سونا مع الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم
سماحة دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد للحكماء والرؤساء السابقين المنتخبين ديمقراطياً والمفكر السياسي والإسلامي

 

 

 

الأحد 30 يوليو 2017

حوار : الطيب عوض الكريم – الفاتح السيد – ابراهيم موسي

الخرطوم

* المهدي : ساعتزل العمل السياسي وعلي الانصار الاستعداد لغيابي حتي لايفاجأوا به .

* اليسار اعتبر قرنق بلدوزرا لكنس الاسلام من الحياة السياسية في السودان ووضع هوية مضادة .

* المؤتمر العام لحزب الامة سيتم فيه التأسيس الرابع لحزب الامة –

* أمريكا متناقضة .

* مبادرة من الوسطية لحل الازمة الخليجية .

* الانصار اصروا عليٌ لتولي الامامة خوفا من تعيين امام جوكي .

* القذافي كان يريد مشاركة حزب الامة في السلطة فكانت مشاركة مبارك .

أجرت وكالة السودان للأنباء حوارا شاملا سياسيا وفكريا وتوثيقا مع الإمام الصادق المهدي تناول فيه تقييمه لأداء السياسة السودانية وخبايا انشقاقات الأحزاب ودور المثقفين في السلطة والراهن السياسي ودافع عن موقفه من اعتزال العمل السياسي والتفرغ لمشروعه الخاص لأداء عدد من المهام المحلية والاقليمية والدولية بالاضافة الي العلاقة مع مصر وأمريكا ودول الخليج .

مدخل الحوار:

تقديم سونا : نحن سعداء في وكالة السودان للانباء السيد الامام الصادق المهدي لاجراء هذا الحوار الذي نهدف منه اولا التوثيق لجهد رجل ساهم في العمل الوطني السياسي والاجتماعي لفترة طويلة ويدرك تماما كل المتغيرات التي تهم البلاد سواءً كانت سياسية او اجتماعية وتلك التي تهمنا علي مستوى المحيط الاقليمي والعالمي وثانيا لدعم موسوعتها برموز الحركة الوطنية والرموز القومية ، وعندما اخترنا السيد الصادق المهدي ندرك تماما ان للرجل اسهاماته التي تفيد الباحثين والاكاديميين والذين يتعرفون علي المعلومات من مصادرها الحقيقية .

الامام الصادق المهدي : وانا كذلك مسرور لاستجيب لطلب واسئلة وكالة السودان للانباء وارحب بفريقكم لاجراء هذا الحوار حول المحاور المختلفة التي تريدون مني ان اتحدث حولها.

س: السيد الصادق المهدي في هذه الفترة السياسية الهامة نما الي علمنا انكم تنوون التنحي عن العمل السياسي لماذا هذا الامر في هذا التوقيت ؟
ج: أنا اعتقد بأنني قدمت لحزب الأمة والعمل السياسي المنظم عطاءً كبيرا والآن لدي مهام أخري ، أريد أن اهتم أكثر بالسياسة القومية ، واهتم اكثر بالسياسة العامة في العالم العربي والاسلامي ،وأريد أن اهتم أكثر بالعمل المؤسسي ، عايز انشيء مؤسسات تدوم ، أريد تأسيس معهد للحوكمة من شأنه تدريب السياسين والشباب رجالا ونساءً الذين يريدون ان يعملوا في المجال السياسي ، لانني لاحظت ان لكل مهنة لها معاهد تدريبية الا العمل السياسي ، فيأتي اناس للسلطة دون أي خلفية عن الحكم وماذا يعني هذا الحكم لذلك يحدث ما يحدث من تخبط ، وهذا المعهد سيمنح دبلوم لمن يريد ممارسة العمل السياسي بحيث يكون لديه تأهيل لدخول العمل السياسي ويفهم متطلباته ، لأنني لاحظت أيضا أن الذين يدخلون العمل السياسي في الغالب أميون ، من ناحية كيفية ادارة الحكم وادارة الاقتصاد وكيف يدار الأمن وكيف تدار العلاقات الخارجية الخ …
ثانيا- أنا افقرتني السياسة واستطيع ان اقول دخلت السياسة وعندي امكانات مادية معينة والآن هذه الامكانات تضاءلت للغاية ، أريد أن أعمل في اطار الاستثمار حتي يكون لي تأتير في الاقتصاد السوداني ، و لدي علاقات دولية كثيرة ولدي اصول يمكن تطويرها، في رأيي هذه الاشياء التي تشد انتباهي في المرحلة المقبلة ، لذلك أري أن اهتمامي بالسياسة من منطلق الحزب ، يثير حسادة مع الآخرين ولكن اذا كنت تنطلق من منطلق غير حزبي ودون ارتباط بحزب سياسي معين ، يستقبلك الآخرون بدرجة عالية من القبول .
وثالثا – أريد أن أري كيف يتحول حزب الامة الي مؤسسة قادرة علي اختيار رئاستها و كوادرها المختلفة ، ولكي أضمن حدوث ذلك ،لانني لا اريد فكرة التوريث ، ساعمل في وجودي علي خلق مؤسسات تتولي هي القرار في حزب الامة وفي هيئة شئون الانصار .

