البيان الختامي لورشة المرجعية الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

هيئة شؤون الأنصار

ورشة العمل تحت عنوان:

نحو مرجعية إسلامية جديدة

 متحررة من التعامل الإنكفائي مع الوافد من الماضي والتعامل الإستلابي مع الوافد من الخارج

في الفترة ما بين 30 جمادى الآخرة – 2 رجب 1425هـ الموافق 16ــــــــ18 أغسطس 2004م

 

البيان الختامي

بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد-

استشعارا لحاجة المسلمين الماسة لنسيج فكري اجتهادي يوفق بين ضرورات التأصيل والتحديث ويحقق الحكم الراشد الذي تتضامن به الشعوب مع حكوماتها،

وإدراكا لأهمية الاجتهاد الجماعي المؤسسي وتجاوز الاجتهاد الفردي بالرغم من تقدير مجهودات الأفراد،

ووصولا لمرجعية فكرية إسلامية خالية من التعامل الإنكفائي مع الماضي والتعامل الاستلابي مع الوافد،

وإيمانا بأن الظروف العالمية الحالية برغم قسوتها البالغة على المسلمين تشكل فرصة سانحة حيث العالم يتشكل ويتأطر من جديد،

ونشدانا للنهضة الإسلامية الشاملة التي تنزع المسلمين من وهدتهم الحالية وتعيد الشعوب الإسلامية إلى صفحة التاريخ وتجعل لهم مستقبلا ذا جدوى،

وتأكيدا على أن كل ذلك لن يتأتى إلا عبر صحوة ثقافية تعيد لنا التجدد في الفكر والتوثب في المجتمع،

وتحضيرا لمؤتمر إسلامي جامع يشارك فيه المفكرون والعلماء المسلمون من جميع المشارب الفقهية والدول داخل وخارج العالم الإسلامي

نظمت هيئة شؤون الأنصار ورشة عمل تحت عنوان: نحو مرجعية إسلامية جديدة خالية من التعامل الانكفائي مع الماضي والتعامل الاستلابي مع الوافد، جرت فعالياتها في الفترة ما بين الاثنين 30 جمادى الآخرة- إلى الأربعاء 2 رجب 1425هـ الموافق 16-18 أغسطس 2004م، وجهت الدعوة فيها لكافة المجموعات العاملة في حقل العمل الإسلامي من جماعات وحركات وطرق صوفية، وكافة المنظمات الإسلامية في السودان والأفراد المهتمين بالفكر الإسلامي في السودان، ولقيادات الرأي العام السوداني من كتاب وإعلاميين. وقد قدمت في الورشة ورقة أعدها الإمام الصادق المهدي تتكون من 31 محورا أساسيا، وانعقدت لمناقشتها ست جلسات عمل قدمت فيها مداخلات رئيسية ومناقشات شارك فيها نخبة من العلماء والمفكرين والكتاب السودانيين، وقادة الهيئة وأعضاؤها رجالا ونساء.

انقسمت الورشة إلى مجموعات عمل لبلورة الرأي حول محاور الورقة، ثم تحولت إلى مجموعة عامة لتداول الرأي حول المؤتمر المزمع عقده والخيارات المطروحة حول الزمان والمكان والتمويل والحضور.

وخلصت الورشة إلى التالي:

أولاً: فكرة المؤتمر: ثمنت الورشة عاليا فكرة المؤتمر كما أكدت على ضرورة الاجتهاد الجماعي المؤسسي الذي يخرج بحدود دنيا للاتفاق ويتجاوز تفرق المسلمين الحالي. وأوصت بتكوين لجنة تحضيرية للمؤتمر تتكون من أعضاء للجنة التحضيرية للورشة والمشاركين في الورشة، للتحضير للمؤتمر بروية وبتخطيط سليم.

ثانياً: المادة المقدمة في المؤتمر: ثمنت الورشة الورقة المقدمة والجهد الذي بذل في إعدادها، ورأتها تصلح كأساس للمادة التي تقدمها الهيئة في المؤتمر الذي يزمع الخروج بمرجعية فكرية متجددة على أن تقوم اللجنة التحضيرية للمؤتمر بمراجعتها وفقا للتالي:

إعادة تبيوب المحاور في شكل أبواب حاوية لمحاور تفصيلية

التوسع في بعض المحاور كما تقتضي الأهمية.

إضافة بعض المحاور التي لم ترد في الورقة مثل التعليم- الإعلام –الطفل- الصحة عامة بما فيها الصحة الإنجابية.

إدخال الملاحظات والإضافات على المحاور الواردة في الورشة بعد بت الرأي حولها.

