نعي الأمير طلال بن عبد العزيز

 

بسم الله الرحمن الرحيم

نعي أليم

26/12/2018م

 

انتقل إلى رحمة مولاه الأمير المصلح طلال بن عبد العزيز.

عندما سمعت خبر وفاته تدافعت إلى ذهني ثلاثة مفاهيم هي:

الأول: أن الإصلاح الاجتماعي حتمي، والوقوف ضده يغذي التمرد.

الثاني: أن نداء الإصلاح عندما يأتي من المحظيين طبقياً بريء من الاتهام بالغرض الشخصي.

الثالث: أن للمملكة العربية السعودية أهمية إسلامية وعربية خاصة، وقد تحققت في قيامها إنجازات تاريخية هي توحيد الجزيرة العربية، وبسط الأمن فيها، وتحقيق طفرة تنموية. ولكن بقدر ما لهذه الإنجازات التاريخية من مكانة مقدرة فإن الظروف الاجتماعية داخلياً والعربية والإسلامية والدولية تطورت بدرجة هائلة ما يتطلب التحول نحو عقد اجتماعي جديد يراعي تلك التطورات.

إن لآراء الأمير الراحل أهمية خاصة في هذا الصدد، ولكنها لأسباب لم تؤثر بالقدر المطلوب في حياته. ولكن الأفكار التي تحين ظروفها لا تموت بموت أصحابها. لقد صار لمبدأ الإصلاح شرعية في المملكة حالياً، فأرجو أن تجد آراء الأمير الراحل الاعتبار المستحق بعد رحيله. ومهما كان لآرائه من مصير داخل المملكة فإن لها وزناً معتبراً في المجالين العربي والإسلامي، لا سيما والأمة كلها الآن في مفترق طرق أتكون أم لا تكون؟

تغول إسرائيل، والهيمنة الدولية، والدواعش؛ كلها مخاطر تجذبها هشاشة الدول العربية التي توجب التصدي لها بإصلاح يحقق المشاركة سياسياً والعدالة الاجتماعية واستقلال القرار الخارجي.

لقد كان الأمير الراحل مصلحاً وتقدمياً يعنى بحقوق الإنسان وبالعدالة النوعية، وحفياً بالعون الإنساني، وواسع الاتصالات الفكرية والاجتماعية. رحمه الله رحمة واسعة وتقبله مع الصالحين وأحسن عزاء أسرته الخاصة أبنائه وبناته وأخيه العاهل السعودي وسائر أخوته وأخواته وأفراد الأسرة الكريمة. ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).1

 

 

                                                        الإمام الصادق المهدي