كلمة الإمام الصادق المهدي في ندوة الحريات العامة

الإمام الصادق المهدي
سماحة دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد للحكماء والرؤساء السابقين المنتخبين ديمقراطياً والمفكر السياسي والإسلامي

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ندوة بعنوان: الحريات العامة

الاثنين 12 مارس 2012م- دار الأمة

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.

أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي

السلام عليكم ورحمة الله

قولوا معي:

– لا شرعية بلا حرية.

– لا للحروب، نعم للسلام.

– دستور جديد لسودان عريض.

– التكفيريون أعداء الدين والوطن.

– لا عنصرية ولا تعصب.

– التواصل الشعبي مع الجنوب واجب وطني.

– السلام العادل والتحول الديمقراطي يحولان ضد التمزيق والتدويل.

– الجهاد المدني طريق بناء الوطن.

أولا: من أهم عيوب اتفاقية السلام أنهم قالوا تستمر القوانين القمعية إلى أن تستبدل وتركوا هذا الواجب لذات الشخوص الذين أتوا بالقوانين القمعية (والعندو القلم ما بيكتب نفسه شقي) ولذلك وكما هو متوقع سكتوا عنها حتي استمرت تلك القوانين حتى يومنا هذا. وهذا العيب يدل كذلك على عدم حرص من أمضوا اتفاقية السلام على الديمقراطية وإلا لحددوا لبقاء القوانين القمعية سقفا زمنيا (شهرين، ثلاثة شهور، أربعة شهور، ستة شهور) حتى يتم استبدالها. واستمرارها حتى يومنا هذا خطأ كبير من أخطاء اتفاقية السلام وعيب من عيوبها الكثيرة.

ثانيا: وما نعاني منه اليوم في هذا المجال هو:

1- انتهاكات قانون النظام العام الذي شرد وأساء وقام بكل هذه الأعمال لكثير من النساء والرجال مثل الفتاة المجلودة (فتاة الفديو)، وأخيرا عوضية عجبنا رحمها الله.

2- الشرطة: وما قامت به من اعتداء: بورتسودان 29 يناير 2005- كجبار 13 يونيو 2007م- أمري 23 أبريل 2006م- الطلاب في جامعة الخرطوم وغيرها من الجامعات.

3- أجهزة الأمن: والاعتقالات الكبيرة العشوائية لمواطنين من دارفور وتابعين للحركة الشعبية لتحرير السودان.

4- قانون الصحافة والمطبوعات: الذي اعتدى على الصحف وحرية الصحافة.

5- كذلك ما حدث لأهلنا في مناطق القتال والإقتتال: من تشريد ونزوح وجوع وغيره من التعديات على حقوق الإنسان.

6- وقانون الأحوال الشخصية الذي لا يحمي الانثى من جريمة الخفض لأنوثتها المسماة ختان. ولا يحمي الطفلات من زواج جائر. وغير ذلك من عيوب قانون الأحوال الشخصية الحالي.

7- الحكومة والنظام التزما بعمل مفوضية قومية لحقوق الإنسان وأهملا هذا الواجب. لذلك ومع أن بعض المواطنين عملوا هيئة عامة. ولكن حزب الأمة الآن سوف يقيم:

· مرصد لحقوق الإنسان، مرصد عنده أمية في الخرطوم وعنده فروع في كل الولايات والمحليات لمراقبة ومتابعة أي تعدٍ على حقوق الإنسان. هيكل حزب الأمة التنظيمي لديه الآن نواة من هذا، وسنطور هذه النواة لتقوم شبكة عنكبوتية واسعة تتصل بكل قواعد السودان في كل مكان، ولها أمية في الخرطوم لمتابعة لقضية حقوق الإنسان في السودان. وقد كان حزب الأمة سباقا بخصوص الإشارة لقضية حقوق الإنسان في دارفور، وذلك بعد زيارتنا في مايو 2004م، وقد أتت الأمم المتحدة من بعدنا وبنت على ما قلناه من اكتشاف للتعديات على حقوق الإنسان في دارفور.

