يسألونك عن الشيوعية بقلم الإمام الصادق المهدي

الإمام الصادق المهدي
الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله وآخر رئيس وزراء شرعي ومنتخب للسودان ديمقراطياً

 

 

 

يسألونك عن الشيوعية

الإمام الصادق المهدي

 

شهد السودان منذ استقلاله نظاماً لبرالياً  كامل الدسم غير معهود في المناطق المحيطة بنا. هذا المناخ الحر أتاح فرصة كاملة لكل الاجتهادات الفكرية لذلك وجدت الأفكار الإسلاموية واليسارية فرصة للدعوة والتنظيم أكبر مما أتيح لها في مصدرها في مصر. هكذا نمت وتجذرت قوى سياسية شيوعية وأخرى ذات مرجعية أخوانية.

نحن على أعتاب بناء دولة ديمقراطية لن ننجح في هذه المهمة ما لم نفهم ونتعامل مع الأطروحات الفكرية المهمة.

في حلقات يسألونك هذه سوف أتناول بيان كافة الرؤى الفكرية والسياسية السودانية.

وهنا أتناول الحديث عن الشيوعية بعنوان: يسألونك عن الشيوعية؟

 

1) الماركسية

الفكرة الشيوعية فكرة قديمة في تاريخ الإنسان قال بها وطبقها مزدك (ت 528م) في إيران في عام 490م وقال بها وطبقها القرامطة في بعض أنحاء الشام في القرن العاشر الميلادي. في الحالين فالرأي الأساسي هو أن الملكية الفردية للمال هي مصدر الظلم الاجتماعي وأن العدل الاجتماعي بين الناس يكمن في الملكية الجماعية للأموال ولجميع أسباب الاستمتاع بالحياة.

إن القاسم المشترك بين هذا الفهم وبين شيوعية كارل ماركس (1818-1883م) هو أنه كان يرى أن الملكية الخاصة هي أساس التكوين الطبقي للمجتمعات وأن تنعم الطبقات المالكة قائم على حساب شقاء الطبقات المحرومة. السمة الملازمة للفكر الشيوعي هي إعطاء العدل قيمة تتخطى كل ماعداه. ولكن الفكرة التي نادى بها كارل ماركس نسيج معقد جمع ما بين فكر فلسفي ألماني، وتجربة سياسية فرنسية، وتنظير اقتصادي بريطاني لتقديم فكرة اعتبرها صاحبها قراءة علمية لتاريخ الإنسان وأساساً صائباً لمستقبله.

ذهب كارل ماركس إلى جامعة برلين في عام 1836م لدراسة الفلسفة. هناك وجد أن الفكر الفلسفي الطاغي هو فكر هيقل الفيلسوف الألماني.

خلاصة فلسفة هيقل: الروح، العقل المطلق، هو الله. الله هو كل الحقيقة الموجودة. إنه مطابق للطبيعة وللتاريخ وللمجتمع الإنساني. هذه الموجودات في جملتها هي الله تماماً كما قال ابن عربي:

وفِي كلِّ شيءٍ لَهُ آيةٌ      تَدُلّ على أنّهُ عينه

التاريخ الإنساني هو التجلي التدريجي لله مع الزمن. هذا التجلي يظهر عبر التاريخ على مراحل بدأت بالأدنى وتتجه باستمرار نحو الأعلى. المراحل التاريخية هذه تطرد في شكل جدلي تبدأ بالدعوى (واقع الحال) والدعوى المناقضة (الفكر الجديد) وتنتهي إلى الوقع الجديد. وهكذا تضطرد حركة التاريخ وكل مرحلة أخيرة تفوق المرحلة التي سبقتها.

اللاهوت المسيحي المعروف يقوم على ثنائية بين الله الموجود المفارق والطبيعة التي خلقها. الهيقلية أتت بلاهوت جديد أحدى: الله مطابق للطبيعة. وفي الطبيعة فإن الإنسان يجد العقل. إذن الله هو الإنسان. الآراء التي شدت ماركس من فكر هيقل هي:

  •  أن هناك حقيقة واحدة يجسدها التاريخ.
  • أن التاريخ حركة تطور من أدنى إلى أعلى في مجالات الوجود: في الطبيعة، وفي الحياة الاجتماعية، وفي الفكر الإنساني.
  • أن أفكار الناس وتصرفاتهم في أي وقت ما ومكان ما مرآة تعكس روح أو عقل تلك الحقيقة.

