المهدي يدعو لكتيبة حكماء تضع أسسا لميثاق جامع يسدي النصح لولاة الأمر

الإمام الصادق المهدي

 

8 يوليو\تموز 2014

عمان – حضر رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، امس، حفل الإفطار السنوي للمنتدى العالمي للوسطية الذي اقيم بقاعة عمان بمدينة الحسين للشباب بمشاركة رؤساء وزارات سابقين.

وقبيل الافطار القى رئيس المنتدى العالمي للوسطية رئيس الوزراء السوداني الاسبق الامام الصادق المهدي محاضرة بعنوان «حرائق التطرف في العالم الاسلامي» بين فيها ضرورة تبني المنتدى تشخيصاً موضوعياً للتطرف وأسبابه وتداعياته العنفية، وتكوين كتيبة حكماء تضع أسسا لميثاق جامع يسدي النصح لولاة الأمر.

وقال إن موقف المتفرج إزاء الحرائق التي أشعلها التطرف موقف لا يرضاه الدين، ولا الأخلاق، ولا الوطنية، ولا الإنسانية.

واشار الى ثمة ظروف طرأت في تاريخنا صنعت تعطيل العقل البرهاني وأبطلت الاجتهاد الفكري وقيدت الاجتهاد الفقهي بمنطق القياس والإجماع الصوري وغيبت الشورى أساساً لولاية الأمر وبدلتها بطاعة المتغلب، مبينا ان هذه العوامل المصنوعة شلت عطاء الأمة بعد عطاء مرموق وهيأت أقطار الأمة للاحتلال الأجنبي الذي احتلها قطراً قطرا».

وتحدث عن الحضارة الغربية والغزو الفكري والثقافي وموقف العلماء والمفكرين في عالمنا، وقال:

ان المذاهب الفقهية جاءت نتيجة لحرية الاجتهاد ولا مانع من تعددها كالحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي والجعفري والظاهري والزيدي، والإباضي، مبينا ان المهم في أمرها الاعتراف المتبادل بها وعدم التعصب على نهج أئمة المذاهب الذين كانوا في غاية التسامح وعدم التعصب.

واوضح ان عبارة الإسلام السياسي خاطئة، فالإسلام واحد ولكن الصحيح أن يشار لهؤلاء بما يؤكد أن نهجهم هو اجتهادهم السياسي في الإسلام، أي ينسب الأمر لاجتهادهم البشري القابل للصواب والخطأ.

وبين ان الإسلام دين ومقاصد اجتماعية، فالدين متعلق بالثوابت والدولة متعلقة بمتحركات متغيرة، المهم أنها في أية شكل من أشكالها ينبغي أن تلتزم بمبادئ الإسلام، وينبغي أن تنطلق المراجعات من تجارب هذه الحركات لا سيما ذات المرجعية الإخوانية في مصر والسودان والجزائر وتركيا وتونس وغيرها مراجعات أهمها:

التمييز الوظيفي بين جماعة الدعوة وجماعة السياسة، فجماعة الدعوة تخاطب المسلمين وجماعة السياسة تخاطب المواطنين.

وتناول المهدي الحضارة الاسلامية ودورها في تثقيف المجتمع وتقدمه وقضايا الغلو ودور الحضارة الغربية في صناعة التطرف في عالمنا الاسلامي من خلال علويتها وتغلبها، مشيرا الى ان الغزو السوفيتي لافغانستان شكل تحديا مباشرا للامة الاسلامة فتصدى له من كونوا القاعدة وساهموا بصورة قوية في هزيمة الغزاة.

وتناول الاحداث الجارية في العراق وسوريا وسياسات الحكام والانظمة، مؤكدا ضرورة ان يراجع الاخوان المسلمون من جانبهم الاعتراف بارتكاب اخطاء محددة والفصل بين جسم دعوى لا يعمل بالسياسة وجسم سياسي مفتوح لكل من يؤيد برنامجه من المصريين والاعتراف بالواقع الراهن واكتساب شرعية للعمل السياسي تحت مظلته التعددية.

بدوره، قال امين عام المنتدى مروان الفاعوري ان الحاجة باتت ملحة الى لم الشمل وصلابة الموقف ووضوح الرؤية والهدف والتصالح مع الذات لنضمن انا نسير على طريق الخير والهدى.

واضاف ان المنتدى انشأ منذ سنوات خارطة طريق لتكون دليلا فكريا يهدي الى النور لا سيما وان اللحظات التي تمر بها امتنا صعبة من حيث الصراعات والحروب والفتن، مؤكدا ضرورة الاسراع بمصالحة تاريخية بين الشعوب والحكام نحو مشروع بناء الامة وتوحيد الطموحات.

وقدم الداعية الاسلامي الدكتور محمد ثابت النابلسي محاضرة عن الصوم والايمان والاسلام بشكل عام.

 

بترا\الدستور