س : لكن سيد صادق المهدي تعلمون في اطار انشائكم لهذا المعهد هل تري أن الجامعات الكثيرة لم تتبني هذا التوجه وهل عجزت هذه الجامعات من انشاء مثل هذا المعهد ولماذا أميون يشاركون في السياسة؟
ج : أصلا الجامعات تتناول الجانب الأكاديمي فقط ولا تتناول الجانب المتعلق بممارسة العمل السياسي فأن تتخرج اكاديميا في الحقوق “كقانوني” تحتاج فترة تدريب قبل أن تمارس المهنة بما يعني انك مؤهل أكاديميا ولكن ليس مؤهلا للممارسة المهنية وكذلك الامر بالنسبة للطبيب فبعد حصوله علي الشهادة الاكاديمية يحتاج الي فترة معينة لاكتساب القدرات المهنية ، وللاسف تجد أن الاشخاص الذين يقودون ويأمرون هؤلاء من السياسين ليس لديهم هذا التدريب ، علما بأن أحدهم يمكن ان يكون دكتورا او استاذا لكن ليس لديه التدريب الذي ينقله من الكفاءة الاكاديمية الي الكفاءة المهنية فالقيادة السياسية هي وظيفة وليست خبط عشواء للأسف الآن عالمنا كله يشهد فجوة في هذا الجانب وهي فجوة كبيرة لذلك انا مهتم بهذا الامر ، ولذلك الذين يقومون بالعمل السياسي لا بد أن تتوفر لهم مكتبة معينة ومراجع تتعلق بالعمل السياسي وممارسته يتحتم عليهم الاطلاع عليها وهي مهمة للقيادة السياسية فانا حسب خبرتي السياسية سأوفر هذه المكتبة وسيكون هذا الموضوع من اهتماماتي فيما بقي من العمر وسأعمل لانجاز هذه الاجندة باعتبارها فجوة لا بد أن تعالج .
وكذلك أريد كتابة بعض الكتب ولن استطع القيام بذلك في ظل الانشغال بالعمل السياسي واشير الي انه فقط ساعدتني فترتي التي قضيتها في السجن ثماني سنوات ونصف السنة علي الكتابة ، ولكن المجتمع السوداني لديه حرص طاغ في مسألة التكاليف الاجتماعية فاجد نفسي كل صباح انا مكلف بثلاثة او أربع مهام مثل عقد زواج او عيادة مريض او الصلاة علي جنازة .

س : مقاطعة … هل هذه التقاليد الاجتماعية سلبية ؟
ج : لديها دور كبير جدا في التسامح بين السودانيين وهي عززت هذا الجانب لذلك نجد العلاقات الاجتماعية من أقوي العلاقات في المجتمع السوداني ولكن ثمنها غال ، وانا عندما أكون بعيدا عن العمل السياسي سيتاح لي زمن ووقت لانجاز مهامي .وايضا أنا أعمل منذ فترة في موضوع السيرة النبوية وقد لاحظت أن السيرة النبوية أصبحت محل افتراء وأري انها مظلومة والآن اعد في كتاب ” محمد رسول الانسانية ” لكي يظهر هذا الكتاب ان محمدا صلي الله عليه وسلم كما كان مهما في القرن السابع الميلادي فهو مهم ايضا في القرن الحادي والعشرين ولكي يحدث هذا يجب ان تقرأ سيرته بالصورة التي تقنع الذهنية الحديثة وان هذا الأمر يجب ننظر الية كما كان في القرن السابع لذلك هذا الامر من اولياتي .
وأريد أضمن من خلال اشرافي علي هذه المؤسسات بعيدا عن العمل السياسي الحزبي عدم وجود مظاهرات او مشاحنات تحول دون ان تؤدي المؤسسة دورها ولهذا السبب اعتقد ان هذا الوقت مناسب لكي اقوم بهذا ، وأنا أريد أن اري ثلاثة اشياء في حياتي ، مؤسسة سياسية في حزب الامة قادرة علي ان تتخذ قراراتها كاملة ومؤسسة لشئون الانصار كاملة المسئولية ، ودستور قومي دائم للبلاد يتراضي عليه السودانيون .

س : هل هنالك مرجعيات لهذا الدستور ؟
ج : أعمل علي هذه المرجعيات لان هنالك من ينطلق من مفهوم سياسي معين وتجد من ينطلق من مرجعيات اسلامية يريد إسقاط الآخرين والعكس من ينطلق من مرجعيات قومية او شيوعية يريد اسقاط المرجعية الاسلامية وفي رأيي هذا خطأ وانا أعمل علي كيفية التوافق بين النظرة الاسلامية واستيعاب الآخر غير الاسلامي في اطار ديمقراطي يحترم حقوق الانسان وأقوم من خلال عملي في هذه المرجعيات بعكس هذه المفاهيم في الدستور وفي هذا الخصوص طرح حزب الامة ما أسماه استراتيجية الحل وقدمنا ما اسميته المباديء الضرورية للدستور ونريد عندما يدخل الناس الي مؤتمر الدستور القومي ان يدخلوا متوافقين وان لا يبدأوا من الصفر واعتقد ان هذا الموضوع سيجد التأييد لان الساحة السياسية الآن تشهد استقطابا حادا جدا وهذا الاستقطاب ما لم يجد دستورا متفق عليه سيتحول الي حروب أهلية بمختلف الاشكال جهوية وعنصرية وقومية فلا بد من تقديم دستور يستفيد من تجارب السودان الديمقراطية والاوتوقراطية لانني أعتقد أن التجربة الديمقراطية بها نقائص وقد اعطتنا مفاهيم ودروسا وآمل أن يبني الدستور الجديد علي الدروس المستفادة من التجربة الديمقراطية والتجربة الاوتوقراطية .