· ومرصد آخر للفساد: وهم يتحدثون عن الفساد بأسلوب سطحي وفوقي. الفساد لا بد أن يبدأ بـ: من أين لك هذا؟ (ناس جو اباطهم والنجم بقوا فوق النجم). مرصد الفساد هذا سينتشر في كل مكان، في الوزارات، وفي المصالح وفي البنوك، وله أمية رئاسية لمتابعة هذه القضية.

· ومرصد ثالث للتعديات والظروف التي تحدث للناس في مناطق الاقتتال حتي نتمكن من التنبيه لحالتهم وظروفهم الإنسانية.

تلك المراصد الثلاثة لحقوق الإنسان، ولظروف أهلنا في مكان الاقتتال، وللفساد، إن شاء الله هي من الإضافة التي يقوم بها حزب الأمة في متابعة مشارع الحق وحراسة هذه المشارع.

7- يتكلم بعض الناس عن المعارضة كما يتفق لهم، ويمكنني الآن عرض السجل الذي نعتقد أنه يشرّف القوى السياسية وهو سجل حزب الأمة في المعارضة:

الأول: الموقف من اتفاقية السلام: نحن الجهة الوحيدة التي درست الإتفاقية وفي ذلك الوقت كان كل الناس مبهورين بما ستحققه الاتفاقية، وحده حزب الأمة هو الذي أصدر بيانا و دراسة عن اتفاقية السلام بعنوان: “اتفاقية السلام يناير 2005 ومشروع الدستورأبريل 2005 في الميزان”، وقال إنها لن تأتي بالسلام ولن تحقق الوحدة ، وهذا ما كان.

الثاني: الموقف من سلام دارفور: قلنا منذ البداية لا يمكن تحقيق سلام دارفور إذا جعلت اتفاقية السلام مرجعا لأن أهل دارفور لم يشاركوا فيها، لذلك لا يمكن تكون لهم مرجعية. وعقد حزب الأمة ورشة عمل، واستقطب لها كل أهل دارفور قوميا لكي يوافقوا على الاتفاقيات الجزئية/ الثنائية، على أن يكون الاتفاق الأساسي على أساس مرجعية الحقوق المشروعة لأهل دارفور وليس نيفاشا.

الثالث: الموقف من البترول: وحده حزب الأمة هو الذي يملك مبادرة لقول ما هو الصحيح في أمر البترول لا نسمع كلام زيد ولا عمرو ولكن نتكلم باسم الشعبين السودانيين في الشمال وفي الجنوب ونقول ما نعتقده الأصلح، وهذا سيظهر إن شاء الله في الأيام القادمة، لأننا قمنا بالتحضير لبيان الحقوق الصحيحة التي تحمي مصالح الشعب في السودان وفي جنوب السودان.

الرابع: الموقف من مفوضية حوض النيل: وفي هذا أيضا (الناس كلهم لافين صينية) أي حائرون، وحده حزب الأمة من رأى أن الحكومة يجب أن تشارك في مفوضية حوض النيل ومن ثم يكون التفاوض وطرح موقف السودان من داخلها، ولا يجب مقاطعة المفوضية حتى لا يعزل السودان. ولكنهم قاطعوا المفوضية والنتيجة كما توقعنا السودان معزول لا يستطيع أن يرعى مصالحه مع دول حوض النيل.

الخامس: الموقف من مؤتمر استنبول: نحن نقلنا قبل الامريكان وقبل الجميع عدم جدوى مؤتمر ينظر في اقتصاد السودان ومصلحة السودان الاقتصادية قبل أن يكون هناك مؤتمر قومي اقتصادي يشخص الحالة السودانية ويطالب بما يريده من آخرين من مساعدة بعد أن يعرف العلل. أما الذي حدث فإنهم سعوا لعمل مؤتمر في استنبول بقيادة النرويج للاقتصاد السوداني وقد أدركت بعض الجماعات في أمريكا عدم جدوى المؤتمر وكانت النتيجة صرف النظر عن هذا المؤتمر لأنه كان أصلا (دفن الليل اب كراعا برة).

