التضامن الإسلامي: التحديات والحلول

بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة التي ألقاها الإمام الصادق المهدي في ملتقى علماء ومثقفي العالم الإسلامي بدعوى من رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية الإيرانية طهران في الفترة من 24-25 أكتوبر 2007.

التضامن الإسلامي: التحديات والحلول

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد-

أحبابي: مع حفظ الألقاب والمقامات. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أشكر لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية دعوتنا لتناول هذا الموضوع الهام وسوف أطرقه بصراحة تحدد الإيجابيات ولا تغمض عينا على السلبيات فقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رحم الله أمرءاً أهدى لنا عيوبنا وعلى نفس الوتيرة قال حكيم أوربا عمانويل كانط: النقد هو أفضل أداة للبناء اكتشفها الإنسان.

سوف أتناول الموضوع عبر سبع نقاط:

الأولى: أمتنا الإسلامية أمة فريدة وتجمعها سبعة عوامل راسخة هي: إله واحد – ونبي واحد- وكتاب واحد- وشعائر عبادية واحدة- ومرجعية أخلاقية واحدة- وافتخار بماض مجيد وتطلع لمستقبل فاضل انتظارا للوعد الإلهي: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)[1]

الثانية: والأمة الإسلامية تفرقها سبعة عوامل هي: اختلاف حول دور الدين في الحياة العامة- وتنوع ثقافي- وتنوع قومي- وتعددية قطرية- وتعدد الفرق- وتعدد المذاهب- والموقف المتباين من النظام الدولي.

أقول:

  • بالنسبة لدور الدين في الحياة العامة فقد كانت هناك تيارات علمانية لبرالية واشتراكية تنادي بحصر الدين في المجال الشخصي تحت شعارات مثل الدين لله والوطن للجميع. دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر، وغيرها. لكن في الوقت الحاضر تكمشت العلمانية بشقيها اللبرالي والاشتراكي وتمددت التيارات الدينية. أي أن التعارض الديني العلماني تراجع لصالح الديني في كافة البلدان الإسلامية.
  • أما التنوع الثقافي لا سيما المرتبط بالتنوع اللغوي فإنه قائم وراسخ وسوف يبقى هذا التنوع الثقافي.
  • كذلك سوف يبقى التنوع القومي تمثله قوميات عديدة كالعربية والفارسية- والتركمانية- والهندية- والنيجرية- وغيرها.
  • كذلك سوف يبقى التنوع القطري الذي تمثله حوالي خمسين دولة ذات أغلبيات مسلمة. هذه التعددية القطرية باقية في المستقبل المنظور.

وبالنسبة لهذا التنوع الثقافي، والقومي، والقطري؛ فإن علينا التسليم به وببقائه الآن وفي المستقبل المنظور، والمطلوب ليس المطالبة بإلغائه ولكن المطالبة بتجنب العصبية في أمره. العصبية المعرّفة بأن ترى أدنى المنسوبين إليها أفضل من أعلى المنسوبين لغيرها. علينا أن نقر بحقيقة التنوع في هذه المجالات متجنبين العصبية مستهدين بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[2].

  • أما التعددية المذهبية وأشهرها مذاهب السنة الأربعة: الحنفي والمالكي- والشافعي- والحنبلي. والمذهبان الشيعيان: الجعفري والزيدي. والمذهب الإباضي.. هذه المذاهب المشهورة ويوجد غيرها هي نتيجة حتمية لحرية الاجتهاد، وينبغي أن نرحب بها وربما أضاف الاجتهاد غيرها، فلا غبار على ذلك والمقولة المشهورة: اختلاف الأئمة رحمة. لذلك ينبغي ألا نضيق بتعدد المذاهب والمهم تجنب التعصب والتكفير واتخاذ الموقف المتسامح الذي قال به أئمة الاجتهاد أنفسهم: قولنا صحيح يحتمل الخطأ وقلوكم خطأ يحتمل الصواب.
  • القضيتان اللتان توجبان دراية أعمق بغية إيجاد معادلة وفاقية هما اختلافات الفرق، واختلافات المواقف من النظام الدولي.

الثالثة: المسلمون اليوم أكثر أمة ضحية للفقر، والجهل، والمرض، والعنف حتى كأن العالم أدمن دماء المسلمين التي تسفك يوميا في مشارق الأرض ومغاربها!.

أعداء الأمة الإسلامية الذين حاولوا بسط سيطرتهم عليها فرغم ضعفها يئسوا من بسط السيطرة المباشرة عليها وصاروا يراهنون على انقسامها وافتراق كلمة أهلها لاستغلالها والفوز بمواردها.

