الأمير عبد الحميد الفضل … هامة تستحق التكريم

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم
الحبيب الأمير عبدالحميد الفضل عليه رحمة الله
الحبيب الأمير عبدالحميد الفضل عليه رحمة الله

8 ديسمبر 2011

بقلم الحبيب محمد الامين عبد النبي

أصدر الامام الصادق المهدي قرارا بتاريخ الثامن من رمضان 1432ه الموافق الثامن من اغسطس 2011م بمنح الاستاذ عبد الحميد الفضل عبد الحميد لقب \” الامير \” لجهده المقدر في كيان الانصار وتفانيه في اجراء البحوث والتوثيق لتاريخ الدعوة المهدية مع انجازات اخري حققها .

لقد وقع القرار في نفوس الانصار كافة ومعارف الاستاذ عبد الحميد طيباً إذ أن الحبيب الامام بنظره العميق في قيادات الكيان قد وفق في إختياره حيث ان الامارة في لوائح الكيان لم تتعد اربعة من القيادات ( عبد المحمودابو – عبد الرحمن الصادق – عبد الرحمن ابو البشر – علي العمدة ) والاستاذ عبد الحميد الفضل خامسهم .

رايت ان اسطر هذه الكلمات في هذا التكريم الذي صادف اهله لما تربطني بالاستاذ من وشائج بعيدة عن الانتماء للكيان إذ انه كان معلماً لوالدي بمدرسة حنتوب الثانوية وعلمت من والدي انه كان شعلة تربوية تحررية طيلة تواجده في هذا المجال فقد حظي تلاميذه بالكثير بوجوده بينهم فأصبح علماً لاينسي رغم ظروف تباعد الازمان فقد تخرج علي يديه الساسة والاطباء والمهندسون والاعلاميون وعشرات العلماء . ولقد عاشرت الاستاذ عبد الحميد الفضل في مدينة ودمدني ونحن طلاب في جامعة الجزيرة كنا نحرص دائما ان نرتع من معين دروسه الراتبة حول تاريخ وفكرالدعوة المهدية والتي كان يأمها عدد كبير من الطلاب من مختلف الوان الطيف الفكري والسياسي فأنار بصيرتنا وازال الكثير من الغشاوة المعرفية التي غرسها الكتاب المغرضين للتاريخ بتشوية حقبة المهدية . فللرجل اهتمامات مقدرة في توثيق وتحقيق تاريخ كيان الانصار حيث اجتذب اليه المئات في منتديات كتيبة القلم والالاف في بابه المشهور \” مواكب الشهداء \” والذي حرص فيه علي توثيق وبحث الشهداء من الانصار الذين سقطوا في معارك المهدية باسلوب شيق وكلمات بارعة شدت اليها كافة القراء وذلك اضافة لمقالاته الراتبة في صحيفة الصحافة التي يحكي انه شارك الراحل عبد الرحمن مختار في تاسسيها عندما كان في كلية الفنون الجميلة عام 1961م . والاستاذ عبد الحميد لعب ادوارا سياسية فاصلة في بعض الاحداث السياسية فهو من تقلد رئاسة اتحاد طلاب وطالبات المعهد الفني عام 1964م \”جامعة السودان حالا\” وقاد طلاب المعهد الفني ابان ثورة اكتوبر المجيدة ، وهو الذي قدم مع زملائه ترشيخ المرحوم سر الختم الخليفة للمشاركة في التشكيلة الوزارية في اكتوبر ، فجيل الاستاذ عبد الحميد حلقة مهمة من حلقات العصر الذهبي للتطلع للحرية والديمقراطية والتمسك بالقومية السودانوية كهوية للسودان الموحد الديمقراطي.