السادس: الموقف من المناصير: حزب الأمة دعى أهل المناصير وقد صاروا الآن هم المنصورين وليس المناصير، دعونا لورشة في دار الأمة في أم درمان وحولنا القضية من قضية جهوية محلية إلى قضية قومية عن طريق تلك الورشة، ثم سعينا لكي تصير القضية قضية قومية، وهم ثابروا وصبروا وأعطوا مثالا كبيرا لنجاح أسلوب الجهاد المدني، أهنئهم على ذلك ونقول لكل أصحاب قضية دونكم أسلوب المناصير أصبروا واعتصموا و لا ترفعوا أي سلاح لقتال ولكن قفوا مع حقكم بكل قوة وصلابة ووحدة كلمة وستنتصرون.

السابع: الموقف من كل المشردين مدنيين وعسكريين وعمل ندوات لهم هنا وتبني قضيتهم حتى تسترد لهم حقوقهم.

الثامن: الموقف من الحروب الراهنة: منذ بداية الطريق كتبنا لرئيسي الدولتين بأن انتخابات جنوب كردفان انتخابات (مضروبة) ولن تأتي بنتيجة مطالبين بإيقافها، وإن لم توقف ويتم الاتفاق على تراضي فسوف تؤدي النتائج إلى حرب، وهذا ما كان. ثم قالوا هذه الحرب يمكن حصرها في منطقة الجبال. ولكن هذا غير ممكن، لماذا؟ من أكبر عيوب اتفاقية السلام أنها علقت قضايا لثلاث مناطق: أبيي- جنوب كردفان- جنوب النيل الأزرق ورهنت حل هذه القضايا بتشاور جديد أسموه المشورة الشعبية، ولكنهم ولمدة ست سنوات من 2005 إلى 2011م لم يفعلوا أي شيء في هذا الموضوع وهذا هو السبب في الحرب. هناك من يسأل من هو الجاني الذي أطلق الرصاصة الأولى؟ لكن بغض النظر عمن أطلق الرصاصة الأولى فاتفاقية السلام المعيبة هي السبب وهي التي خلقت وضع:

ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء

فابتل بالماء، اتفاقية السلام كانت ناقصة فيما يختص بالمناطق الثلاث (جنوب كردفان،النيل الأزرق وأبيي) لذلك نحن نعمل الآن من أجل إكمال هذه الاتفاقية لإيضاح مطالب أهل هذه المناطق وسنعمل على ذلك ان شاء الله حتى يقبل كل الاخوة رافعو السلاح اليوم مشروع حل سلمي يحقق مطالبهم ومصالحهم سلميا، وسنقوم بذلك بصرف النظر ع ما يقوله زيد أو عبيد، نيابة عن الشعب السوداني واستجابة لضمير الشعب السوداني.

الثامن: الموقف من الجنوب: موقف حكومة السودان من الجنوبيين مثل (ما بنديهم حقنة، بنطردهم..الخ) ومنع التجارة البينية كلها تصرفات خاطئة، وأشبهها بما يفعله أهلنا في مصر عندما يقوم العريس في ليلة دخلته بذبح قطة أمام عروسه بفكرة تخويفها (إما أن تسمعي كلامي أو تنالي مصير تلك القطة). وهذا بالضبط ما يفعله أخوانا في المؤتمر الوطني مع أهلنا في الجنوب.. ولكن كان المفروض: (إنك لن تسع الناس بأموالك ولكن سعهم بأخلاقك)، كان ينبغي أن نكون أكثر الناس رحمة وكرما في تعاملنا معهم لأنه مهما يكون، هم أهلنا وجيراننا، وبموقف الكرم نستطيع أن نشدهم إلينا شمالا حتى لا يصدوا عنا جنوبا ويكسبهم أعداؤنا بمثل ما فعلت إسرائيل. فموقفنا كان واضحا وما زال: إنه من الخطأ التعامل مع الجنوب بهذه الطريقة كان يجب أن يكون التعامل مختلفا، واعترضنا وقلنا كلاما واضحا وابلغناه للكافة، وقمنا بتعبئة الرأي العام السوداني في اتجاه هذا الكلام.