س : لديك ورقة عن الدستور ؟
ج : توجد مباديء في هذه الاستراتيجية وأنا أروج لهذه المباديء وآمل ان يتفق الجميع علي المباديء ثم الاتفاق علي الدستور .

س : منذ فترة طويلة ظللتم تتحدثون عن المؤتمر الدستوري والحديث يطول بشأنه ما القضايا التي تقف أمامه ؟
ج : المؤتمر القومي الدستوري مشروع اتفقنا عليه مع الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق وكان يفترض أن يعقد في 18 ديسمبر 1989م لكن حركة يونيو 1989م قطعت الطريق ، ومنذ ذلك الوقت لم تتم الاستجابه للفكرة وتم الاستعاضة عنها ببدائل أهمها اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005م ونحن أصدرنا دراسة في مايو 2005م وقلنا أن هذه الاتقافية لن تحقق سلاما ولا تحولا ديمقراطيا ولا وحدة جاذبة بل للاسف قامت علي محاصصة ثنائية واستمرت بأخطائها .

س : لماذا لم تحقق اتفاقية السلام الشامل سلاما ؟
ج : لأنه اتفق علي تقرير المصير للجنوب دون الاتفاق علي اين يقع الجنوب وهناك 20 نقطة حدودية مختلف حولها هي السبب في المشاكل القائمة الآن في أبيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق وكان يفترض ان يتم الاتفاق أولا :علي أين يقع الجنوب قبل قيام الاستفتاء ولذلك مسألة التحول الديمقراطي لم تتحقق في ظل المحاصصة وكذلك الوحدة الجاذبة وكذلك بالنسبة لاتفاقية ابوجا لسلام دارفور التي كانت ناقصة وفي رأيي هناك 16 اتفاقية سلام لم تحقق سلاما لأنها لم تخاطب أسباب المشكلة ولم تربط بين قضايا الحرب والديمقراطية وتحدثت عن وقف اطلاق النار وعن محاصصة وعن إشراك حملة السلاح وعزل القوي السياسية الأخري فهذه عيوب صحبت الاتفاقية وعجزت بها من أن تحقق السلام .

س : هل كان للمعارضة دور في ذلك ؟
ج : كان لدينا مشروع المؤتمر القومي الدستوري الذي تعطل بواسطة الحكومة التي كانت لديها بدائلها المتمثلة في الاتفاقيات وللاسف شجعت القوي الدولية هذا الاتجاه لأنها كانت تريد انفصال الجنوب من خلال استعجالها توقيع اتفاقية السلام مع الجنوب وهي الآن نادمة علي ذلك لأن الانفصال أتي بمشاكل اكثر ، لكن علي اي حال هذا التقصير لأنهم فقط رتبوا علي وقف الحرب وليس علي بناء السلام والبناء السياسي، لكن نحن ظللنا نتحدث عن شروط السلام وفي هذا الخصوص كان يفترض ان تعمل الحكومة مجلس قومي للسلام.

س : مقاطعة ..غير المجلس الأعلي الموجود ؟
ج : نعم مجلس قومي للسلام تشترك فيه كل القوي السياسية المشروعة لان هناك قضايا كثيرة جدا تتطلب ان تكون المشاركة فيها مكتملة .
وفي ظل عدم تحقق السلام الآن هناك خطر كبير وقد حدثت مشاكل في الحركة الشعبية وحدثت مزايدات ادت الي انقسامات في الحركة الي جانب نشوء حركات جديدة في دارفور والمؤسف ان التطورات في دول الجوار في ليبيا وجنوب السودان صارت هناك تدخلات عبر الحدود الجنوبية والغربية داخل السودان مما يعقد القضية السودانية .

س : ما العمل اذن ؟
ج : الموقف الآن يحتاج وقفة مع الذات ماذا نعمل ولابد من البحث في لماذا السودان يواجه مشاكل مع الاسرة الدولية وهي تؤثر سلبا وان موضوع العقوبات قطرة من برميل ولكي نعمل تطبيع مع الاسرة الدولية نحن في حاجة الي التعامل مع 63 قرارا من مجلس الأمن تخص السودان ، اما المحكمة الجنائية الدولية فلا يمكن إهمالها وهي قائمة وموجودة وتؤثر سلبا علي دور السودان وتطبيع علاقاته مع الدول المختلفة وخاصة الدول الاوربية المرتبطة بتقديم الدعم التنموي في اتفاقية كوتونو وخاصة مسألة اعفاء الديون الذي يحتاج اجماع 55 دولة من عضوية نادي باريس وهذه غالبيتها أعضاء في الجنائية وهذا الموضوع يحتاج الي انشاء مجلس قوي للعلاقات الخارجية ليناقش مسألة تطبيع علاقات السودان مع الاسرة الدولية ، ولازالة العقبات أمام عملية التطبيع وليس فقط موضوع العقوبات الأمريكية وفي رأينا ان التطبيع مع الاسرة الدولية يمر بمسائل كثيرة تتعلق بالوضع الدولي .

س : ذكرت سيد الصادق المهدي أن الخلافات طالت الحركة الشعبية كما طالت هذه الخلافات الاحزاب السياسية حتي حزب الأمة نفسه لم يسلم منها هل هنالك اي اتجاه لتوحيد حزب الأمة وما الجديد ؟
ج : بدءا يجب ان نعترف أن النظام الديمقراطي متطور ويحتاج الي تطور سياسي ونحن متخلفين سياسيا فالولاءات في الغالب طائفية أو وراثة لقبيلة او لجهة وهذا يقف عقبة أمام تطور النظام الديمقراطي الذي يحتاج درجة معينة من التطور الاقتصادي ودرجة من معينة من محو الأمية ونحن لدينا تخلفا في مفهوم الديمقراطية لان الديمقراطية وسيلة متقدمة للحكم .

