التيار في حوار مع الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي

الإمام الصادق المهدي

 

عقب عودته من أديس أباب إلى القاهرة حيث إقامته كان السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وإمام الأنصار متفائلاً أن هناك حلولاً توافقية مع الحكومة وقوى نداء السودان للوصول إلى حوار شامل ربما يؤدي لتوقيع نداء السودان لخارطة الطريق.
في مقر إقامته بمدينة نصر بالقاهرة التقينا بالسيد الصادق المهدي في هذا الحوار:

29 يونيو 2016

أجرى الحوار بالقاهرة : بهاء عيسى

أعلنتم من إثيوبيا عن عودة قريبة إلى السودان ماهي طبيعة هذه المهمة ؟
بعد إعلان نداء السودان كان علينا أن نلتزم بميثاق وطني لبناء الوطن، وعلينا أن نلتزم بإقامة هيكل
لقيادة عمل النداء، وأيضاً حسم قضية خارطة الطريق، ولذلك كان التأخير في الخارج والآن أصبحت
جاهزاً للعودة، ولكن هذه العودة سترتبط بقرار من أجهزة الحزب ومن حلفائنا .

هل تلقيتم ضمانات من الداخل أو من الحكومة السودانية لهذه العودة ؟
الحكومة لا دخل لها بهذه العودة، هي تفعل ما تشاء، ونحن نفعل ما نشاء، ولا نطلب ضماناً من الحكومة في
أي شيء. وربما إذا حصل دخول للسودان نتيجة للحوار الذي سينتقل للداخل في مرحلة ما، نطالب
لكل القوى السياسية في الخارج أن تكون هنالك ما يسمى بإجراءات بناء الثقة.

رئيس الجمهورية أعلن وقف لإطلاق النار لأربعة أشهر أشادت به الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية وأفريقيا ما رأيكم في هذا الإعلان ؟
سيكون وقف إطلاق النار إجباري في الفترة القادمة لقدوم فصل الخريف ويصعب فيه التحركات العسكرية،
والجبهة الثورية كانت قد أعلنت وقف لإطلاق النار من جانب واحد . على العموم وقف إطلاق النار مرحب به ولكن يجب أن يرتبط بحل سياسي واتفاق يضمن استدامة وقف إطلاق النار . ونحن نطالب بآلية لمراقبة تنفيذ ما اتفق عليه .

ماهي أهم النقاط في لقائكم بالوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي ؟
دعاني ثامبو أمبيكي وسألني لماذا لم توقعوا على خارطة الطريق، وأن خارطة الطريق حققت جزءاً كبيراً من أهدافكم، وكان ردي: إننا نقدر لكم كآلية أفريقية دوركم في خارطة الطريق وأغلب أهدافنا في خارطة الطريق، ولكن أنا اعتقد أنكم استعجلتم وكان ذلك سبباً في عدم التوافق في وقت التوقيع . والآن هنالك مسائل محتاجة لإزالة ما ذكرناه لك من عيوب، وأهمها أن هذا الحوار الذي سينم على خارطة الطريق ليس امتداداً للحوار الداخلي. وثانياً الحوار الخارجي يجب أن يكون جامعاً ويحضره كل الذين لم يحضروا الحوار الداخلي . وثالثاً قبل الدخول للحوار كفالة إجراءات بناء الثقة من حريات وإطلاق سراح المعتقلين . وأخيراً الإجراءات المتعلقة بالحوار يجب أن تكون برئاسة متفق عليها .وقال لي أمبيكي إنه سيدرس هذا الكلام مع أعضاء الآلية .

هناك ضغوطاً خارجية كبيرة على قوى نداء السودان ؟
نعم، نحن نهتم بالبعد الخارجي، وقد التقينا في أديس بالمبعوث الأمريكي والبريطاني، وأيضاً كان سؤالهم لماذا لم توقعوا على خارطة الطريق فقلنا لهم: نعم التوقيع وارد، ولكن يجب إزالة العيوب، وقد رفعنا مذكرة تفاهم في هذا الشأن لثامبو أمبيكي وهو بدوره رفعها لحكومة السودان . وفي رأيي أن حكومة السودان يجب أن توافق أن مانطلبه ستناقش داخل الحوار وعند ذلك نحن سنوقع على خارطة الطريق واعتقد أن ذلك قريب.

هل خارطة الطريق هي المخرج من الأزمة السياسية في البلاد ؟
إذا التزمت الأطراف كلها بما جاء في خارطة الطريق وتم التنفيذ سوف تخرج البلاد من حالة المواجهات المسلحة وستضع أساساً لاتفاق مستقبلي خاصة وأن الرأي العام كله -حتى خارج إطار الحوار- تحرك للمطالبة بنظام جديد، أذكر هنا توصيات حوار الوثبة ومذكرة الـ 52 هذه كلها خلقت رأي عام لضرورة وقف الحرب وسلام عادل شامل ونظام سياسي جديد متفق عليه . وأمام كل ذلك إذا حدث تباطؤ يمكن أن تحدث انتفاضة شاملة، وأمام كل ذلك اعتقد أن الأمور ستؤدي إلى اتفاق لوقف الحرب واختيار نظام جديد .

هل تكراركم للحديث عن العودة لأسباب مايحدث داخل الحزب من خلافات ؟
حزب الأمة أكثر وضوحاً في الفكر وبرنامج واضح، وقيادته كلها منتخبة والآن حزب الأمة أكثر حزب في السودان عافية . ولذا لا يقلقني أن هناك مشاكل مثل البعض الذين اختلفوا في الإجراءات التنظيمية، جماعة مع التيار العام مادبو وجماعة مع إبراهيم الأمين هؤلاء يمثلون قيادات محترمة واختلفوا في أشكال تنظيمية، ولكن منذ عام عيَّنا لجنة بقيادة برمة، وقد استطاعت اللجنة أن تناقش كل الخلافات وقدمت لي توصيات قبلتها، وأؤكد أن هؤلاء قد التزموا بأخلاق الخلاف فلم ينضموا لأحزاب أخرى أو يكونوا أجنحة للحزب. وقد حدث توافق تام الحمد لله.

التحرك السياسي والاجتماعي للسيد مبارك الفاضل هل يقلقكم ؟
السيد مبارك يلعب خارج الملعب. وهو لديه نهج يضع نفسه مخلب قط للآخرين، وذلك مع المؤتمر الوطني عام 2002 وللحركة الشعبية، والآن مع المؤتمر الوطني مرة أخرى وكل ذلك تدبير في التدمير، ولكن بالعكس يبيِّن أن موقف حزب الأمة متماسك .

ابتعادكم عن مركز القرار هذه المدة الطويلة هل له تأثير ؟
أنا لست بعيداً عما يحدث في السودان والسودان فينا لسنا فيه، نحن لا نعيش فيه جغرافيا هو يعيش فينا وجدانياً . وتلاحظ أن ثلث أهل السودان أو ربعه خارج السودان . وأؤكد أن أجهزة صنع القرار متصلة معي . ورغم ذلك أنا متعود على هذا البعد في فترات كثيرة .

 

التيار