هيئة شؤون الأنصار: بيان توضيح الحقائق حول اعتقال الإمام الصادق المهدي

هيئة شئون الأنصار

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم ِ

 

هذا النظام قام على التضليل منذ إنقلابه في عام 1989م حيث أخفى هويته موهما أن الإنقلاب قامت به القوات المسلحة، حتى انطلت الكذبة على الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك فتولى كبر التسويق له في منطقة الخليج والعالم الغربي ، واستمر في التمويه حتى يومنا هذا.لقد اعتمد النظام على التضليل في تقويض نظام دستوري منتخب.

إن اعتقال الإمام الصادق المهدي ليس بسبب تصريحاته حول تجاوزات قوات الدعم السريع؛ فتلك معلومة يعرفها القاصي والداني، وليس إعتقالا قانونيا ولكنه إعتقال سياسي للآتي:

أولا :انتشار الفساد في كل مرافق الدولة وظهوره ظهورا فاحشا أدى إلى اهتزاز صورة النظام أمام الرأي العام، وصار محل تندر في كل مجالس الأنس ومواقع التواصل الإجتماعي، وهي بداية لسقوط الأنظمة قال تعالى: “وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ” هذا الموضوع أربك النظام وشل قدرته على التفكير وشعر بدنو أجله ففكر وقدر وقرر أن أسلم طريقة أن يتهم الإمام الصادق المهدي تهمة كبيرة تحول أنظار الرأي العام من متابعة موضوع الفساد لموضوع آخر وقد نجح في ذلك أيما نجاح ،

ثانيا: منهج الإمام الصادق مع النظام هو المنهج العلمي للتعامل مع الأنظمة الشمولية، وقد أكده علماء السياسة وعلماء الإجتماع ، وأبرزهم عبدالرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، حيث ذكر أن النظام المستبد لديه استعداد كبير للعنف ويسخر معظم الموارد لأدوات البطش؛ لذلك ليس من الحكمة مواجهته بوسائل هو مستعد لها، والوسيلة الوحيدة لشل حركته وإضعاف قدراته هي الوسيلة المدنية التي قوامها: توعية الجماهير بحقوقها، وكشف نقاط الضعف في النظام وتسليط الضوء على مكامن الفساد، وتقوية إرادة الجماهير وزرع الثقة فيها بأنها قادرة على التغيير، هذا الأسلوب بطيء ولكنه فعال، ومن مظاهر فاعليته: الانشقاقات الكثيرة داخل النظام ، وتبدل قناعات قيادات نافذة فيه، وتبني النظام لكل الشعارات التي قام من أجل القضاء عليها ولو على سبيل المزايدة، وإعلان مجموعات كثيرة من أهل النظام معارضتهم لقراراته؛ هذا النهج لمسوا تأثيره وأحسوا بخطورته؛ ولذلك حاولوا تعطيل رائده وتغييبه عن الساحة ليخلو لهم الجو ولو لبعض الوقت, وفات عليهم أن المكر السيء لايحيق إلا بأهله.

ثالثا: منهج الحوار ليس الغرض منه المشاركة في السلطة كما يتوهم بعض هواة السياسة؛ وإنما الغرض منه تحويل النظام إلى مربع دولة الوطن بوسائل سلمية تجنب البلاد مزيدا من سفك الدماء وزعزعة قناعات الممسكين بمقاليد الأمور، ومحاصرة المستفيدين من الأنظمة الشمولية؛ وقد أدى الحوار إلى حدوث إختراقات كبيرة في كتلة الاستبداد الصماء، واضحة لكل متابع للشأن السياسي السوداني، فشعر أولئك الذين تضررت مصالحهم بالخطر، وأدركوا قرب يوم الحساب؛ فتحركوا لإيقاف هذا التيار الجارف بهذه التحركات المجربة سابقا ولكن هيهات ، لقد أسفر الصبح وعما قريب يتنفس.

رابعا: النظام محاصر داخليا وإقليميا وعالميا ، فالتردي الإقتصادي بلغ مداه ، والفساد طال كل المواقع، وتعطلت التنمية، والاحباط تملك الجميع ، فبدل الاعتراف بالفشل وتدارك الموقف رأوا أن الأفضل زيادة الطين بلة قال تعالى: “وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم..” فلجأوا لاتهام الامام الصادق المهدي الذي عرفه القاصي والداني بأنه رائد الجهاد المدني في هذا العصر وكرم على أساسه في أرفع المؤسسات الدولية ومن سخريات القدر أن يعترف الآخرون بعطاء الإمام في تحقيق الحكم الراشد ويتنكر له أبناء شعبه بل تتنكر له دولته التي حكمها مرتين بإرادة أهلها.

خامسا:الأمر عندنا أمر دين وحماية وطن وأكدت ذلك عبارات معروفة عنا تثبت حرصنا على سلامة الوطن والمواطنين رغم أن الحق معنا، وقد حددنا أن المخرج المناسب لحال بلادنا لابد أن يكون قوميا سلميا ديمقراطيا وشاملا- لا أحادي، ولا ثنائي ، ولا عسكري، ولا شمولي، ولا جزئي – منطلقا من المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات؛ على أساس المواطنة ، ومرعاة كرامة الإنسان وحقوقه وحرياته المشروعة . ومرجعيتنا في كل ذلك ديننا الحنيف: كتابا وسنة، ولقد أصلنا ذلك وفصلناه في مقالات وبيانات وخطب وكتب عديدة.

لكل ماسبق نقول:

1- الإمام الصادق المهدي لم يعتقل بسبب خرق للدستور ، ولا بسبب فساد ، ولا بسبب انتهاك لحقوق الإنسان ولا بسبب ظلم جناه على أحد؛ وإنما بسبب النصيحة وقول الحق، وهذا شرف لايناله إلا من سبقت له السعادة الأزلية وأدركته العناية الإلهية قال صلى الله عليه وسلم: ” الدين النصيحة” قلنا لمن؟ قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” وقال تعالى: “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ” فالاعتقال لايزيدنا إلا قوة وثقة في صحة منهجنا والسير عليه حتى نلقى الله.

2- ثانيا:ندين بقوة ونستنكر اعتقال الإمام الصادق المهدي ، ونطالب بإطلاق سراحه فورا مع علمنا أنه على المستوى الشخصي يردد من خلف القضبان قائلا المسجون من سجنته شهوته والمحبوس من حبس نفسه عن الله ، ويقول ماقاله ابن تيمية:” مايصنع أعدائي بي أنا سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة” ومع ذلك فلا استقرار في حكم لايراعي حرمة الإنسان فالمطلوب تغيير القوانين الظالمة التي تتيح للحاكمين أن يطوعوها حسب مايريدون ولابد من تغيير النظام الذي ينمو في ظله الفساد وتضيع كرامة الإنسان لنظام يكفل العدل والمساواة ويصون كرامة الإنسان ويحفظ حقوقه وحرياته الأساسية.

3- على كل دعاة الحرية وكرامة الإنسان أن يضغطوا بكل الوسائل السلمية، لالغاء القوانين المقيدة للحريات وتحقيق السلام في مناطق النزاع، ومحاسبة المفسدين ومعاقبة الجناة، وتحقيق التحول الديمقراطي، هذا هو الانتصار الحقيقي للامام الصادق المهدي وإطلاق سراح الوطن كله من الحبس والسجن الذي وضعه فيه الاستبداد.

قال تعالى: “إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون”

البقعة: 21رجب 1435هـ

20 مايو2014م