س : معني ذلك هل يعنى أننا سنلغيها؟
ج : لا لأن الغائها سيكون هناك عدم تطور لأنه عندما يأتى نظام ديكتاتوري سيكون همه منع التطور لذلك أنت محتاج أن تقبل الممارسة الديمقراطية بعيوبها إلى أن تنضج في نار هادئة، أما التخلف فليس في الأحزاب السياسية فهو في الدولة الحديثة وفي النقابات وفي منظمات المجتمع المدني وعدم انضباط المؤسسات النظامية .

س: لماذا انشطرت الأحزاب ؟
ج : الحزب الحاكم انشطر وخرجت منه 10 تنظيمات والسبب واضح هو غياب المشاركة الديمقراطية فلكل حزب من الأحزاب له أسباب للانشطار فعدم الممارسة الديمقراطية أدى إلى هذه الانشطارات فالحزب الاتحادى الديمقراطي مشكلة الانشطارات فيه في رأيي تتمثل في غياب المؤسسية وإلى الآن لم يعقد مؤتمره منذ 50 سنة.
أما حزب الأمة فالسبب الأساسى هو عدوان النظام الحاكم اتفقنا معه عام 2000 في جيبوتي على نداء الوطن واتفقنا على التفاهم في شأن المستقبل وقدمنا فريقنا برئاسة الأخ مبارك الفاضل وعمل حوارا وأتى بنتائج هذا الحوار ، واجتمعت مؤسسات الحزب وناقشت هذه النتيجة واصدرت قرارا في 8 فبراير 2001م بالاجماع بما فيها جماعة مبارك ، وأقول اننا نقدر الحوار ومستعدين الاستمرار فيه ولكن لن نشارك في السلطة ما لم يتحقق حد أدنى من الديمقراطية ولاشياء معينة حددناها، في ذلك الوقت كان الفقيد القذافي ريد أن يضغط حزب الأمة ليشارك لانه كان يعتقد أن حزب الأمة صديق له وان مشاركته احسن له اجتمع البشير والصادق والقذافي ، وقد قال القذافي لنا هذا الكلام أمام البشير والله نحن عايزين نبارك مشاركة حزب الأمة في السلطة والحكومة السودانية مستعدة لذلك انتم مستعدون، فقلت له حزب الأمة قرر أن لايشارك وهذا قراره وأنا ملتزم به وهو غضب وبالتالي هو والبشير قرروا دعم مبارك لكى يختطف حزب الأمة وتم دعمه مالياً وإعلامياً فالانشقاق تم لهذا التآمر المباشر.
ومبارك بامكانيات الدولة والدولة الليبية عمل على تكوين حزب الأمة الاصلاح والتجديد واعتبره مستتقبل حزب الأمة فهذه التجربة بهذه الامكانيات من عام م 2002 فرخت كل هذه الأحزاب التى تسمى أمة أمة فهذه الكيانات التى تفرخت من هذه المؤامره واحد منهم اسمه مخير قال” البتبلبل يعوم” وقال من الافضل ان ينضم الي المؤتمر الوطني ودخلوا المؤتمر الوطني.

س: مقاطعة …. قالوا انت ادخلت ناسك في المؤتمر الوطني ؟
ج : نعم ذكروا بينما رأي آخرون بقيادة علي حسن تاج الدين أن التجربة خطأ ورجعوا وجماعة اختلفوا مع مبارك وسموا حزب الأمة القيادة الجماعية والفيدرالي ، كل هذه الكيانات نبعت من خلافات الجماعة الذين خرجوا مع مبارك والسبب أن النظام الحاكم اتهم مبارك بأنه يتخابر مع أمريكا وقاموا بابعاده ولما أبعد قال لجماعتة قدموا استقالاتكم والجماعة استقالوا واختاروا فريق برئاسة المرحوم الزهاوي ابراهيم مالك للتفاوض مع الحكومة حول الخلاف الذي أدى إلى إقصاء مبارك ، وقد قال فريق الحكومة لجماعة مبارك عايزين تواصلوا في الحكومة لامانع عايزين مبارك أذهبوا معه فانقسموا وقبلوا المشاركة وتركوا مبارك وكان الانقسام للاصلاح والتجديد كل هذه الفرق السبب هي نتيجة مباشرة لمؤامرة السلطة الحاكمة في ليبيا والسودان.
وبعدها أتت مشكلتان أخرييان واضحتان عندما عقد حزب الأمة مؤتمره الأخ الدكتور مادبو كان غائباً وعندما حضر اعترض على القرارات التى اتخذها المؤتمر ولكنه تحفظ وسمى التيار العام ولم ينشق ، أما المشكلة الثانية مع الأمين العام الدكتور ابراهيم الأمين الذي حاسبته الهيئة المركزية وقامت بتغييره وأصبح غاضباً من قرارات الهيئة لكن هذين الشخصين لم ينشقوا من حزب الأمة بل احتفظوا بمواقفهم في حزب الأمة لكن لديهم مشاكل تنظيمية .
الآن جماعة مادبو التيار العام عادت أغلبهم والآن حدث اتفاق بعودة مادبو ومن بقى معه ، أما ابراهيم الامين هناك تباشير بعودته لحزب الأمة لانهم كلهم حريصون أن يشاركوا في المؤتمر المقبل.