التاسع: الموقف من التفكيريين: وهم قوم تناسلوا من أعماق التاريخ، من الخوارج، ومتناسلين من أعماق الجغرافيا من مناطق التأزم المذهبي، هم لذلك دخلاء على هذه البلاد ونحن نعمل على عزلهم فكريا وعزلهم دينيا ولا بد من إصدار قوانين: من يقذف إنسانا في عقيدته يجب أن يعاقب لأن ذلك فيه فتنة في الدين والوطن. وللأسف الجماعة في المؤتمر الوطني لم يهتموا بهذا الأمر لأن التكفيريين يحاربون لهم أعداءهم ووقفوا معهم في الانتخابات وهذا خطأ كبير لأن معناه أنهم يقومون بتربية العقارب والثعابين وستلدغهم في يوم ما.

أيضا الموقف من ما يسمونه بدستور إسلامي لفرضه على الناس وإعلان الجهاد، وكل ذلك كلام فارغ المحتوى وأفكار صبيانية كانت قد دفعت الجبهة الإسلامية القومية في السابق الى إعلان ما أسموه: ثورة المصاحف، ثورة المساجد، الشريعة قبل الخريف، وبعد أن استلموا السلطة شهدنا ماذا فعلوا في الشريعة، هم أنفسهم وصفوها بالـ(دغمسة)، مع أنه إذا هي (دغمسة) فمن صنعها؟ لا بد لكل فعل من فاعل ! هذه الإعمال نقول بوضوح تام لا بد من تجاوزها، ونكتب دستورا يشترك فيه السودانيون ويعكس مصالح السودانين كما قلنا دستور جديد لسودان عريض. طبعا لأية جماعة الحق في الدعوة لما تراه من دستور على ألا تهدد الآخرين بقول: يا دستورنا يا الجهاد مثلما فعلت الجبهة الإسلامية القومية فأضرت بنفسها وبالبلاد.

العاشر: الموقف من الاقتصاد الوطني: وحده حزب الأمة كان قد دعا لمؤتمر قومي اقتصادي وشخّص الاقتصاد الوطني وقال بالتوصيات اللازمة، وقد كان ما وجده المؤتمر معارضا تماما للسياسات الاقتصادية التي يتبعها النظام حاليا.

أحد عشر: حزب الأمة هو الذي قاد إبطال دعاوي النظام الإسلامية وأبان أخطائها الإسلامية منذ بداية التجربة حتى الآن.

هذا الشرح يوضح ويؤكد أن حزب شغال معارضة، لكنها معارضة عندها مثل وعندها بصيرة وهي معارضة تختلف من معارضة من يقولون سنسقط النظام بعد 24 ساعة أو بعد 28 ساعة أو بعد 48 ساعة وفي الحقيقة يقولون مثل هذا الكلام ولا يفعلون شيئا أبدا لتحقيقه! وهذا نتيجته واحد من اثنين :الطعن في مصداقية المعارضة أو تحريض النظام ضد المعارضين. إذا كنت قادرا على إسقاط النظام في 24 ساعة فلا داعي للاعلان تجنبا للطعن في المصداقية وتجنبا لتنبيه النظام الذي حتما سيهاجم المعارضين (ليتغدى بهم قبل أن يتعشوا به). فمثل هذه الأقوال المجانية تخدم أجندة الأمن لا أجندة الوطن.

ثاني عشر: موقفنا من الحرب: الصدق هو أول ضحايا الحرب وكذلك الحريات لأن الحرب إن عمت تفرض حالة الطواريء التي تعني إيقاف الحريات وتعليق الحريات لذلك نحن ضد الحرب ونعتقد أنها مضرة بقضايا الوطن. كذلك إذا قامت الحرب سيكون كل هم الشمال هدم الجنوب وهم الجنوب هدم الشمال وتتحول القضية من قضية شعب يريد تغيير نظام الى دولتين في حالة حرب. لذلك نحن لا نريد أن تنخرط البلاد في الحرب ومشروعنا لإنهاء الحرب واضح، وقد وضعنا خطتنا لذلك وسنقوم بالاتصال بكل الأطراف لمشروع سلام شعبي نرجو أن تستجيب له كل الأطراف المعنية لنوقف هذه الحرب اللعينة.