 

هذه الأفكار لم تقبل كما هي ولكنها عدلت تعديلات جذرية. كان الفيلسوف الألماني فيورنباخ (1804-1872م) قد اختلف مع مقولة هيقل إن أفكار الناس وتصرفاتهم في أي حقبة معينة تعكس روح أو عقل تلك الحقبة وقال: إن ما يكون آراء الناس في أي حقبة هو مجموع الظروف المادية المحيطة بتلك الحقبة.
بينما قال هيقل إن الروح أو العقل هو الذي يتجلى تدريجياً في التاريخ. قال فيورباخ إن الإنسان هو الذي تتجلى قدراته على مراحل التاريخ المختلفة. التاريخ هو حركة تجلى الإنسان. هذا التعديل قبله ماركس واعتبر إن المطلوب هو تغيير العالم بالصورة التي تمكن الإنسان من تحقيق ذاته بصفة كاملة في الحياة.

قال ماركس: الإنسان له وجود حي لا يستمر إلا إذا أشبعت حاجاته الضرورية: المأكل، الملبس.. الخ، وأول حقيقة تاريخية هي إنتاج وسائل إشباع تلك الحاجات.

وسائل الإنتاج (الأرض، أدوات .. الخ) المادية وعلاقات الإنتاج (وظيفة كل شخص في تحقيق هذا الإنتاج وعائده منها) يشكلان البنية الأساسية للمجتمع وهي بنيته الاقتصادية، فوق هذه البنية الأساسية يتخذ الإنسان نظماً دينية ونظماً سياسية ونظماً قانونية يقوده إليها وعيه. هذا الوعي الإنساني الذي يهندس هذه البنيات الفوقية هو مرآة لظروف الإنسان الاجتماعية كما تحددها وسائل الإنتاج وعلاقات الإنتاج. إذن الظروف الاجتماعية هي التي تخلق وعي الإنسان وما هو إلا مرآة لها. هذه الفكرة هي المادية التاريخية.

قال ماركس: نعم أن التاريخ يتطور عبر مراحل عن طريق جدلي. هذا الصراع الجدلي ليس بين الأفكار لتجلي العقل أو الروح كما قال هيقل. إنه جدل بين مواقف تسندها الظروف الاجتماعية لأصحابها. الدعوى والدعوى المناقضة والواقع الجديد حركة جدلية مستمرة عبر التاريخ كله بين القوى الاجتماعية المختلفة. وصورتها المشاهدة في تاريخ الإنسان هي الصراع الطبقي. لذلك قال ماركس: تاريخ كل المجتمعات الإنسانية هو تاريخ الصراع الطبقي. فكرة الصراع الطبقي بلورها الفيلسوف الفرنسي سانت سيمون (1760 – 1825) وظلت نظرية إلى أن جسدها بعض المؤرخين الفرنسيين مثل أودولف ذيروس في تحليلاتهم للثورة الفرنسية (1789م). استفاد ماركس من هذا التنظير والتجسيد ووسعه لتفسير كل تاريخ الإنسان صراعاً طبقياً تتجلى فيه فكرة المادية الجدلية.

استخدم ماركس مفاهيم المادية التاريخية والمادية الجدلية في تحليل النظام الاقتصادي الذي كان قائماً في بريطانيا مستمداً علمه به وبمفاهيمه من آدم سميث (1723- 1790م) وريكارد (1772 – 1823) وأضاف إلى هذه المفاهيم مفهوم فائض القيمة الخاص به. قال:

  • ‌أ. كل القيمة الاقتصادية عائدة للعمل البشري.
  • ‌ب. ما دام العمل هو صانع كل القيمة فإنه يكافأ بأجر، هذا الأجر يساوي جزءاً من القيمة التي يصنعها العامل، الباقي يذهب ربحاً إلى الرأسمالي وهو عبارة عن فائض القيمة.
  • ‌ج. النظام الرأسمالي يعتمد على الأرباح وهي بدورها تعتمد على فائض القيمة ولكن الماكينات التي يلجأ إليها الرأسماليون تؤدي مع تطورها إلى انكماش القيمة لأنها تؤدي إلى تقليل الأيدي العاملة صانعة القيمة. النظام الرأسمالي إلى أزمة حتمية لأن تقليل الأيدي العاملة في الصناعات سيؤدي إلى انكماش الأرباح ولعطالة واسعة في صفوف العمال.

مع تطور الرأسمالية يحتد الصراع الطبقي ويتأزم النظام الرأسمالي فتقوم الثورة الاشتراكية – تقوم بها الطبقة العاملة- البروليتاريا. وبعد الثورة يقوم النظام الاشتراكي على أساس جديد يجعل وسائل الإنتاج والتوزيع ملكاً جماعياً وإخضاع الاقتصاد إنتاجاً وتوزيعاً لقوانين جديدة في مجتمع لا طبقي في ظله يكون العمل اجتماعياً ويوزع عائده للناس حسب حاجتهم.

أهم مع الم الفكر الماركسي من الناحية السياسية: أن تطور النظام الرأسمالي سيؤدي حتماً لجعل أغلبية المجتمع طبقة عاملة محرومة من ثمار عملها بموجب قوانين التوزيع في الاقتصاد الرأسمالي. هذه الطبقة العاملة المحرومة تجرد منطق التطور الرأسمالي من كل مخلفات المجتمع القديم: من أي انتماء ديني. أو وطني أو عاطفي. طبقة تعلم أنها هي وحدها صانعة الثراء الذي يستمتع به البرجوازيون وهي محرومة مجردة من كل الاعتبارات الروحية أو العاطفية التي يمكن أن تصرفها عن حرمانها وضياع مصالحها المادية.

والأقلية البرجوازية هي التي تكون الدولة والنظم القانونية لقمع الأغلبية المحرومة بأجهزة الشرطة والجيش. الدولة هي اللجنة التي كونتها البرجوازية لرعاية مصالحها وهذا ينطبق على الدولة في بريطانيا، وفي فرنسا، وفي ألمانيا.. الخ.

إن الطبقة العاملة في كل مكان في العالم الرأسمالي مصلحة واحدة لذلك ينبغي أن يكونوا حركة واحدة ضد البرجوازية للعمل المشترك للإطاحة بالنظام الرأسمالي وإقامة نظام يلغي الطبقات ويزيل التنافس بين الدول لأن الدول الحالية إنما تتنافس لتحقيق مصالح طبقاتها البرجوازية فعلاقاتها الدولية وحروبها هي مرآة لمصالح البرجوازيين . يا عمال العالم اتحدوا فلن تخسروا إلا قيداً وسوف تكسبون عالماً.

 

2) الماركسية والواقع

هذا التسلسل المنطقي لم يتحقق لأن الافتراضات التي قام عليها لم تتحقق. لن أخوض هنا في الطعن النظري والفلسفي في الفكر الماركسي ولكن المهم هو الطعن الذي جاء به الواقع:

  1.  صحيح أن الرأسمالية أفرزت طبقات ذات مصالح متناقضة. ولكن الانتماء الطبقي لم يحكم وعي وتصرفات أصحابه تماماً. فبعض الناس وانتماؤهم الطبقي برجوازي نادوا بمصالح العمال مثل ماركس نفسه وانجلز (1820م- 1895م) فهما بالمقاييس المعروفة من البرجوازية. وعدد من الحركات العمالية انحازت إلى النظام الرأسمالي. وكان متوقعاً أن يتخلى العمال عن دولهم وهي تخوض الحرب العالمية الأولى (1914-1919م) باعتبارها حرباً استعمارية قررت الأممية الثانية (تجمع العمال العالمي) في شتوتقارت في عام 1907م مقاطعتها مع دولها واعتبرتها حرباً “وطنية”.
  2.  النظام الرأسمالي لم يتصرف كما قدر له ماركس. فالإنتاج لم يتناقص والأرباح لم تتناقص والأجور لم تتناقص بل حصل العكس في كل هذه الحالات. لقد واجه النظام الرأسمالي أزمات ولكنه احتواها وأحدث طفرات في الإنتاجية والإنتاج عن طريق التطور التكنولوجي. أحدثت الرأسمالية إصلاحات ألزمتها ببرامج رعاية اجتماعية واسعة. وقويت شوكة الحركة العمالية وصار النظام الاجتماعي أشبه بشراكة بين الدولة ورأس المال والعمال. وصار للعمال نصيب وملكيات من مساكن وسيارات ونصيب في اتخاذ القرار السياسي.