وعند الحديث عن الاستاذ عبد الحميد لاتخلو الزاكرة عن سيرة والده الفضل عبد الحميد والذي كان من الشعراء الذين صاغوا شعرا عربيا سلساً وكان يلقي الشعر فيبهر السامعين وقد كتب عنه الكاتب صديق البادي في كتابه عن استشهاد الامام الهادي المهدي بان احدا لم ينعي الامام في تلك الايام العسيرة الا الفضل عبد الحميد :

اليك عني فأني فاتني وطري لماغاب شمس الهدي والمجد عن نظري

اني رزئت وانصار الامام بما أصاب (شهلات ) ما ابقي به حجر

انا الي الله في خطب الم بنا سري به البرق بين البدو والحضر

فقد اخذ الاستاذ عبد الحميد من والده الكثير من القيم والمعارف فصار مثالاً للانصاري الوقور والغيور والمثقف والمجتهد والملتزم ويعد احد اعمدة بيت الخبرة والحكمة والجودية في الكيان امثال البروفيسر الشيخ محجوب جعفر وبقية العقد الفريد . فالاستاذ يشغل عضو مجلس الحل والعقد بهئية شئون الانصار ورئيس اللجنة العليا لتوفيق اوضاع الانصار ورئيس لجنة الاعلام والثقافة بالمكتب السياسي لحزب الامة القومي. وقد ذاق مرارة الاعتقالات في بورسودان وودمدني شانه شان كل القيادات الصامدة في كيان الانصار وقد طاف كل مناطق السودان مبشراً ومنوراً بماضي وحاضر ومستقبل الانصار فللرجل باع في الخطابة (التقديم والالقاء) والكتابة ( الادبية والمقال السياسي ) ، ويعد من اكثر الذين يستمع لهم الامام الصادق المهدي ويودهم ، وقد اسس مع بعض قيادات وكودار الكيان \” كتيبة القلم \” للتصدي لتشوية تاريخ وفكر المهدية وتبصير الاجيال بمعاني وتعاليمها وبث المشروع النهضوي لهذه الدعوة والذود المستنير عنها واستقطب لمنتدياتها العديد من العلماء والمؤارخين امثال ب. موسي عبد الله حامد ، الاستاذ عبد المحمود ابوشامة ، ب. عبد الله حمدنا الله ، عبد ادم خاطر ، اخلاص مكاوي ، د. فدوي عبد الرحمن علي طه ، د. بركات الحواتي ، د .الطيب زين العابدين ، م. امام الحلو واخرون واستطاع ان يحقق قدراً من الانسجام والتناغم بين ابناء اسرة المهدي .

فعطاء الرجل المتجدد وانجازاته تشهد له بأحقيته لهذا اللقب فهو مؤسسة من المعرفة بالادب والتاريخ والفكر ومرجعاً في الحقل الاعلامي والثقافي وكنز من الابداع ، وهذا التكريم يترك علي عاتقه مسؤلية كبيرة والتزام مضاعف اتجاه مبادئ وقيم ونهج هذا الكيان . لله درك ايها الامير وانت ممسك بقلمك بصمت تسطر اروع وانبل الكلمات في سرد احداث تاريخ افذاذ المهدية وتحمله في ثوب انيق وطبق زاهي لتعلم الاجيال عظمة وعبقرية قادة وامراء المهدية وتسطع بكلمة الحق في مقالاتك لتنثر جواهر الكلم ولتقيم الحجة والبرهان لحتمية عودة الديمقراطية وكرامة الشعب والتبشير بزوال الظلم والاستبداد . فهنيئاً للامام الصادق بصحبة امثال الامير عبد الحميد الفضل واختياره يدلل علي ان الحبيب الامام يتمتع بدراية ومعرفة بالرجال فينزل كل منهم منزله ويعطي كل ذي حق حقه وهذه اعلي درجات العدالة .

وددت ان اسطر هذه السطور عرفاناً لهذا الاستاذ الجليل الذي حتي وقتنا هذا نتمتع انا وزملائي بالجلوس اليه والاستماع الي ادق الوثائق عن الدعوة المهدية ، ويتحفنا بمعلوماته الثرة واسلوبه المشوق فيقدم لنا ماجادت به اريكته دون مناً ولا اذي .