س: متى ينعقد المؤتمر العام وما الجديد؟
ج: ينعقد المؤتمر العام للحزب بعد أن يكتمل انعقاد المؤتمرات القاعديه التى نعمل فيها حتى تنتهى بالمؤتمر العام.
أما الجديد فهناك كثيرجداً من الجديد أنا أرسلت مقترحات للاجهزة المعنية بأننا محتاجون لعمل قفزة في العمل السياسي في حزب الأمة ونسميها التأسيسي الرابع للحزب، حيث كان التأسيس الأول لحزب الأمة عام 1945 والثاني 1964 والثالث 1985 وهذا الرابع سيكون 2017، وهو الذي سيتداول فيه حول مسألة الرئاسة والمستقبل إلى آخره..، وأنا كتبت تصورى في هذا ولكن لن يكون وحده في هذا الجانب، سنعمل على عقد ورشة فكريه للنظر في دستور الحزب وبرنامجه بمشاركة الجميع والاتفاق على أجندة المؤتمر العام الثامن وهو سيخاطب كل المستجدات من القوى الحديثه والسلام ومشكلاته وتدرس الورشة التصور الذي تقدمت به بشأن التأسيسى الرابع لحزب الأمة ثم يقدم للمؤتمر العام ، نجتهد أن يكون في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر، لكننا لن نحسمه إلا بعد فراغ لجان المؤتمرات القاعدية من عملها وعندها سأدعو للمؤتمر العام عبر لجنة عليا سأقوم بتعيينها للوثوق والتأكد من صحة المؤتمرات القاعدية.

س: من سيخلف السيد الصادق المهدي هل من الأسرة؟
ج : يستحيل أن أترك أحدا من أسرتي للخلافة وأن يكون خليفة في أي منصب وهذا معناه أنا اتحمل المسؤولية وأنا عندى كوادر قوية جداً قمت بتربيتها في الحزب وهى مجموعة من الكوادر محترمة من أبنائي الرحم ومن أبنائي السياسيين وكذلك من هيئة شئون الأنصار ولدينا ناس مؤهلين وأنا أعمل معهم في الاطار الفكري وهؤلاء مؤهلين للتنافس. وقد اقترحت كلية انتخاب الرئيس مهمتها النظر في مؤهلات سبعة أشخاص لهم حق التنافس في المواقع القيادية ويترك القرار للمؤتمر العام وأنا لم اختار شخصا معينا وأقول هذا يتولى المنصب كذا فالخيار مفتوح للمؤتمر العام.

س: لماذا لو اصر المؤتمر العام علي أختيار السيد الصادق المهدي وتمت ممارسة ضغوط؟
ج: لا أنا ساقنعهم لدى خيارات أخرى وأنا لست مخلدا في أي وقت ممكن أموت فعليهم الاستعداد لغيابي حتى لا يفاجأوا به والناس أن تحتكم لان قدر الانسان لايمكن التحكم فيه .

س: هل الطاقة الجسمانية والنفسية للامام تؤهله لان يستمر اذا الحزب اصر على أن يؤدى هذه المهمة؟
ج: اصر لا لكن انا حتى هذه اللحظة ما عندى علة صحية وهناك من يصاب بالزهايمر في سن معينه انا اشعر بأن يغظتي الفكرية والثقافية زائده بدليل زيادة الانتاج الفكري ولم اشعر بهبوط في الانتاج.

س: ولاهبوط اضطرارى؟
ج: ولا هبوط اضطرارى.

س : فيما يلى كيان الانصار ماذا ينقصه لماذا الإبقاء على عبد المحمود أبو لفترة طويلة خاصة وانت ذكرت أنك تريد ان تحمل الهيئة المسؤولية كاملة ؟
ج : نعم أنا لم أكن اريد أن أجمع بين قيادة الحزب وإمامه الانصار بالعكس انا سعيت جدا جدا في عام 2002 م ان لا يحدث انتخاب لامام الانصار واتفقت مع المرحوم الأخ عبد الحميد الفضل وكتب مذكرة قدمناها لورشة عمل لارجاء موضوع الامامه ولكن الذي آثار الانصار وجعلهم يصروا علي لانه لابد من أن نملأ خانة الامامة مهما كانت الظروف نتيجة لتآمر واحساسي بأن الحزب الحاكم يريد أن يأتى بإمام جوكي للأنصار.

س : ماذا يعني إمام جوكي ؟
ج : إمام مخترق كما حدث بالنسبة لكثير من الطرق الصوفية ، فهذا الامر أثار حفيظة الانصار واصروا عليٌ لكي لا يحدث فراغ وقبلت الامر وقلت إن الامامة هجمت عليٌ هجوما وحقيقة الذي ادي الي هذا الموقف كان هنالك احساس بوجود تآمر علي قيادة الانصار وان الحكومة ستأتي بشخص خليفة تحت المؤتمر الوطني .

س : الدكتور منصور خالد يري ان كل النخب السياسية في السودان فاشلة كلها في تقديركم هل هذا تقييم موضوعي وهل تعتقد ان د. منصور استطاع ان يثبت مفاهيم عكس هذا المفهوم في ممارسته السياسية ؟
ج : النخب السياسية السودانية من أفضل النخب الموجودة لأنها أتت باستقلال السودان كامل الدسم لان الدول الفرانكفونية مربوطين بالفرانكفون زون واستقلال الدول الانجلوفون مربوطة بالكمونولث ، فالسودان حقق استقلالا كامل الاركان وحقق نظاما ديمقراطيا كامل الدسم ، بالرغم من المشاكل التي واجهتها الديمقراطية لكن هناك اخفاقات وعندما تزول الديمقراطية كثير منهم يهرعون للنظام الدكتاتوري ويقوم بتوظيفهم وهنا يوجد خطأ معين ومحدد اظهره كثير من الناس الذين شاركوا مع نميري ومع الانقاذ .