الدولة لم تتصرف في البلاد الرأسمالية كأنها لجنة البرجوازيين للإدارة. والنظام الرأسمالي لم يتجه نحو إثراء البرجوازيين وإفقار العمال في تصاعد مواز بل حدث عكس ما توقع ماركس وبينما يناسب نظرياته أن تقع الثورة الاشتراكية في أكثر البلدان الرأسمالية تقدماً: في ألمانيا، أو بريطانيا، لأن التناقض الطبقي فيها بلغ أقصاه .. فإن الذي حدث فعلاً هو وقوع الثورة في أكثر البلاد الأوروبية تخلفاً- في روسيا. الحقيقة هي أن روسيا كانت تعاني من انهيار تام زادته الحرب حدة. كان الموقف في روسيا ثورياً بسبب إخفاق النظام القيصري التام والذي فعله لينين هو أنه استمد الماركسية كنظرية ثورية لتوجيه واقع ثوري كان من الممكن أن يتجه في اتجاهات مختلفة.

 

3) اللينينية:

ما فعله لينين لتطبيق الماركسية على الواقع الروسي:

أولاً: الواقع الطبقي الروسي لم يكن متطوراً للدرجة المطلوبة ففيه إقطاعيون ورأسماليون وعمال وفلاحون والانتلجنسيا (المثقفون) وهو واقع طبقي فضفاض. لذلك كان لينين يرى الحاجة إلى حزب قوي يمثل مجموعة عمل ثورية ويقود هذا المجتمع المترهل نحو الاشتراكية لذلك ينبغي أن ينادي حزبه (حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي) بهذا المفهوم الحازم لدور الحزب وقيادته. حول هذه النقطة خالفه بعض زملائه فانقسم الحزب في مؤتمره الثاني في عام 1903 إلى:

  •  أكثرية وقفت مع لينين (بولشفيك).
  •  أقلية (منشفيك) وقفت مع يوليوس مارتوف (1873 – 1923) والذي كان يرى أن يكون دستور روسيا ديمقراطياً. وفي عام 1912م كون البلاشفة حزباً مستقلاَ بأسس ولوائح تكرس النهج المركزي- وفي المؤتمر العاشر للحزب في عام 1921م قرر الحزب منع أي منابر أو اجتهادات مختلفة داخل الحزب بصورة تحقق الوحدة المطلقة وراء القيادة.

ثانياً: الماركسية تقتضي أن يكون التنظيم السياسي مرآة للواقع الاقتصادي الاجتماعي. ولكن الواقع الاقتصادي الاجتماعي الروسي كان متخلفاً. لذلك تولى الحزب وهو تنظيم سياسي تغيير الواقع الاقتصادي عن طريق التنمية. استعان لينين بتجربة اقتصاد الحرب الذي شهده في ألمانيا واستولى الحزب على وسائل الإنتاج والتوزيع والإدارة الاقتصادية في روسيا وأقام اقتصاداً جماعيا بقيادة مركزية.

ثالثاً: بما أن الأحزاب الشيوعية والاشتراكية تبعت دولها في الحرب العالمية الثانية فقد كون لينين الأممية الثالثة لاستقطاب الأحزاب الاشتراكية في العالم لحركة اشتراكية عالمية بقيادة الحزب الشيوعي الروسي.

