الإمام الصادق المهدي ينعي الأستاذ يس عمر الإمام

إنا لله وإنا إليه راجعون

 

بسم الله الرحمن الرحيم

نعي الأستاذ ياسين عمر الإمام

أنعي لأمتنا الأستاذ العزيز الراحل ياسين عمر الإمام. لقد تزاملنا بصدق في حركة تحرير الوطن من الديكتاتورية الأولى، كذلك لمرحلة ساخنة لتحرير الوطن من الديكتاتورية الثانية، وكان الفقيد في فترات هذا التعاون صادق الزمالة، جاداً ومخلصاً في عمله الإسلامي والوطني والديمقراطي.

نعم افترقت بنا الطرق إزاء تشريعات قوانين سبتمبر 1983م، فاعتبرها وآخرون خطوات جادة نحو الأسلمة، واعتبرناها كما كشفت الأيام لاحقاً انتهازية مضرة بالدين والوطن.

نعم انخرط وآخرون في انقلاب يونيو الذي جر لحزبهم الانقسام، وللبلاد التمزق، وللتجربة الإسلامية التشويه، ولكنه كان من أوائل من أصغى لحقيقة أن التجربة الانقلابية حققت عكس مقاصدها، وكان أصدق الذين عبروا عن هذه الحقيقة، واعترفوا صراحة باستحقاقات التصحيح المطلوب، منطلقاً من مقولة النبي صلى الله عليه وسلم ” كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ” .

ومهما احتدت الخلافات السياسية فقد واصل مع الآخرين تسامحا ومودة وتراحماُ.

رحمه الله رحمة واسعة، وأحسن عزاء أسرته الخاصة، وحزبه والأسرة السودانية العامة، وألهم من زاملوه في مغامرة يونيو باتباع نهجه في الاعتراف بالخطأ والاستعداد لدفع استحقاقات التصحيح، فإن الوطن بحاجة ماسة للخروج من ازماته ولا تجدي معه الآن الحلول الجزئية التبريرية، بل المطلوب الحلول الجذرية القومية.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)

الإمام الصادق المهدي

أم درمان، 13 رمضان 1434هـ

23 يوليو 2013م