نشر مايكل كلير كتابا بعنوان: حروب الموارد الطبيعية في عام 2001م، قال فيه: كانت الحروب تدول حول قضايا فكرية وسياسية، لكنها منذ بداية القرن الجديد سوف تدول حول السيطرة على الموارد الطبيعية (لا سيما النفط- والمعادن- والمياه- والأخشاب) لأنها مطلوبة للصناعات الحديثة. قال: هذه الموارد الطبيعية متوافرة في مناطق معينة في العالم وهي: أواسط أفريقيا وحوض النيل- والخليج –وإندونيسيا- والنصف الشمالي من أمريكا الجنوبية- وجنوب وجنوب شرق آسيا.  أي أن المعارك المتوقعة سوف تدور في حظيرة العالم الإسلامي.

والمسلمون مفرقون فما العمل لمنع وقوعهم ضحايا للهيمنة الدولية؟

الرابعة: الفرق الإسلامية كثيرة ولكن في الظروف الحالية أهمها أهل السنة والشيعة. أتناول الموضوع بالصراحة المطلوبة وأقول: تدور خلافات أهل السنة والشيعة حول خمسة ملفات هي:

  • الموقف من أحداث التاريخ في الصدر الإسلامي الأول.
  • رواسب من مرارات التعامل الظالم في الماضي.
  • شرعية الحكم بين الإمامة التي يقول بها الشيعة والخلافة التي يقول بها أهل السنة.
  • المهدية.
  • التنافس الدعوي بينهما.

أقول:

  • فيما يتعلق بأحداث التاريخ في الصدر الإسلامي الأول فإن لكل فرقة رواياتها التي تتمسك بها وهي روايات لا يمكن حسم الخلاف حولها لا بالحجة ولا بالقوة. والمطلوب أن نتناولها ملتزمين بأدب الاختلاف متجنبين التخوين والتكفير مستهدين بمقولة إمام المتقين علي بن أبي طالب: من قال كلمة تقبل الكفر في 99 وجه والإيمان في وجه واحد حكمنا له لا عليه، وما قاله في أمر الخوارج قمة في التسامح المحمود.
  • وفيما يتعلق بمرارات الماضي لا سيما تلك التي أفرزها التسنن الأموي، والتشيع الصفوي فإنها زفرات حانقة يرجى التخلص منها تماما وتجاوزها والتطلع لمعاملات تليق بمن يسمعون كلام الله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[3].
  • فيما يتعلق بشرعية الحكم فإن الشيعة يتطلعون للإمامة وأهل السنة للخلافة على نحو ما فصل شروطها الماوردي. هذه الخلافة غائبة وإمامة الشيعة كذلك غائبة فمهما اعتقده الفريقان فإنها اعتقادات لا وجود لها في الحاضر ولا في المستقبل المنظور. هذا بينما شعوبنا حاضرة ومصالحها -في إقامة العدل، وتوفير الأمن وكفالة المعيشة- ملحة ولا تقبل التسويف.

شعوب الأمة السنية والشيعية تتطلب بإلحاح وفورا أمرين هما: حكما راشدا يقوم على المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون، ونظاما اقتصاديا يحقق التنمية ويكفل العدالة الاجتماعية في توزيع عائدها.

المطلوب وبصرف النظر عن أشواق الإمامة والخلافة هو العمل على تلبية مطالب الشعوب بالسرعة المطلوبة.

  • فيما يتعلق بالمهدية فإنها عقيدة راسخة لدى الشيعة وعلى اختلاف مدارسهم من سبعية إلى اثنى عشرية إلى زيدية فإن لهم فيها معتقدات تلزمهم ولكنها لا تلزم غيرهم. غالبية أهل السنة كذلك يقولون بعقيدة مهدية روت أحاديثها بعض الصحاح رواها أبو داؤد- والترمذي- وابن ماجة- والطبراني- وأبو يعلى- وأحمد وأسندوها لطائفة من الصحابة رضي الله عنهم. ودافعت عن عقيدة المهدية لدى أهل السنة أقلام قوية أمثال: الكنجي- والعسقلاني- والسيوطي- وابن تيمية وغيرهم.

هنالك بين أهل السنة والشيعة اختلافات واسعة حول المهدي والمهدية: هل ولد وهو موجود أم لم يولد بعد؟. ومع الاختلافات الواسعة فإن ثمة اتفاقا على أن لمهدي من آل بيت النبي (ص) وأن يبسط العدل ويعم الإسلام.

النهج القرآني فيما يتعلق بالأمور المختلف عليها ولا يرجى حسم الخلاف لا بالحجة ولا بالقوة هو قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ[4])، ومع ذلك فلا خلاف أن كافة فرق الإسلام تتطلع لبسط العدل ونشر الإسلام. هذان المطلبان من وظائف المهدية يمكن الاتفاق عليهما. إن دعوة الإمام المهدي في السودان لم تدع مهدية الشيعة الإثنى عشرية ولا مهدية السنة آخر الزمان بل عرفت المهدية بوظيفة محددة المعالم مرتبطة بتكليف غيبي لإحياء الكتاب والسنة والخلافة عن النبي (ص): هذه هي حيثيات مهديته.