رابعاً: وبعد تردد حول مصير البلاد التي كانت تابعة للإمبراطورية الروسية قرر لينين أن تضم إلى روسيا في شكل جمهوريات. فتم تكوين الاتحاد السوفيتي في عام 1932م من 15 جمهورية ضمت روسيا وكل أجزاء إمبراطوريتها السابقة.

وفي عام 1924م مات لينين وخلف جوزيف استالين. وقع بين ستالين وتروتسكي (1879 -1940)، أحد قادة الثورة البلشفية، خلاف حاد. كان رأي تروتسكي هو ضرورة الثورة الدائمة ومعناها التطلع إلى الثورات المتوقعة في البلاد الأوروبية المتقدمة للتكامل مع الثورة الروسية لأن الثورة في روسيا وحدها ستحاصر وتضطر إلى ممارسات تهزم أهدافها كما أن روسيا المتخلفة مفتقرة إلى تقنيات وإمكانات ترد إليها من البلاد المتقدمة لتنميتها. ستالين كان يرى غير ذلك ودخل في ممارسات حولت دكتاتورية البروليتاريا لحكم الفرد. والتنمية المخططة للتنمية بالتوجيه المركزي، والأممية الثالثة لقبطانية الحزب الشيوعي السوفيتي للأحزاب الشيوعية الأخرى- هكذا بذر ستالين بذور الثورة على الشيوعية التي شهدناها في تسعينات القرن الماضي.

 

4) المعطيات الجديدة:

واضح أن الماركسية نهج فكري مبشر بسقوط النظام الرأسمالي بالصورة التي كان عليها في القرن التاسع عشر. وأن لينين أقلم الماركسية للواقع الروسي في القرن العشرين.

لينين لم يتعامل مع الماركسية كدوغما- نحلة- بل أقلمها للواقع الروسي.

الواقع في بلادنا اليوم يحمل معطيات ثقافية واجتماعية ينبغي لحامل الفكر الماركسي أن يأخذها في الحسبان، هي:

  • أولاً: الدين لم يختف من التأثير التاريخي كما ظن عصر التنوير الأوربي، ولم يلتزم بموقف معادٍ للعدل الاجتماعي. فظهر في المسيحية لاهوت التحرير، وفيما يتعلق بالإسلام فقد قال ولفريد سميث إنه أكثر ملة حرصاً على العدالة الاجتماعية.
  • ثانياً: صارت هناك منظومة حقوق الإنسان المنطلقة من خمسة أصول كونية، وهي: الكرامة والعدالة، والحرية، والمساواة، والسلام.
  • ثالثاً: صارت عدالة نظم الحكم مرتبطة بأربعة قواعد: المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون.
  • رابعاً: النظام الرأسمالي أثبت جدواه في الاستثمار والإنتاج ولكنه فاشل في كفالة العدل الاجتماعي وتوزيع عائد الإنتاج.
  • خامساً: مع أهمية العلاقات الأممية، فقد صارت الدولة الوطنية هي وحدة التعامل الدولي.

 

5) الشيوعية في السودان

بصرف النظر عن ترجمة كمنزم غير الدقيقة بعبارة شيوعية، إن للحزب الشيوعي السوداني وجوداً فكرياً وسياسياً مهماً في الجسم السياسي السوداني، وإن نجاح الحوار بين القوى الفكرية والسياسية السودانية الذي يتطلع لاكتشاف أقصى درجات الوفاق مع وجود خلافات يحسمها التنافس الحر فإننا نعترف له بمرجعياته الفكرية والتاريخية، ولكن نتطلع أن يؤقلم تلك المرجعيات للمستجدات المذكورة كما فعل أنداده في البلدان الأخرى. كل الأحزاب الشيوعية في آسيا وأوربا أقلموا المرجعيات للمستجدات.

المرجو من الحزب الشيوعي السوداني تجنب استنساخ المراشقات التاريخية، والرهان على المستقبل لا الارتهان للماضي، وهي مهمة يرجى أن تقوم بها كل المنظومات الفكرية في البلاد كما سوف نبين في سلسلة “يسألونك” هذه.