الحبيب الإمام: شوف يا إبني. المُجامع السوداني فيه توافُق إجتماعي، مع إنه مُكلف جداً لكنه قائم. وأنا اعتقد السودانييون عموماً عندهم نستطيع أن نقول إنسانيات فيها التسامُح بصورة كبيرة جداً. والعلاقات الإجتماعية في السودان أقوى علاقات إجتماعية في الدنيا.

الأستاذ عادل: صحيح.

الحبيب الإمام: وهى كعلاقات إجتماعية…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) بتمثل تماسُك المجتمع.

الحبيب الإمام: نعم. وهى، أنا اعتقد، لولا هذه العلاقات، كانت الديكتاتورية والحروب مزقت المُجتمع السوداني.

الأستاذ عادل: نعم. نعم.

الحبيب الإمام: ولذلك هذا النسيج الباقي سببه هذا التواصل الإجتماعي. أنا اعتقد أن التواصل الإجتماعي الموجود حالياً مُش شاذ. ليس شاذاً. أنا عقدتُ ثلاثة مرات لأشخاص في قِمة الصِراع السياسي، كان الأخ الرئيس وكيل للبنت أو للولد، وأنا الإتوليت العقد. ما كان في حرج في هذا الموضوع ابداً لأنه دة جزء من البروتوكول الإجتماعي السوداني.

الأستاذ عادل: بيخفف لكن حِدة المشاكل السياسية.

الحبيب الإمام: مافي شك لأنه هو دة كما قُلت لك، هو من مصدات الرياح الإجتماعية في المُجتمع السوداني، الرياح التي تُثيرُها الخلافات السياسية والحروب.

الأستاذ عادل: صحيح. واضح أنه الرئيس كان ايضاً مشغول جداً ذيك كدة وبيدفع السيد عبد الرحمن الصادق في الموضوع.

الحبيب الإمام: نعم. نعم.

الأستاذ عادل: ولو إنه فيه خصوصية، بس دة زواج شخصية عامة. في الرئيس تقدم وذهب وأنت تحدثت، شنو الحصل في الجانب دة؟

الحبيب الإمام: لا بالظبط الأُسرة ذهبت لخُطوبة السيدة مها كمال الدين، وتم هذا الإتفاق عليه، ولكن الأخ الرئيس رأى أن يُبارك هذا وذهب لنفس الأُسرة وقدم شهادة منه على عبد الرحمن وبارك هذا الإجراء. وما كان غريباً أن يحدُث هذا، كما قُلت، مهما كانت الخلافات السياسية ففي السودان البروتوكول الإجتماعي يعلو على الخلافات السياسية.

الأستاذ عادل: السؤالين الأخيرات قبل ما أختم. بإجابة واحدة خبر سعيد جداً في حياتك؟ هى كتيرة لكن في خبر واحد بيكون ماسك حجز كبير داخلك.

الحبيب الإمام: في حياتي.

الأستاذ عادل: نعم.

الحبيب الإمام: عندما حل الرئيس السابق رحمه الله الفريق إبراهيم عبود المجلس الأعلى للقوات المُسلحة والمجلس المركزي وقال، أنا أستجيبُ لرأى الشارع ومُستعد أن ألتقي مع الناس جميعاً لنُخطط مُستقبل السودان. أنا كان هذا الخبر قد أبكاني بكاءاً شديداً لما فيه من السعادة.

الأستاذ عادل: نعم وجاءت على ضوء أكتوبر، ضوء ثورة أكتوبر المجيدة 1964. طبيعي إنه الإنسان في حياته في خبر حزين، مُحزن برضو راسخ وساكن جوة الإنسان.

الحبيب الإمام: طبعاً موت الأعزاء. يعني أنا في رأيي عندي…

الأستاذ عادل: (مُقاطعاً) إنت قلت خبر سعيد الفريق إبراهيم عبود لازم في خبر حزين.

الحبيب الإمام: أيوة بل أخبار حزينة للأسف يعني، الصف، جدي، والدي، وأمي، وصلاح الدين، وعمر، وسارا، يعني هذه الأخبار كانت بالنسبة لي داوية وحزينة للغاية وأثرت في حياتي.

الأستاذ عادل: نعم. وفي ختام الحلقة دي يعني نحنا بنتمنى أن يُترجم هذا البُد الخاص المُتمثل في عُرس عبد الرحمن الصادق المهدي إلى عُرس سوداني كبير تعود بمُوجبه الحياة السياسية المفتوحة بعيد من الشد والجزب وبعيد من الخلافات السياسية، نأمل في أن نُشاهد قريباً جداً حوار وطني سوداني بأجندة مفتوحة لحلحلة وتجاوز المشاكل والخلافات السياسية الموجودة. هل أنت مُتفائل بعُرس السودان قريب جداً؟

الحبيب الإمام: نعم أنا مُتفائل لأن الأمور واصلة لدرجة لا يمكن أن تسوق أكثر من هذا. ولذك ذى ما قال إبن زريق:

فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ [10]

هذه واحدة. الثانية، مُتفائل بأن هناك رصيد تسامُحي سوداني غير معهود يمكن أن يؤثر في هذا الموقف. لهذه الأسباب يمكن لي أن أتفائل. وعلى أى حال، أنا أقول لك من لا يتفائل اصلاً ينبغي أن يترك السياسة. لأنها معناها إنهيار عصبي، وأمراض لا أول لها ولا آخر. فأنت محتاج لحبوب كثيرة من التفاؤل لكى تبغى عاملاً في المجال السياسي.

الأستاذ عادل: أشكرك جداً السيد الإمام شُكراً جزيلاً.

الحبيب الإمام: الله يبارك فيك.

الأستاذ عادل: المُشاهدون الكرام كانت تلك مُحصلة حوار سياسي وفكري وتاريخي وإجتماعي مع السيد الإمام الصادق المهدي الذي فتح لنا قلبه حيث إستطعنا من خلال هذه الحلقة التلقائية أن نتداول الكثير جداً من الأشياء دون أن تكون هناك تحفُظات. أشكر المُشاهد الكريم على حُسن المتابعة على أمل أن نلتقي مع ضيفٍ كبيرٍ آخر في حلقةٍ أُخرى والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

______________________________________

[1] المتنبي

[2] أحمد الصافي النجفي

[3] إبن الوردي

[4] عوف بن محلم الخزاعي

[5] سورة الحج الآية رقم (38)

[6] سورة الكهف الآية رقم (29)

[7] سورة البقرة الآية رقم (256)

[8] سورة النساء الآية رقم (129)

[9] سورة محمد الآية رقم (24)

[10] إبن زريق البغدادي