س : ما الذي الحصل اذن لهؤلاء ؟
ج : ذكر مرتضي احمد ابراهيم في كتابه ومعه آخرون مثلا من السياسين المهمين الذين اشتركوا مع نظام مايو عبد الكريم ميرغني، وبدون شك كثير من النخب الذين شاركوا في نظام مايو بما فيهم منصور خالد باعوا زمتهم للنظام الديكتاتوري ، وذكر مرتضي ان اكثر شخصين صنعوا الطغيان في نميري هما المرحوم جعفر محمد علي بخيت ومنصور خالد حيث كان لهم دور مهم في طغيان نميري .
انا كنت في مأتم في ابوروف جالسا علي الارض سنة 1982 جاءني عبد الكريم ميرغني وقال لي يا فلان استحلفك بالله لما يروح النظام ، النظام رايح تبحثو عن اطول اعمدة في الخرطم وتشنقونا نحن المدنيين المثقفين الذين انخرطنا مع نميري قلت ليه ليه تقول كدا قال لي الضباط عملو انقلاب وما فاهمين حاجة وافتكروا ان الاحزاب السياسية هي التي تقف عقبة في سبيل تطور السودان لذلك يشيلوا الاحزاب ياتو بنا نحن الاطباء الاكاديميين المثقفين لكي نبني السودان وأتوا بنا ونحن لاننا تافهين افتكرنا اننا نؤمن وجودنا هذا الغير مستحق لذلك ننافقهم ، هؤلاء الضباط في الأول قلنا ونحن نكون قاعدين معاهم اقول انا عطشان يجري ثلاثة منهم يأتو لي بالماء واحد يقول الدنيا حر يذهب اثنين لفتح الشباك كانوا شغالين معانا بهذه الطريقة قمنا عشان نؤمن موقفنا ننافقهم محامي يعني شنو تقرأ كتابين في القانون تصبح محامي ، اقتصادي يعني شنو تقرأ كتابين في الاقتصاد تصبح اقتصادي طيب انتو الناس الذين حملتوا رؤوسكم في ايديكم وفتحتوا التاريخ صدقوا ولما صدقوا اصبحوا مهمشيننا ، نحن مسؤولين من جريمة هؤلاء الضباط بان لديهم شيء حقيقي فالمهم تحاكمونا – انا عايز اقول صحيح كثير من النخب استجابوا للنظام الدكتاتوي ولكن حتى هؤلاء النخب التي اشتركت مع الانقاذ علي سبيل المثال اليوم ناقمين عليها ، لدنيا قائمة ب 100 اسم من الافندي والطيب زين العابدين وعثمان ميرغني هم من اقوي الاصوات وهي نخب سودانية لديها ضمير لا نستطيع نقول انها فاشلة ، ليس صحيحا ان النخب السودانية فاشلة كما يقول منصور خالد ، مشكلة منصور
خالد بسيطة جدا هو شخص له طموح وله ثقافة دون شك ، ولكنه شخص عدائي للهوية السودانية المرتكزة على المرجع الاسلامي العربي ومن غير الممكن ان يكون لديك عطاءا في مجتمع وانت ضد تركيبته

س: منصور خالد يعاني وضع نفسي مما آلت الية الاوضاع في الجنوب ؟
ج : ما في شك والجنوبيين كانوا يقولون لنا هنالك جماعة علمانيين سودانيين فكرتهم اننا نطرد الاسلام من الساحة السياسية السودانية لآخر قطرة دم من الجنوبيين السودانيين .

س: لماذا …؟
ج : في اعتقادي ان الأخ منصور خالد ضلل المرحوم جون قرنق الذي كانت لديه نظرة سليمة وهو كتب لي خطابا في سنة 1985 في كوكا دام وقال لي نحن وانتم القوتين اللتين صنعتا في السودان والبقيه في رأيه هم صنعوا خارج السودان لذلك لازم نبني علاقة استراتيجية ، وثانيا وان يكون شعارنا السودان للسودانيين وهو شعاركم في حزب الأمة و اتخذناه في الحركة الشعبية . لهذا منصور خالد اشترك في ان يفهم قرنق انو انت ممكن ان تصبح حاكما للسودان وبدأ منصور خالد يتكلم بان قرنق يصلح بأن يكون قائدا للسودان ويجب ان نستعد نحن جميعا لان يحكم السودان انسان مسيحي وبدأ يبشر بهذا الكلام ، طبعا باي نظرة موضوعية هذا مستحيل وستحدث فتنة أكبر لكنه بدأ يبشر مما جعل قرنق طموحه يكبر، فمن المؤكد أن منصور خالد لعب دورا كبيرا في التأثير علي جون قرنق لأن يسلك هذا الخط .