كل ما كنا قد قلناه للأسف صدق: قلنا اتفاقية السلام لن تأتي بسلام ولا وحدة وقد كان، وقلنا إن انتهاكات دارفور إذا لم تعالج ستأتي بتدخل القوى الدولية وتأتي بالمحكمة الجنائية وقد كان، وقلنا انتخابات كردفان إذا لم توقف ستأتي بحرب وقد كان، وقلنا بحتمية الحروب الحالية بسبب عيوب اتفاقية السلام وقد كان، وقلنا إن هذه السياسات ستؤدي إلى تمزيق الوطن والتدخل الأجنبي وقد كان. ونريد الآن أيضا أن نقول كلاما بالنسبة للمرحلة القادمة.

لعلكم سمعتم بأن مجلس النواب الأمريكي اجتمع وقدم مشروعا لقانون فيه الخطر الآتي: فيه مقدمة لانتهاكات النظام السوداني لحقوق الإنسان وفيه التزام بأن تتبع الولايات المتحدة سياسات جديدة مفرداتها:

o منع الطيران في المناطق الحربية في السودان.

o المطالبة باصلاح ديمقراطي.

o مطالبة مجلس الأمن بالآتي:

– يوسع العقوبات ضد حكومة السودان.

– أن يتخذ إجراءات تحت الفصل السابع يسمح باعتقال المطلوبين للعدالة من القيادات السودانية. وتتخذ إجراءات قانونية ضد من يمتنع عن اعتقالهم.

· عمل إستراتيجية جديدة للولايات المتحدة تقدمها الدولة الأمريكية في ظرف ستة شهور فيها تتعاون وتنسق الأجهزة المشتركة الأمريكية: خارجية – أمنية- دفاعية لعمل هذه الاستراتيجية الجديدة، ومن لا يتعاون معهم في تنفيذها وفي قبض القيادات السودانية المطلوبة تطبق عليه هو عقوبات أيضا.

هذا المشروع في الحقيقية إذا نفذ يعني إعلان حرب مدنية وعسكرية ضد السودان. طبعا هو حتى الآن لم يجز لكنه قدم في مجلس النواب وسيقدم للجان داخل الكونغرس تمت تسميتها لتقدم ملاحظاتها وبعد ذلك سيجاز في مشترك للكنغرس (أي مجلسي النواب والشيوخ) وبعد ذلك سيصير قرارا إذا وافقوا عليه. وهذا من أخطر الأشياء لأن معناه أن الولايات المتحدة دخلت طرفا في هذا النزاع. وقالت من لا يتعاون في خطها يمنع من التعامل مع المؤسسات المالية الأمريكية وتفرض عليه عقوبات إضافية، وطلبوا من رئيس الجمهورية الأمريكية تقديم تقرير للجان ببيان ما تحقق في هذا الصدد.

ثالث عشر: موقف حزب الأمة: الدعوة القومية، سندعو إن شاء الله آخرين لنتفق على موقف موحد ليس من أجل أننا نكون مع أو ضد، بل نقيم ذلك ليكون هناك موقف وطني سوداني. وطبعا نحن موقفنا كان ولا زال إن هذه الضغوط الداخلية والخارجية توجب إجراءا استباقيا، الاجراء الاستباقي هو مؤتمر قومي دستوري يعمل على وقف الحروب على أساس عادل شامل، ويعمل على إقامة نظام قومي يحول السودان من دولة الحزب إلى دولة الوطن، هذا هو ما ينبغي أن يكون ونحن سنتبنى هذا الموقف ونرجو أن كل القوى والجيران والاشقاء يؤيدوا هذا الكلام، فهذا الإجراء الاستباقي الوحيد الذي يمكنه أن يعالج القضية ويخرج السودان من الآثار السالبة جدا لسياسات الانفراد وسياسات العناد التي أوقعتنا في هذا المستنقع. لا بد من تحقيق هذا الاجتماع.

