بيان من المكتب السياسي لحزب الأمة القومي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب الامة القومي

المكتب السياسي

 

بيان سياسي

 

عقد المكتب السياسي لحزب الأمة القومي اجتماعه الدوري في السادس من يناير 2018م والذي استمر إلى ساعات متأخرة من الليل، حيث تدارس مجمل الاوضاع الاقتصادية والسياسبة في البلاد بمسئولية واستدراك للمنعطف الخطير الراهن، فخرج بالقرارات المستجيبة لمتطلبات المرحلة، ورأى المكتب السياسي ان ميزانية عام 2018 هي ميزانية عام “الرمادة” باعتبارها أسوأ الميزانيات في تاريخ السودان، ولم يحدث ان تضاعف حجم موازنة إنفاقا وعجزا بهذه الصورة التي تؤكد الاستخفاف بالشعب. إذ لا صلة لها فنيا بالميزانيات المعهودة الشفافة والحقيقية، حيث لجأت للحلول السهلة وهي زيادات السلع الاساسية بصورة فاقت التصور، بدلا عن تقليل الانفاق ومحاربة الفساد وازالة التشوهات وزيادة الانتاج والانتاجية ووقف الحرب وتحقيق السلام ودعم القطاعات الإنتاجية والخدمية ومعاش الناس، انحازت الميزانية بصورة سافرة للدفاع والامن والصرف السيادي. لقد آثر النظام الصرف علي مغامراته وحروبه وتجاهل المواطن تماما، ومن المضحك ان يسقط عيوبه واخفاقاته وفشله علي الاخرين جشع التجار وتجار العملة تلك الأسطوانة المشروخة. ونشير هنا الي ان الميزانية المركزيةً وثقل وقعها علي الناس ليست وحدها انما هناك ميزانيات الولايات والتي تفرض جبايات اخري وهي إعباء لا طاقة للناس بها ولا تقابلها اي خدمات تذكر. كما ان توصيات صندوق النقد الدولي حول تعويم الجنية ورفع الدعم المزعوم لا تجلب الا الخراب الاقتصادي. وهذه الميزانية سبقتها ما يسمى بحكومة الحوار الوطني التي يفترض ان تضخ افكارا جديدة ونهجا جديدا ولكنها ضخت دماء فاسدة انتهازية في شرايين الانقاذ المتكلسة المعطوبة ..لأن الحوار اصبح احد مناورات النظام لكسب الوقت للبقاء والاستمرار.

وعليه فإن المكتب السياسي لحزب الأمة القومي يؤكد على الآتي:

أولا: نعلن رفضنا القاطع للزيادات، وندعو لمقاومة ميزانية الافقار والجوع بشتي السبل السلمية حتى إسقاطها تماما.

ثانيا: يعلن حزب الامة القومي دعمه وتأييده للتظاهرات السلمية في الشارع، ويحذر الحزب النظام من التعرض للتظاهرات واستخدام العنف والقهر، ومن مغبة ما حدث في سبتمبر 2013م، فحق التظاهر تكفله وتحميه كل القوانين الدولية بل حتي للدستور الذي كتبه النظام بيده.

ثالثا: في ظل هذا الوضع المتفاقم والغلاء المستفحل والافقار العام لم يعد بوسع المواطن الاستمرار في دفع فواتير الفشل والفساد والاستبداد، ولم يعد امام الشعب السوداني الا انتزاع حقوقه وحريته، ويعلن حزب الامة القومي انحيازه لخيار الجماهير في التغيير ويدعو جماهيره لتقدم الصفوف وقيادة للانتفاضة والخلاص.

رابعا: يدعو حزب الامة القومي لوحدة العمل المعارض وتكوين جبهة قومية عريضة من الاحزاب السياسية والنقابات والقطاعات الحية الطلابية والشبابية والنسوية لدعم تطلعات شعبنا المشروعة في التغيير وإقامة البديل والذي يكفل الحرية والديمقراطية والعيش الكريم.

خامسا: ان بقاء البشير في الرئاسة، وهو الملاحق دوليا في جرائم لاتسقط بالتقادم، هو بقاء للخيبة والاستمرار في الفشل والتسلط المستمر منذ ثمانية وعشرون عاما، فقد ان الاوان أن يرحل.

سادسا: ان التحولات في السياسة الخارجية وتبدل المحاور والأحلاف كشفت بؤس النظام وافلاسه وجهله بالموازنات الدولية، مما جعلته الان محاصرا داخليا من اقتصاده المنهار ومن فقدان ثقة الشعب التي افتقدها أصلا ومن تفككه وتنازع أطرافه وانهياره الداخلي وخارجيا بتحولاته الانتهازية وتلاعبه بسيادة البلاد مما اقحمه في صراع إقليمي ودولي، فقد اكتملت أركان زواله، فأصبح لا يحتمي الا بجذر هشة متداعية لن تعصمه من السقوط، ان خيار الانتفاضة هو الخيار الوحيد لمواجهة هذا النظام المستهتر بإرادة شعبنا الذي عرف الثورات وعرفته فكانت كلمته هي الفيصل في دك حصون انظمة الطغيان والاستبداد.

 

والله اكبر ولله الحمد..

 

 

المكتب السياسي -حزب الامة القومي

دار الامة- ام درمان

7 يناير 2018