س: هل هو براغماتي يتخذ الغاية تبرر الوسيلة ويذهب حتي الي تقسيم السودان من أجل هذا الفهم ؟
ج : لا هو فهمه كما قاله احدهم أنه من مدرسة لازم نطرد الدين من السياسة انصار ، اخوان مسلمين وذلك عندما يأتي شخص بهذه المواصفات ينظف الساحة السياسية مما يمكن ان يسموة (الاسلام السياسي) وكذلك في مؤتمر في القاهرة عقده حيدر ابراهيم سنة 1998م أحدهم تحدث مع وفد كنا نحن مشاركين في المؤتمر حيث قام المندوب اليساري العلماني يخاطب وفد قرنق بان قولوا لقرنق نحن ننتقدك ديمقراطيا “لانك غير ديمقراطي و” ننتقدك آثنيا لانك مركز على آثتيتك فقط ، لكن مادام ستأتي لنا بالعلمانية سنأتي بك لحكم السودان”
انا في رأيي هؤلاء افتكروا قرنق بلدوزر لكنس مسألة الإسلام في السياسية ويأتي بحاجة تخصهم لأنهم ضد الهوية الاسلامية العربية. في رأيي منصور خالد يجسد هذا الموقف وهو شرب جون قرنق هذا الفهم وللأسف هذه المدرسة وجدت دعما من موسفيتي لانها مدرسة تعتبر أن العرب في السودان غزاة لذلك انت لا تتحدث عن مشكلة الجنوب باعتبارها انها ليست مشكلة جهوية وانما مشكلة آثنيه وهذا الذي جعل قرنق يذهب في خط تجميع العناصر غير العربية باعتبار أنهم الأغلبية لازالة الوجود العربي لصنع هوية مضادة علمانية أفريقانية هذا الشيء للاسف ناس منصور خالد اشتركوم فيه .انا اعتقد هنالك سوء في إدارة التنوع لكن إدارة التنوع لا تعني انك تحذف العرب وتأتي بآثنية جديدة وانما الاتفاق أن يتعايش الاثتيتان كما قالت الشاعرة روضة الحاج ” أنا العروبة فى عرق الزنوجة فى فرادة حملت كل الأفانين”.

س : السيد الصادق بلا شك انكم اطلعتم علي الحوار الوطني وما خرج به من وثيقة بمشاركة أكثر من 90 حزبا وعددا من الحركات كيف تنظرون اليه ؟
ج : لدي دراسة واضحة جدا أول خطأ هو الاعتقاد بان هذا الحوار هو حوار جامع و الخطأ الاخر هو الجوانب المتعلقة بالتغيير الحقيقي الحريات والامن ونحن قلنا للجهات المعنية اننا أعددنا تقييما موضوعيا وارسلنا لهم نسخة منه بشأن الاشياء التي تم الاتفاق عليها ما لهم وما عليهم وقلنا هنالك ايجابيات وسلبيات ورأينا انكم تعلنون ان الحوار ملزم لمن اشترك فيه ونحن علي استعداد ان ندخل في حوار بموجب خارطة الطريق التي وقعنا عليها وللاسف هذا لم يحدث وقد تعقدت الامور .

س : لماذا تعقدت الامور ؟
ج : لانه دخلت القوي المسلحة المعارضة في مزايدات وتجديدها الحديث عن تقرير المصير ، والحديث عن تغيير النظام بالقوة وهذا انتهينا منه في اعلان باريس وللاسف هذا التعقيد والتدخل عبر الحدود لانه لم تتم الاستفادة من فترة هدوء الاوضاع بان يتم الاجتهاد في التوصل الي اتفاق وحوار عبر خارطة الطريق وكان يمكن ان نصل لكن للاسف التأخير قاد الي هذه التعقيدات الجديدة . ونتيجة لهذه التعقيدات نحن طرحنا استراتيجية السلام العادل والشامل والتحول الديمقراطي طرحنا فيها تغييرا يتم عبر الحوار الوطني وخارطة الطريق .
هناك دعوة من مركز كارتر لجمع الناس في اتلانتا ونحن سنطرح هذه الرؤية الاستراتيجية باعتبارها ثمرة لخارطة الطريق وترتكز علي ثلاثة أمور أولها الحوكمة والسلام والدستور ونأمل ان نجد استجابة حال توفرت الموضوعية ويعبر السودان الي حوكمة قومية وسلام عادل شامل ودستور قومي متراض عليه .

س : دول الخليج تشهد عدم استقرار واضح بسبب تدخلات القوي الكبري هل لديك رؤي من واقع المعالجات وماتشهده المنطقة من نظريات الشرق الاوسط الجديد ونظريات الهيمنة وهل باعتقادك ان السودان محتاج الي علاقات استراتيجية لتجاوز هذه المرحلة ام من الافضل للسودان ان ينكفيء علي نفسه ؟
ج : الانكفاء مستحيل لا احد يستطيع اليوم العيش في جزيرة معزولة امريكا نفسها لا تستطيع العيش في عزلة وبالتالي لا شيء اسمه امكانية الانعزال .
وبالنسبة لدول الخليج أنا رئيس منتدي الوسطية كتبت ما اسميته “واجب النصيحة ” وهي ورقة سنقدمها كمبادرة لقادة دول الخليج وسيحملها لهم مجموعة من الحكماء السنة والشيعة والعلمانيين المعتدلين ، فقد حددنا العدد وطلبنا منهم تحديد موعد الزيارة ، وهذه المبادرة ركزت علي ان مناقشة الازمة وحلها يقوم علي أساس الاحترام المتبادل واحترام سيادة كل دولة ، و ان موضوع عزل قطر سيؤدي الي استقطاب قوي اخري كما حدث ( تركيا وايران وربما قوي عربية ) .
وقد تطرقت المبادرة الي ان الخليجيين لديهم مشاكل حقيقية تحتاج لحلول من قبلهم ومن هذه المشاكل وجود اقليات شيعية في اغلب الدول الخليجية ، ووجود حشود من المثقفين يتطلعون الي دور في القرار السياسي ، و مشكلة التعامل مع العمالة الاجنبية ، ومعاناة دول الخليج مجتمعة من مشكلة الاعتماد علي مصدر دخل واحد ، والاعتماد علي الحماية الامنية الخارجية التي تفرض سياساتها عليهم الامر الذي يجعلهم يحتربون لكي يتم بيع السلاح لهم . ومطلوب من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي العمل علي وقف الحروب في البلدان الاسلامية وطرح حلول للتعايش ومسألة اصلاح الحكم .