إن مصلحة الإسلام والمسلمين اليوم هي في تحديد هدف الإصلاح الديني، والعدل، ونشر الإسلام، وهي مقاصد يمكن أن يتفق عليها الكافة باعتبارها هداية مطلوبة ولا مانع أن يحتفظ الآخرون بعقائدهم وأشواقهم ما داموا لم يعملوا على فرضها على الآخرين بالقوة.

  • أما فيما يتعلق بالتنافس الدعوي السني والشيعي فلا مانع منه طالما التزمت الأطراف بأن (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) وبآداب الدعوة الإسلامية: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)[5]. إن ضبط أدب الدعوة بين المسلمين واجب ديني كذلك ضبط أدب الدعوة بيننا وبين الملل الأخرى فالله يخاطب النبي (ص): (وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ)[6]، ولا أجد نصا أكثر تسامحا من قوله تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)[7].

الخامسة: التعامل مع الموقف الدولي:

هنالك ثلاث حقائق بارزة في عالم اليوم:

  • برنارد لويس العالم الصهيوني البريطاني المولد الأمريكي الانتساب هو أول من شهر سيفا عدائيا ضد الإسلام في العصر الحديث قائلا إن المسلمين لا يعرفون صديقا وعدوا الكل عندهم كفار وأنهم يعادون الغرب لا بسبب أعمال معينة ولكن يعادونه في حد ذاته. لذلك فنحن إزاء صدام حضارات بيننا ولا تحكمه عوامل عقلانية. وعندما سقط حائط برلين كان تعليق رئيس إسرائيل العاجل: إن العدو السوفيتي للغرب قد هزم وأن العدو القادم هو الأصولية الإسلامية.

هؤلاء الصهاينة أرادوا أن يؤكدوا أن إسرائيل كانت حليفا للغرب ضد السوفييت سوف تكون حليفا له في المواجهة القادمة مع الأصولية الإسلامية: لذلك حرصوا على تحريض الغرب على المسلمين. ومنذ سقوط الاتحاد السوفيتي نشأ في يمين الحزب الجمهوري الأمريكي تيار نشر ما سماه: أجندة من أجل قرن أمريكي جديد. هؤلاء قالوا إن الولايات المتحدة قد كسبت الحرب الباردة وهي التي تملي شروط السلام في ظل هيمنتها. وتزامن هذا مع تيار أصولي مسيحي تمدد داخل الكنيسة البروتستنتية مؤمن بصحة نبوءات العهد القديم ومتطلع لعودة السيد المسيح الثانية والتي من شروطها عودة اليهود إلى إسرائيل: هؤلاء يمثلون تيار الصهيونية المسيحية. هذا التحالف الثلاثي بين اليمين الإسرائيلي، واليمين الجمهوري الأمريكي، والمسيحية الصهيونية اختطف السياسة الأمريكية وساقها لمقاصده الهادفة للهيمنة العالمية المستهدفة للمسلمين.

  • ظل العالم الإسلامي خاملا بعد وثبات اليقظة والتحرير التي قادها الوهابيون في الجزيرة العربية، والمهديون في السودان، وطائفة من الثوار: الشيخ عثمان دان فوديو في نيجريا، والأمير عبد القادر الجزائري، وغيرهم من المصلحين والثوار. ولكن في الربع الأخير من القرن العشرين شهدت كل الأديان انتعاشا أصوليا فيه ما فيه من تخوف من آثار العولمة على القيم الدينية والأخلاق. هذا الانتعاش الديني صحبته في العالم الإسلامي وعلى مراحل مظالم داخلية وخارجية فجرت حماسة إسلامية.

قال مارك كيوتس في كتابه “تخاليط القوى”: كثير من الأمريكيين لا يعلمون أن الغضب الإيراني على بريطانيا وأمريكا الذي كان له دور في إشعال الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م غضب له مبرراته حتى بالمقاييس الغربية وكان هذا الغضب نتيجة للانقلاب العسكري في إيران الذي خططت له وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في عام 1953م وما أعقبه من حكم الشاه الذي اضطهد الشعب الإيراني.

ظلم الشاه صحبه الاستلاب، وتغريب الثروة، وتوظيف النظام شرطيا لمصالح أجنبية.

وفي أفغانستان فإن الغزو السوفيتي هو الذي حرّك الطاقات الجهادية التي انفجرت بصورة واسعة لها ما بعدها.

وفي فلسطين تدرج رد الفعل على عدوان إسرائيل من منظمة التحرير الفلسطينية، إلى فتح إلى حماس والجهاد.

