الإسلام في الألفية الثالثة الفرص والتحديات

بسم الله الرحمن الرحيم

الإسلام في الألفية الثالثة

الفرص والتحديات

5/6/2006م

مقدمة عن ماضي جماعة الفكر والثقافة الإسلامية ونجاحها واخفاقها وأهمية دورها والإشادة بإحيائها.

  1. الوافد من الماضي محمل بما يرهن الحاضر والمستقبل للماضي والوافد من الخارج محمل بما يلغي الذات ويعزز الإستلاب.. التحدي الأكبر هو التأصيل بلا انكفاء والتحديث بلا إستلاب؟.
  2. الفرص الكبرى هي أن الأديان الأخرى المنافسة مشلولة لغياب الاعتراف المبدئي بالإنسان كإنسان وبالتعددية الدينية. أما النحل أي الأيديولوجيات الوضعية الكبرى كالماركسية، والعلمانية، والقومية فقد قصد بها: الماركسية أختزلت الشأن الإنساني في المادة – والولاء السياسي في الطبقة- والكسب الاقتصادي في اليد العاملة..إلخ. والعلمانية خلت من الغائية. والقومية العربية الحديثة اخفقت في التعامل مع المجموعات القومية الأخرى، وقتلها استصحاب أدوات الفاشستية الحديثة واستصحاب النهج البيروقراطي للماركسية.
  3. لذلك فالفرصة أمام الإسلام واسعة . إنه خلاص البشرية.

 أوضح أطروحتي في مواجهة التحديات واكتساب الفرص في نقاط:

النقطة الأولى:

الوافد من ماضينا أمران: قطعيات ملزمة واجتهادات صيرت ملزمة بموجب فقه صوري غير ملزم. نحن مطالبون بإعمال الحكمة- المقاصد- العدل العقل- المنفعة – الإلهام – السياسة الشرعية – الاجتهاد في النص للاهتداء بالإسلام في مواجهة المستجدات.

اندفع بعضنا في تطيبقات حديثة للإسلام ينبغي الاعتراف بفشلها وأسبابه بدءا من الولاية الإنقلابية إلى التمكين الحزبي ومآلات السياسات الكارثية التي حققت عكس مقاصدها تماما.

النقطة الثانية:

الوافد من الخارج أمران: الأول :فكر وثقافة وسياسة ذاتية مرتبطة بمصالح أهلها. الثاني: فكر وثقافة وعلم وتكنولوجيا ذات قيمة كلية وتمثل تطويرا لحركة العقل والمعرفة الإنسانية والتحدي هنا هو تميز التحديث والعولمة الحميدة من التغريب والعولمة الخبيثة للإحتماء من الاولى واستصحاب الثانية.

النقطة الثالثة:

دروس التجربة الإنسانية تؤكد أن للإنسان في هذا العالم ضرورات أهمها:

  • الإيمان وما وراء الطبيعة.
  • التنمية للكفاية.
  • القانون الأخلاقي.
  • المعرفة والتطور العقلي.
  • الحرية لإعطاء الأخلاق معنى وللتنافس والإكتشاف ولا قوام لها بدون الحرية.
  • العدل أساسا للعلاقات الاجتماعية.
  • البيئة.
  • الجماليات.

أي ملة أو نحلة لا تسمح باشباع هذه المطالب زائلة.

الإسلام من قطعياته ولكن دون الالتزام باجتهادات الأقدمين قادر على تلبية هذه المطالب بجدارة – ما قلته في 1976 وما قاله رئيس الجلسة.

الذين اعتمدوا صحة الالتزام باجتهادات الأقدمين إما أعلنوا التخلي عن الإسلام: ضياء غوك ألب- طه حسين- سلامة موسى، أو وجدوا تفسيرا يفرغ الرسالة: محمد عابد الجابري (قطيعة ابستمولوجية)- نصر حامد أبو زيد (تاريخية النص)- برهان غليون (علمنة الإسلام- محمد أركون (أسطورية التدين).. الحقيقة هي أن كثيرا من الذين التزموا التخلي عن الإسلام على الصعيد الفردي مثل طه حسين وزكي نجيب محمود وغيرهما عادوا، وكذلك على الصعيد الكمالي مثل تركيا الكمالية. والذين سدوا نوافذ التطور تلاشوا..

إذن التأصيل والتحديث يلبيان حاجة موضوعية.

النقطة الرابعة:

الأمر لم يعد يحتمل التأجيل:

  • ما جرى في أفغانستان حتى انتصار طالبان 1996م.
  • الأفغان العرب حتى تكوين القاعدة.

التحالف بينهما- الأسلوب المختار- الحرب على النظم ومن يقف وراءها: تجربة هزيمة USSR وقياس موقف USA- غلاة الشرق وموقفهم واضح.

النقطة الخامسة:

هذا:

  • التصنيف الجديد للإسلام بعد الحرب الباردة.
  • الحرص الصهيوني ونظرياته.
  • المحافظون الجدد ومشروعاتهم، ودور النفط فيها.
  • المسيحية الصهيونية.

غلاة الغرب: الغرب هو مصدر الصليبية الصهيونية والاستعمار والابتزاز النووي لذلك له دور هام في غلو الشرق.

على وسطية الشرق هزيمة غلاة الشرق وعلى عقلاء الغرب هزيمة غلو الغرب، ولا يمكن ان ينجح الأول ما لم ينجح الثاني لأن عنده مقالد الأمور.

النقطة السادسة

الحديث: “بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ” (رواه مسلم وأحمد وابن ماجة والدارمي).

كثير من هذا المدهش.

عالم اليوم القرية

عالم اليوم التداخل

عالم اليوم التعايش والمعاهدة عليه.. الخ.

مفاتح الغيب: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[1].

(وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى( [2].

هكذا تأهيل الإسلام دين الإنسانية، والتحدي: الجدوى والقدوة.

النقطة السابعة

زخم المبادرات حاليا مقاييس للجدوى أن تنتقل من الانكفاء ودوائره ومن الهيمنة ودوائرها ومن النظم ومصالحها الأمنية ومن التعصب المذهبي لكي تحقق: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[3].

 

خاتمة

المقصود من إضافة الإسلام للدار وكذا الكفر: ليس عين الإسلام والكفر إنما هو الأمن و الخوف – الكاساني.

(اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ( [4]، (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم[5](.

(كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ([6]،  (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِه([7].

(كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ([8]، (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِه([9].

(لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)[10]، (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)[11]  و(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)[12]

(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )[13] و(وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله)[14] 

(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا([15]  و(فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّه)[16].

 

 

 

[1] سورة لقمان الآية 34

[2]  سورة النجم الآيتان 45 و46

[3]  سورة آل عمران الآية 104

[4]  سورة آل عمران الاية 102

[5]  سورة التغابن الآية 16

[6]  سورة النساء الآية 77

[7]  سورة الحج الآية 78

[8]  سورة النساء الآية 77

[9]  سورة الحج الآية 78

[10]  سورة الكافرون الآية 6

[11]  سورة آل عمران الآيتان 113-114

[12]  سورة آل عمران الآبة 85

[13]  سورة البقرة الآية 286

[14]  سورة البقرة الآية 284

[15]  سورة الشورى الآية 40

[16]  سورة الشورى الآية 40