إضافة مقدمة للورقة تحلل وضع المسلمين الحالي وتذكر أهمية المرجعية بشكل أكثر توسعا.

يحتوي كل محور على مقدمة تمهيدية تبدأ بتحليل السائد الفقهي الحالي والاختلافات حوله ثم تخلص إلى الفكر الذي يشكل مخرجا، وإلى خطة عملية في كل محور.

على أن تمد سكرتارية الورشة اللجنة بالتوصيات التفصيلية وكافة المداولات والإضافات والتعليقات التي دارت داخل الورشة.

ثالثاً: خيارات انعقاد المؤتمر:

المكان: ناقشت الورشة أهم الخيارات المتاحة حتى الآن لعقد المؤتمر وخلصت إلى أن أفضل الخيارات هي السودان (ويفضل أن يكون في أم درمان)، لاعتبارات كثيرة أهمها التأكيد على الدور الذي يلعبه السودان في العالم الإسلامي والعربي والإفريقي، ودور السودانيين الرائد في البعث الديني. وقد اطلعت الورشة على صعوبات عقد المؤتمر في الأوضاع الحالية وضرورة أن يتم انعقاده في جو من الحرية والديمقراطية وسيادة الحكم الراشد. كما اطلعت على الخيارات الأخرى وأكدت على ضرورة أن يعقد المؤتمر – إن تعذر عقده بالسودان- في بقعة حرة تتيح وبدون أية قيود كافة الوسائط الإعلامية والتعبوية المطلوبة.

الزمان: قدرت الورشة ضرورة البعد عن العجلة، والتأكيد على أن يشكل المؤتمر نقلة في العمل الإسلامي فلا يكون شبيها بالمؤتمرات الكثيرة التي تعقد في العالم الإسلامي اليوم والتي لا تزيد كثيرا عن كونها منابر علاقات عامة. وفي نفس الوقت رأت أن يتم تحديد زمان محدد لعقد المؤتمر، وألا يتجاوز ذلك العام المقبل (عام 2005) خاصة إذا انعقد بالسودان حيث يشكل ذلك عام الخرطوم عاصمة للثقافة العربية.

التمويل :اطلعت الورشة على خيارات التمويل المتاحة والجهات التي عرضت تمويل المؤتمر، كما اطلعت على مجهودات اللجنة التحضيرية التي شرعت في إعداد ميزانية للمؤتمر، ورأت أن التمويل الذاتي للمؤتمر أفضلية ولكن ذلك قد يستغرق زمنا طويلا، كما رأت أن يفتح التمويل لكافة الدول والمنظمات التي تبدي استعدادا للتمويل بشرط عدم التدخل في التوجهات، وأن يكون التمويل متعدد المصادر متوازنها، كما رأت أن يفتح الباب للتمويل الفردي للمساهمين.

رابعاً: المشاركون في المؤتمر: رأت الورشة أن معايير اختيار المشاركين في المؤتمر هي:

التخصص في المجالات الشرعية والحديثة المختلفة.

مراعاة تمثيل المدارس الإسلامية المختلفة في كافة الفصائل السنية والشيعية والصوفية والحركية. وتمثيل كافة القيادات الفكرية في العالم الإسلامي عامة.

الاعتدال والإيمان بفكرة تجميع المسلمين والوصول لمرجعية إسلامية متجددة.

كما خرجت الورشة بالعديد من قوائم العلماء والمفكرين المقترحين من قبل المشاركين لتقدم للجنة التحضيرية للمؤتمر كإسهام في إعداد القائمة النهائية.

خامساً: الإعداد للمؤتمر: رأت الورشة أن تقوم اللجنة التحضيرية بتكوين آلية للاتصال والتنسيق مع المشاركين المقترحين وتأكيد استعدادهم للمشاركة في بلورة المرجعية المتجددة ومتابعة مشروع النهضة الإسلامية المنبثق عنها. كما رأت أن تقوم اللجنة بإجراء دورات تدريبية لإعداد السكرتارية العاملة في المؤتمر. وأكدت على ضرورة التخطيط لآلية المتابعة المستقبلية منذ الفترة الإعدادية.

إن هيئة شؤون الأنصار إذ تعلن عن هذا البيان، تعبر عن عظيم امتنانها لكافة ممثلي التيارات الفكرية والحركية والصوفية، وكافة المفكرين والعلماء والكتاب والإعلاميين وقادة الرأي الذين حضروا الورشة وأثروها بنقاشهم، وصولا لبلورة المرجعية الإسلامية المتجددة بإذن الله، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

والله أكبر ولله الحمد.

هيئة شؤون الأنصار – البقعة المباركة في الأربعاء 2 رجب 1425هـ – الموافق 18 أغسطس 2004م