جزءٌ من كلمة الإمام الصادق المهدي في تكريم اطباء الإنسانية

الإمام الصادق المهدي في تكريم اطباء الإنسانية

 

 

الإمام الصادق المهدي في تكريم اطباء الإنسانية

بسم الله الرحمن الرحيم

شرف وشارك الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان في حفل تكريم كوكبة من الأطباء السودانيون بقاعة الصداقة الذي أقامته مبادرة الطبيب طبيبك مساء يوم الخميس 11 مايو 2017. وجاء الإحتفال تحت عنوان “ليلة الوفاء لأهل العطاء” تكريم اطباء الإنسانية. وشهدت الصالة الرئيسية بقاعة الصداقة حفل التكريم الذي كرم خلاله كلٌ من الدكتورة الراحلة خالدة زاهر، الدكتور الراحل عوض دكام، البروفيسور الراحل داوود مصطفى، البروفيسور الزين كرار، البروفسور  عبد الرؤوف شرفي، البروفيسور محمد أحمد بن عوف، بروفيسور فاروق يس، ودكتور محمد حافظ سالم.

فيما يلي جزءٌ من الكلمة التي ألقاها الحبيب الإمام حفظه الله ورعاه في المناسبة والتي كُتبت من فيديو.

قاعة الصداقة

الخميس 11 مايو 2017

قناة سودانية 24

*******

… أن أتحدث في مثل هذه المناسبات، اُسائلُ نفسي، هل من قيمة مُضافة أستطيعُ أن اضيفها؟ فإن كان الجواب نعم، أقبلُ الدعوة، وإن كان هذا الأمر غير وارد، أعتذر.

أولاً: إنها سُنة حسنة الإعتراف بالوفاء لأهل العطاء، لأنها إنما تُقيم لهم تماثيل معنوية تصلُحُ للقدوة للأجيال.

أرسطو سُئل، سُئل أنت تتحدث عن أن الفضيلة هى وسط بين الرذيلتين، مثل الكرم، بين الإصراف والبُخل، فقُل لنا كيف يكون موقع هذا الوسط؟ قال موقع هذا الوسط لا يمكن أن يُحدد رياضياً، إبحث عن حكيم وقليده. الفكرة أن هذه المسألة سلوكية ولذلك القدوة تربوياً مُهمة لأن فيها هذه المعاني.

الستة المُحتفى بهم اليوم، أنا اخترت لكل واحد وواحدة عنوان للتمثال المعنوي الذي يُقام لهم. فعنوان التماثيل الستة، أقول بالنسبة للسيدة الدكتورة خالدة، الرائدة، وبالنسبة للدكتور داؤود، الطبيب الراعي، وبالنسبة للدكتور زين العابدين، الطبيب القدوة، وبالنسبة للدكتور محمد أحمد، الطبيب المُعلم، وبالنسبة للدكتور عوض، الطبيب المؤانس، لأنه كان يمزح حتى على نفسه، وهذه الحالة، هذه الخصلة كانت تخففُ كثيراً على مرضى السنون، لأن مرضى الأسنان هم أكثر المرضى خوفاً، لأنه إذ يُعالج الطبيب الأسنان، يُعالجها وأنت واعي بكل ما يفعل، الأطباء الآخرون يجرحونك ويفعلون ما يفعلون وأنت غايب عن الوعي، أما هذا فأنت حاضر في الوعي ولذلك وهما كانت درجة البنج أنت تخاف. أنا كثير من الأطباء بقولوا لي أنا بخاف من الله وحكيم الأسنان، لهذا السبب.

النقطة الثالثة العايز أقولها، أنا اتطلعت على القسم الذي يؤديه هنا كأطباء، وحسنٌ منا أن أقلمنا قسم أبقراط أن هناك أسلمة للقسم. أُريدُ أن أسمي هذا القسم، أن نُسميه قسم الرحمة حتى نربط ما بين هذا والرحمة.

الحضارة الغربية، وهذه من نقاط الضعف فيها، تحاول أن تربط كل هذه المسائل الحضارية بها مع أن هناك كثيرين الآن من استيقظوا لحقيقة أن هذه المسألة تهزمُ رسالة الحضارة الآنسانية، لذلك مارتن بيرنال كتب كتاباً عن الجذور الأفرواسيوية للحضارة اليونانية واوضح هذا كثيراً، وكذلك الأستاذ مونتقومري واتس الذي اوضح دين الحضارة الغربية للحضارة الإسلامية. هذه كلها ضرورات أدركها تونمان لذلك قال، ينبغي لحضارتنا الغربية لكى تؤهل نفسها إنسانياً أن تعترف بثلاث خُطى:

الأولى أن الحضارة الغربية نفسها مدينة لحضارات كثيرة سبقتها.

ثانياً أن الحضارات الأُخرى إذ تأخذ من الحضارة الغربية تؤقلمها لثقافتها.

النقطة الثالثة أن للحضارات الأُخرى في مسيرة الحضارة الإنسانية مُساهمة ينبغي الإعتراف بها. هذا ما قلته لمدير الصليب الأحمر، زار السودان وقلت له الصليب الأحمر من أكثر المؤسسات العالمية والإنسانية، من أكثرها في رأيي، قبول بحيدتها، لذلك أرجو أن تختاروا رمزاً يكون مفهومٌ ومقبولٌ لدى الحضارات المختلفة.

رابعاً هناك ملاحظات، سأتلوها عليكم مختصرةً:

الأولى ضرورة إدخال حقوق الإنسان في القسم. حقوق الإنسان واسعة، وهى الآن صارت أيقونة دولية، فأرجو أن نطور هذا القسم ليشمل حقوق الإنسان.

كذلك هنالك ضرورة أن نهتم بالبحث العلمي، للأسف نحن الآن عالة على الحضارة الغربية في هذا الموضوع، نحن مُجرد مُستهلكين، ينبغي أن نُساهم كمُنتجين، هذا موضوغ مُهم.

كذلك ضرورة أن يهتم الأطباء بالمهن المساعدة، لأننا الآن إذ ضعف التعليم الفني والمهني عندنا، صرنا نُصدر خريجي وخريجات التعليم الأكاديمي، ونستورد الذين نحتاجُ إليهم في المسائل الفنية. فلابد من الإهتمام بالمسائل المساعدة فيما يتعلق بالمهن الطبية.

كذلك أرجو أن يهتم الأطباء لإيجاد آلية للمسائلة الذاتية عن اخطاء الأطباء، للأسف يقعون في اخطاء كثيرة، وهذا الموضوع مطلوب جداً أن يهتم الأطباء لإيجاد آلية ذاتية للمسائلة عن الأخطاء الطبية.

كذلك أنا أرجو أن نهتم بأن يكون التكوين للمجلس الطبي عالي المهنية بالمستويات العالمية حتى تكون أحكامه مقبولة مُش في السودان فقط ولكن خارج السودان ايضاً.

ولابد من إيجاد، وأنا أُناشد الأطباء والطبيبات بأن يفكروا بأن هناك الآن مُمارسات دجل طبي. هذا الدجل الآن يُسبب امراض كثيرة جداً ويُسبب مضار كثيرة جداً، فلابد أن يفكروا في كيفية مراقبة والمشاركة في احتواء هذا الدجل الطبي، وللأسف صارت الآن فضائيات واجهزة إعلام قوية جداً تتبنى هذا الدجل الطبي.

وأرجو ايضاً أن تُوجد آلية مقبولة للطرفين للتعاون بين الطبيب والصيدلاني….