نعي المشير عبد الرحمن سوار الذهب

سوار الدهب
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2016-10-24 21:44:14Z | |

بسم الله الرحمن الرحيم

18/10/2018م

المشير عبد الرحمن سوار الذهب

 

إنه عبد الرحمن سريرة الذهب. سجل سيرة ناصعة.

عندما أدرك أن النظام المايوي قد فقد ثقة الشعب بإخفاقاته الكثيرة، وما نقله للسودان لأول مرة من أساليب وأجهزة الشمولية،  تجاوب مع الشعب وقادة القوات المسلحة وأقدم على خلع الطاغية.

وعندما التزم مع القوى الوطنية بإدارة البلاد لفترة انتقالية لعام من الزمان أوفى بوعده خلافاُ لما يفعل الآخرون الذين يخلفون الوعد كما يتنفسون.

وأثناء فترة رئاسته للفترة الانتقالية لم تحم حوله ولا حول ذويه شبه فساد.

وعلى الصعيد الشخصي والاجتماعي كان آية في التعبير عن الإنسانيات السودانية من تواضع، وتسامح، وتواصل اجتماعي، وفوق ذلك كله كان تقياً نقياً يمارس الديانة بصورة مطبوعة ليس فيها متاجرة بالتدين.

وتولى رئاسة مبادرة الوفاق الوطني التي بادرت بالاتصال بكل القوى السياسية، ولثقتها فيه تجاوبوا مع المبادرة ولكن ترابيس النظام أجهضوا هذه المبادرة الحميدة.

هذه السيرة العطرة تزفه إلى رحاب المولى عز وجل، لقد شهدنا له بالخيرية وهو أعلم منا به، راجين أن ينزله (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا)[1].

وأحسن الله عزاء زوجه زهراء وابنيه وبناته وأفراد أسرته الخاصة وآل سوار الذهب، وأحسن عزاء وطنه الأكثر حاجة لأمثاله من الصالحين بينما تتناوشه عواصف عاتية تحتاج لتضافر كافة أهله لكيلا تقتلع شجرة الوطن.

(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)[2].

 

الصادق المهدي

[1] سورة النساء الآية (69)

[2] سورة البقرة الآية (156)