س:فيما يتعلق بالسياسة الايرانية وما اذا كان التفكير الايراني الحالي امبراطوري ؟
ج : توجد مخاوف من السياسة الايرانية لكنها تعاني انقسامات ما بين ولاية الفقيه والاصلاحيين وهي تشترك مع السنة في دعم في القضية الفلسطينية فقد قاد تخبط الادارة الامريكية بتصنيف ايران الي دول محور الشر الي فوز احمدي نجاد المتشدد بدلا عن خاتمي المعتدل الذي يسعي للحوار ، و اي محاولة لحل المشكلة مع ايران بالقوة فاشلة ولن تؤدي الي نتيجة بل تساعد اليمين المتطرف في امريكا واسرائيل علي التحريض وزعزعة الاستقرار في المنطقة .

س : سيد الأمام الصادق المهدي ماذا تريد امريكا من السودان وهل يمكن بناء علاقات استراتيجية معها ؟
ج : هناك ضرورة لتقييم الموقف الأمريكي من كل الجوانب ومناقشة أخطاء السياسة الأمريكية من زاوية سودانية وتقديم حلول لصانعي السياسية الامريكية لترشيد سياساتهم بالصورة الصحيحة لان الامريكيين مقربين بانهم اخطأوا في احتلال العراق وفي غزو افغانستان وفي ليبيا الامر الذي أدي الي ظهور القاعدة وداعش كما أنهم معترفين ان التعامل مع السودان علي أساس العقوبات خطأ ، فالتعامل مع امريكا ضرورة لكن للأسف هناك جهالة في أمريكا ، وهناك جملة من الاسباب والتناقضات الاساسية في هذا الخصوص منها رغبتها في التعامل مع السودان وادخال مواطنينه ضمن مواطني ست دول ممنوعين من دخول أراضيها وتقول ان السودان متعاون معها في مكافحة الارهاب وفي نفس الوقت تضعه علي لائحة الدول الراعية للارهاب وتضعه ضمن قائمة دول الاتجار بالبشر . ونحن محتاجين للخروج من ذهنية أن أمريكا ست الكون وهي لم تعد كذلك والنظر الي أن العالم اصبح متعدد الاقطاب ، وان موضوع العقوبات من الموضوعات السطحية .
ونحن في حزب الامة ندرس الرد علي عدد من الدراسات المتعلقة بالعلاقة بين السودان وامريكا وتقديم حلول بشأنها ، وايضا ندرس كيفية أن تكون العلاقة مع أمريكا والدول الكبري الأخري ومطلوب انشاء مجلس قومي للسياسة الخارجية حتي نبتعد عن التخبط كما حدث في موضوع الفيفا باعتبار ان هناك موضوعات دولية يجب وضعها في الحسبان عند التعامل مع الاسرة الدولية مثل مقاييس باريس بخصوص العمل الاهلي واستقلاليته وممارسة الديمقراطية داخله وكذلك معظم قوانين العمل الدولية التي تطالب بتطبيقها منظمة العمل الدولية ومقاييس الحركة النقابية ، وكذلك لمنع التناقض والغفلة في التعامل مثلما حدث في مؤتمر الرياض من دعوة للرئيس للمشاركة ثم الاعتذار ثم ..الخ .
اما موضوع الجنائية فقد تحدثنا مع رئيس مجلس الأمن هاردي داتسوس في نوفمبر عام 2011م بانها تشكل عقبة أمام اي تسوية في السودان، فقد ذكر لي أن أي شيء يتفق عليه السودانيون نحن نعتمده فالتعامل مع الجنائية يمر عبر اتفاق حقيقي بين السودانيين .

س : هل تؤمن بعلاقة مع مصر ؟
ج : الجار قبل الدار ،نحن محتاجين لعلاقة استراتيجية مع كل جيراننا ومع مصر بصفة خاصة لاسباب ثقافية واجتماعية وهناك ضرورة لعلاقة استراتيجية بين البلدين وخاصة المصريين في المستقبل الاقرب محتاجين للسودان أكثر لاسباب تتعلق بامنهم المائي والغذائي .
تعقيدات العلاقة تعود الي موضوع الاخوان وقد اقترحت علي الرئيس عبد افتاح السيسي إصدار عفو عن قيادات الاخوان المحكومين باعتبار ان اجتثاث الاخوان بالمفهوم الامني مستحيل علي ان يقوم الاخوان بعمل مراجعات نحن في منتدي الوسطية مستعدون لذلك فعموما الموقف من الاخوان عقد العلاقة بين مصر والسودان وتركيا وقطر فلابد من معالجة هذه المسألة عن طريق مصالحة . فنحن محتاجين لعلاقة مع جيراننا وخاصة مصر ” الجار قبل الدار ” .

وكالة سونا للأنباء