بيان توحيد حزب الأمة 7 أبريل 1969م

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان توحيد حزب الأمة وعودة الصفاء إلى صفوفه

القاه الإمام الهادي المهدي

في الاحتفال الذي أقيم بهذه المناسبة ببيت الإمام المهدي بامدرمان

أبريل 1969م

تأكيداً لتوحيد حزب الأمة وأنصهاره في جهاز وطني واحد بعد انشقاق دام لحين من الوقت رأينا أن نصدر البيان التالي:

لقد تعرض حزب الأمة إلى انقسام مؤسف أعاق مسيرته التاريخية الكبرى وعطل عجلة التطور والتقدم في البلاد وأشاع القلق بين جماهير حزبنا التي أضيرت مصالحها وبين المشفقين على البلاد من أثر الاختلال الكبير الذي نشأ في ميزان القوى السياسية نتيجة لذلك الانقسام.

إن حزب الأمة امتداد طبيعي متطور مع الزمن لحركة تحررية كبرى حققت استقلال السودان في القرن الماضي، ووحدت أقاليمه، وجمعت الشعب كله في صف واحد في ظل دولة إسلامية وطنية- وهو التجمع الشعبي الكبير الذي أقام الدعوة الاستقلالية ووقف بجانبها قويا شامخا يتحدى الاستعمار والدعوات المضادة وظل رجاله يكافحون ضد عدو قوى مقتدر ويقدمون التضحيات حتى شاء الله أن تتحد كلمة الشعب بعد نضال مرير ويعلن الاستقلال وكان حزب الأمة طوال سنين الكفاح من أجل التحرر من نير الاستعمار المحور الذي تدور حوله كل القوى الوطنية الاستقلالية والمحرك الذي يبعث الحياة فيها.

وفي خلال سنوات الحكم العسكري الذي اغتصب إرادة الشعب وأهدر حقوقه قاد حزب الأمة معركة الديمقراطية وحكم الشورى والتفت كل القيادات السياسية المعارضة تحت لوائه في معركة طويلة انتهت بانتصار الشعب في ثورة أكتوبر الخالدة وزوال عهد الطغيان والاستبداد، وكان حزب الأمة خلال الثورة عملاقاً قوياً بارزاً في توجيه الثوار ودعم الصف الوطني وأسهمت جماهيره في العاصمة والأقاليم بقدر عظيم في إشعال نار الثورة وإذكائها وفرض إرادة الشعب والعودة إلى حكم الشورى.

إن تاريخ حزب الأمة حافل بالبطولات والتضحيات والأمجاد ونحن إذ نعلن توحيده اليوم بعد انشقاق إنما نستهدف إعادة الاستقرار السياسي للبلاد، وكتابة الدستور الدائم الذي طال ترقبه، ورفع مستوى المواطن السوداني، والأخذ بيد الأقاليم المتخلفة لتلحق بالركب، وإزالة المظالم الاجتماعية، وخلق مجتمع الكفاية والعدل، وقيام حركة سياسية متطورة توجه الطاقة الشعبية وتدفعها دفعاً قوياً نحو الإصلاح والتجديد والتقدم المطرد المخطط.

وإن قيادة حزب الأمة استشعاراً منها بمسئوليتها الكبرى إزاء الوطن والشعب وإزاء كيانها التقليدي العظيم العريق قد تجاوبت بإعلان التوحيد مع مشاعر ورغبات جماهير حزبنا ومع الجهد الكبير الذي بذله الكثيرون من المواطنين الحادبين على مصلحة بلادهم لتحقيق هذه الغاية.

ولقد تم بعون الله الاتفاق علىتوحيد الحزب على أسس سليمة روعيت فيها ظروف حزب الأمة التاريخية ومسئوليته عن بناءالحاضر والمستقبل المفتقرين إلى الإصلاح والتجديد.

وهذه هي الأسس والمبادئ التي تم الاتفاق عليها:

  1. حزب الأمة حزب عصري ديمقراطي مفتوح لكل السودانيين ويكون ملء المناصب القيادة فيه بالانتخاب، ويخضع الأشخاص الذين تم انتخابهم لتولي المسئولية للمحاسبة من أجهزة الحزب وتتخذ القرارات في كل المسائل التي تخص سياسة الحزب والبلاد برأي الإغلبية.
  2. بالنظر لزعامة السيد الإمام الهادي المهدي في الحزب والبلاد فإنه هو المرشح الوحيد لحزب الأمة لرئاسة الجمهورية في ظل دستور البلاد الدائم.
  3. يلي السيد الإمام الهادي المهدي في سلم مناصب الحزب العليا السيد الصادق المهدي بحكم انتخابه السابق ليمارس جميع صلاحيات رئيس الحزب، ويباشر مسئوليات الأمانة العامة،ويتولى رئاسة الجهاز التنفيذي في أي حكومة يؤلفها حزب الأمة أو يشترك فيها، وهو يؤدي هذه الأعباء بتفويض من السيد الإمام الهادي ومن أجهزة الحزب ويكون خاضعا لمحاسبة تلك الأجهزة.
  4. قيام مجلس عال يتولى وضع سياسة الحزب العليا والإشراف على إدارة شئونه ومحاسبة الأجهزة التنفيذية حتى يتم وضع دستور الحزب الموحد وتنتخب بموجبه أجهزة الحزب.
  5. لقد اجتمع شمل حزب الأمة على التضامن والصلح بين جميع عناصره وأفراده.

وانطلاقا من هذا الوضع الذي اتفق عليه واستنادا على هذا المفهوم يعيد المجلس العالي النظر في الأوضاع السياسية الراهنة ويحدد مواقف الحزب الموحد منها وهذه الأوضاع هي:

  • أهداف حكم البلاد في الفترة الانتقالية الحالية وشكل الحكومة التي يراها الحزب في هذه المرحلة.
  • وضع الدستور الدائم للبلاد.
  • الموقف من القضية الدستورية.
  • دراسة وإعداد منهاج الحزب للأخذ بيد البلاد في هذا الظرف الحرج من تاريخها.

وإننا إذ نزف البشرى لجماهير حزبنا بهذا اللقاء نطلب إليهم أن يعلنوا صلحا عاما شاملا بينهم وأن يوحدوا لجانهم وجهودهم السياسية لمواجهة الأعباء الوطنية الكبرى التي ستلقى على عواتقهم في الغد القريب.

وسنوضح فيما بعد الإجراءات التفصيلية التي ينبغي أن تتبع عند توحيد الهيئات المركزية والإقليمية في جهاز واحد.

لقد بدأت مسيرة حزبنا الكبرى من جديد وإننا لنتطلع إلى الغد المشرق إن شاء الله بقلوب عامرة بالإيمان بالله وبالثقة العظيمة بهذا الشعب النبيل الذي نؤمل أن نقدم له قيادة عاملة وجادة ترتفع بمستواه في كل الميادين لنحارب الفساد والمفسدين وندفع بطاقاته الدفاقة القوية نضال العرب والمسلمين لتحرير الوطن العربي المغتصب، وكفاح الشعوب الأفريقية المستعمرة ونضالها في سبيل الاستقلال وفي الأخذ بيد شعوبها لمستقبل أفضل وغد مشرق.

 

والله الموفق.

الاثنين 20 محرم الموافق 7 أبريل 1969م

الإمام الهادي المهدي

السيد الصادق المهدي