ونحن نعمل من أجله بالقوة الناعمة، ونقول ونخاطب كل أخواننا الذين لديهم عمل ولديهم قضية نقول لهم “المي بارد ماشي يقد الدلو” أي أن العمل السلمي سوف يأتي بالنتيجة المرجوة، ولذلك لا بد من اتخاذ هذا الخط. نحن لا نقول لهم ألقوا سلاحكم، ولا لا تكافحوا ولا تناضلوا ،لا ولكن نقول ليهم إذا صار هناك اتفاق كالذي ندعو له فهو الذي سيؤدي إلى وقف إطلاق النار. ونحن سنسعى إلى ذلك إن شاء الله ونعتبر أننا في هذا نمثل ضمير الشعب السوداني ونعمل على تحقيق مصالح الشعب السوداني. وطبعا هذه طريقة كل المناضلين الحقيقيين وليس مناضلي (حشاش بي دقنو). كل المناضلين الحقيقيين عملوا ذلك: هذا ما عمله نلسون مانديلا في جنوب أفريقيا وحصل الاتفاق على المخرج – وهذا ما عملوه ناس في شيلي كما أوضحت ميشيل باشيلي وأكدت أن هذه الإجراءات ممكن تحقق هذا الهدف.

نحن سنعمل على هذا ولا نقول للآخرين لا تعملوا، أعملوا ما تستطعيون ولكن نحن بعقلنا وتجربتنا والمصلحة الوطنية سنقود هذا الدرب ونعتقد إنه الدرب الأقصر والأوضح في سبيل تحقيق مصالح الشعب السوداني في وقف الحروب وفي إقامة نظام بديل ديمقراطي قومي.

نعتقد أن هذا سوف يشبع التطلعات ونعتقد أنه هو الذي سوف يأتي بنتيجة كما حصل في جنوب أفريقيا، نتيجة ترضي الطموح الشعبي وتتماهى مع ما يحدث في المنطقة العربية من تحولات ديمقراطية. وفي هذا الصدد طبعا هناك كلام كثير جدا، نحن ندعو لكنفدرالية عربية أفريقية ونقول هذا صحيح، ولكن لا يمكن تحقيق أي نوع من الوحدة بين طغاة، نحن حينما عارضنا ميثاق طرابلس في الماضي بين مصر والسودان ولييبا عارضناه لأنه كان فيه تضامن بين الطغاة، نحن نريد تضامنا بين الشعوب على أساس أنها حرة ومصالحها مشتركة هذا هو الذي سنعمله.

ختاما: النقطة الأخيرة التي أود ذكرها لحضراتكم في هذا اللقاء إن هذا اللقاء هو جزء من تعبئة شعبية نحن سننخرط فيها إن شاء الله بقوة داخل الخرطوم العاصمة وفي كافة أقاليم السودان وتستمر حتى بلوغ الأهداف كجزء من الضغط في اتجاه استيلاد الوضع الجديد، استيلاد النظام الجديد الذي نعتقد أنه سيحقق هذه الأهداف ونقول مع أصحاب العزائم مع الهادي آدم:

إن للحق قوة ذات حد من شباة الردى أدق وأمضى

ونقول:

إذا التف حول الحق قوم فإنه يصرم أطراف الزمان ويبرم

ونقول مع صاحب مسدار النصحية: أبينا الاغتراب وليه:

أبينا الاغتراب لنعمل لخلاص الوطن

وعهداً يا وطن إن شاء الله مافي مردة

بنوم في التراب ونخت ضراعنا مخده

بنعيش في هواك إن شاء الله نأكل رده

وأخيرا: نستنجز ربنا سبحانه وتعالى وعده: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)[1]

 

والسلام عليكم

 

_______________________________________________________________________________

 

* ملحوظة: الكلمة قيلت شفاهة وتم تفريغها وتحريرها من تسجيل الفيديو من قبل المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي.

 

[1] سورة آل عمران الآية