وفي لبنان حرك الغزو الإسرائيلي طاقات أمل في اتجاه حزب الله في عام 1982م.

إن الحماسة الإسلامية التي انطلقت في كل العالم الإسلامي واتخذت مظاهر مختلفة صارت طاقة نووية معنوية. قال أحد كبار الصوفية إن همة ابن آدم هي اسم الله الأعظم. وأنا استعير المجاز وأقول إن إرادة الشعوب طاقة نووية لا تقهر.

هذه الطاقة لم تنطلق بعوامل ذاتية هجومية بل كانت في كل الأحوال نتيجة لقداحة حركتها لذلك أقول إنها حماسة دفاعية. لذلك كلما واجهها أعداؤها بالقمع تزيد قوة. لقد جربت الولايات المتحدة في وجهها الهجوم العسكري الاستباقي فكانت النتيجة عكسية. لو أسعفتها الحكمة لجربت العدالة الاستباقية وهي وحدها الوسيلة الفعالة في التعامل مع وثبات المظلومين.

السادسة: في العالم الإسلامي اليوم:

في العالم الإسلامي اليوم حركات إحيائية سنية وشيعية ووطنية وقومية، وهي في كل الحالات تنشد العدالة داخليا والتحرر خارجيا. قوى الهيمنة الدولية أدركت هزيمتها في وجه هذه الحيوية لذلك صارت تراهن على خطة فرّق تسد.

أسوأ ما في الأمر أن الذين اتخذوا خطا إرهابيا أذاه على الإسلام والمسلمين أكبر من أذاه على الغرب جعلتهم السياسات الأمريكية والإسرائيلية الخاطئة يكتسبون شعبية بينما الخطة الناجحة في محاربة الإرهاب هي تلك التي تعزله وتفقده الشعبية فكأنما تحالفت تلك السياسات الخاطئة مع الإرهاب على نحو ما قال سيرايفور روبرتس سفير بريطانيا في إيطاليا عام 2004م: إن بوش هو أكفأ ضابط تجنيد لصالح القاعدة.

السابعة: مهما اختلفت اجتهاداتنا الإسلامية والقومية والوطنية فإن واجبنا الديني والقومي والوطني يلزمنا تجنب الانقسام والتضامن لحماية مثلنا المشتركة ومصالحنا. هذا يوجب أجندة وفاق أو حلف فضول عصري مفرداته ثمانية:

  • لا للاغتصاب الصهيوني ونعم للسلام العادل والشامل.
  • لا للاحتلال ونعم لعلاقات دولية ندية. إن فكرة الهجوم الأحادي الاستباقي من شأنها أن تدمر العلاقات الدولية. الصحيح هو المبادرة بالعدالة الاستباقية.
  • لا لترويع الأبرياء. ونعم للمقاومة المشروعة.
  • لا لاضطهاد الأقليات المسلمة في الغرب سيما وهناك الآن حملة إسلاموفوبيا تقودها أقلام صهيونية وآخرون من اليمين الأوربي تثير الذعر الأوربي والأمريكي بأن المسلمين يتمددون في أوربا وسوف يحتلونها داخليا كما قالت بات مائير في كتابها “يورابيا”؛ ونعم لبرتوكول يلتزم المسلمون بموجبه بقوانين البلدان المضيفة مقابل احترامها لخصوصيتهم الثقافية وإشراكهم في الشأن العام.
  • لا للتمييز ضد الأقليات الدينية والثقافية في أوطاننا ونعم لكفالة حقوق المواطنة لهم وحقوقهم الإنسانية.
  • لا للاستبداد. ونعم للحكم الراشد الذي يقوم على المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون.
  • لا لتغريب الثروة الوطنية. ونعم للتنمية والعدالة الاجتماعية.
  • وأخيرا: لا للابتزاز النووي. ولا للتسلح النووي. ونعم لاكتساب المعرفة النووية وتوظيفها لإغراض مدنية. كذلك نعم لمنطقتنا خالية من الأسلحة النووية.

 

وفي الختام،

أقترح أن نعمل على تبني أجندة الوفاق هذه على أوسع نطاق وأن نسعى لتكوين مجلس مصغر لا  يزيد عن 12 شخصا أسوة ببيعة العقبة الأولى والحواريين. مجلس عالي التأهيل، متوازن، أهلي، يجسد ضمير الأمة ويكون عينها الساهرة لدرء الفتن والانتصار للوفاق بالتي هي أحسن.

 

وبالله التوفيق.

 

[1] سورة الأنبياء الآية 105

[2] سورة الحجرات الآية 13

[3] سورة الحجرات الآية 10

[4] سورة السجدة الآية 25

[5] سورة النحل الآية 125

[6] سورة ق الآية 45

[7] سورة المائدة الآية 48